في ما يلي مقتطفات من مقالات عدة كتبها ديفيد فريدمان الصهيوني المتطرف الذي قرر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب تعيينه سفيرا لبلاده لدى دولة العدو الإسرائيلي، وكانت أول تصريحاته أنه يتطلع للعمل من سفارة الولاياتالمتحدة في القدسالمحتلة بعد نقلها من تل أبيب. المقالات كان يكتبها فريدمان بانتظام في موقع "أروتز-7" وهو موقع يميني إسرائيلي يتبنى وجهة نظر المستعمرين (المستوطنين) ويدافع عن قيامهم بالاستيلاء على أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة. فريدمان صديق مقرب من ترامب منذ ما يزيد على 15 عاما وكان واحدا من محاميه في العديد من قضايا الإفلاس والتهرب من الضرائب التي تورط فيها الرئيس الأمريكي المقبل صاحب المليارات. وفي ضوء حالة التهليل والترحيب العجيبة بقدوم ترامب، ولو على سبيل المكايدة والابتهاج لخروج الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي أزعج القاهرة بحديثه عن حقوق الإنسان، كنت قد استعرضت في مقال سابق سجل عددا من أبرز الشخصيات التي عينها ترامب في إدارته حتى الآن، وكلها معروفة بفكرها اليميني العنصري، سواء تجاه المسلمين والعرب بشكل عام، أو تجاه القضية الفلسطينية. ولكن فريدمان تحديدا تجاوزهم جميعا في مدى تطرفه في آرائه المعادية للعرب والمسلمين، بل إنه أبدى استعداده للموافقة على مقترحات قدمها أوباما للحد من مبيعات السلاح التي تستخدم في جرائم القتل اليومي على يد مهوّسين أو مرضى نفسيين في الجامعات وأماكن العمل الأمريكية مقابل فرض قيود مشددة على دخول المهاجرين المسلمين إلى الولاياتالمتحدة، ويا حبذا لو يتم فرض منع كامل على قدومهم، تماما كما اقترح رئيسه الحالي ترامب أثناء حملته الانتخابية.
عن حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، يقول سفير أمريكا المقبل في إسرائيل: "إن مثل هذا الحل لم يكن موجودا على الإطلاق، وذلك لأنه سيكون مفروضا على الفلسطينيين أولا، كحد أدنى، أن يعترفوا بإسرائيل كدولة يهودية، وأن يتخلوا عن الإرهاب، وأن يتوقفوا عن التحريض ضد إسرائيل في مدارسهم، وأن يتخلوا عن رغبتهم في إغراق إسرائيل بمن يسمون "لاجئين" من دول أخرى رغم أنه لم يسبق لهم أن قضوا يوما واحدا من حياتهم في إسرئيل". ويضيف "إن وزارة الخارجية الأمريكية -بما لها من تاريخ عمره مئة عام في معاداة السامية- تدافع عن مكافأة قادة فلسطينيين فاسدين مقابل موافقتهم الوهمية على دعم حل الدولتين". http://www.israelnationalnews.com/Articles/Article.aspx/18368
وبشأن مقترحات أوباما للحد من مبيعات الأسلحة الشخصية في أمريكا، يقول فريدمان، "لا أرى أي سبب جيد لفرض حظر فيدرالي على البنادق الهجومية. ولكن مقابل هذا الحظر، فلنتيقن أنه سيتم توفير كل الإمكنيات اللازمة للأجهزة الأمنية من أجل حظر دخول كل المسلمين التي قد توحي أي من كلماتهم أو تصرفاتهم بأنهم مرتبطون بنشاط إرهابي. ولا يوجد مبرر للقلق من التعديل الأول في الدستور الخاص بحرية التعبير، حيث إنه لا ينطبق على المهاجرين الراغبين في القدوم إلى الولاياتالمتحدة". http://www.israelnationalnews.com/Articles/Article… والمواقف العنصرية الكريهة للمرشح لتولي منصب سفير أمريكا لدى إسرائيل لا تقتصر على العرب والمسلمين، بل تشمل التقدميين من اليهود الأمريكيين الذين يدعمون حل الدولتين، والذين سعوا قبل سنوات لقصر احتكار منظمة إيباك في التعبير عنهم، وأنشؤوا منظمة بديلة سموها "جي ستريت". يقول فريدمان: "إنهم أسوأ من الكابوز، وهم اليهود الذي كانوا يقومون بتسليم إخوانهم من اليهود إلى معسكرات الموت النازية. لقد كان الكابوز يواجهون قسوة غير عادية، ومن يعرف ماذا كنا سنقوم به لو تعرضنا لمثل هذه الظروف سعيًا لإنقاذ واحد من أحبائنا. ولكن جي ستريت؟ إنهم مجرد داعمين سفهاء لتدمير إسرائيل وهم مرتاحون على أريكتهم الأمريكية. ولذلك، فمن الصعب تخيل أن يكون هناك من هو أسوأ". http://www.israelnationalnews.com/Articles/Article… وبعد اندلاع ما يعرف بانتفاضة السكاكين قبل عام في مواجهة عنصرية الاحتلال الإسرائيلي التي أحالت حياة الفلسطينيين جحيما كتب فريدمان: "ما هو ذلك النوع من البشر الذي يفيق في الصباح ويبحث في مطبخه عن أكبر سكين وأكثر حدة ثم يخرج بعد ذلك لقتل يهودي؟ ولنفترض، فقط على سبيل الجدل، أن كل سكان العرب من سكان القدس ويهودا والسامرة (هو لا يستخدم أبدا لفظ الضفة الغربية كصهيوني) لديهم مصادر مشروعة للغضب. ولكن معظم ذلك الغضب العربي أساسه سياسي، ولا يتعلق بخطر يهدد وجودهم. وعادة لا يتم استخدام السكاكين لطعن الخصوم في في خلاف سياسي. وعلى مدى التاريخ، فإن أكثر الناس تعرضا للخطر والفظائع لم يخططوا للقيام بهجمات ضد النساء والأطفال الصغار. وعندما كان اليهود يقاومون النازي في غابات أوروبا، فإنهم لم يقوموا بتنظيم، أو حتى التفكير، في مثل هذه الهجمات. وهنا في الولاياتالمتحدة، فإن الأمريكيين - الأفارقة الذي تم اختطافهم من أرضهم وبيعهم كعبيد، ورغم أنه لديهم كل الأسباب لكي يستخدموا العنف للتعبير عن اعتراضهم على الظروف التي مروا بها، لم يقوموا بتنظيم هجمات لطعن النساء العجائز والأطفال الصغار. فمثل هذا التصرف، مهما كان حجم الظلم، هو شيطاني وبربري. وأي إنسان ليس شريرا بطبعه، أو تم تلقينه على يد أساتذة منعدمي الأخلاق وفاسدين، لا يقوم بمثل هذه الأمور". http://www.israelnationalnews.com/Articles/Article… وبعد أن قام أوباما بتوقيع الاتفاق النووي مع إيران، كتب فريدمان في الموقع الإخباري الإسرائيلي: "يجب علينا الآن أن نواجه الحقيقة المريرة، أن إسرائيل لم يعد بإمكانها الثقة بإدارة الحزب الديمقراطي، أو بغالبية الأمريكيين اليهود، لدعمها في مواجهة مخاطر تتعلق بوجودها وأمنها. وهذا لا يعني، لا قدر الله، أن العلاقة بين البلدين قد انكسرت بشكل لا يمكن إصلاحه. ولكن ستظهر إدارة جمهورية تتفق مع وجهة نظر إسرائيل تجاه العالم، وحتى في ظل الإدارة الديمقراطية الحالية، فإن التعاون العسكري والتنسيق بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل يبقى عند مستوى مرتفع للغاية". http://www.israelnationalnews.com/Articles/Article… لا أهلا ولا سهلا ترامب الصهيوني.