الأزمة التي تعصف بالصحف الورقية حول العالم وفي الوطن العربي، مست بأصابعها جريدة السفير العريقة، حيث أعلنت الجريدة اللبنانية، أن نهايتها كمطبوعة ورقية وكموقع إلكتروني ستكون بنهاية ديسمبر الحالي. فقد جمع الكاتب الصحفي طلال سلمان، ناشر الجريدة ورئيس تحريرها، موظفيها، وأبلغهم بقرار إغلاق الجريدة مع ختام العام الحالي، لأنها لم تتمكن من تجاوز عثراتها المالية، معلنًا نهاية مدرسة أساسية مميزة في تاريخ وجغرافيا الصحافة اللبنانية امتدت حياتها لنحو نصف قرن، كأحد الوجوه الإبداعية لبيروت. وزارة العمل اللبنانية أعلنت أن جميع العاملين بالجريدة سيحصلون على كامل حقوقهم، وهم ١٢٠ صحافيًا وتقنيًا وفنيًا وإداريًا. الجريدة قالت في بيان وداعها "كان لا بد أن تنتهي الرحلة في قلب الصعب، فالأزمة الخطيرة التي تهدد الصحافة في العالم أجمع، وفي الوطن العربي عموماً، تعصف بالصحف المحلية، محدودة الموارد وضيقة السوق، وهي أزمة تمتد من أرقام التوزيع إلى الدخل الإعلاني، وهو الأساس، إلى إقفال الأسواق العربية عمومًا في وجه الصحافة اللبنانية". وأضافت "ولقد اجتهدنا ما وسعنا الاجتهاد، وبذلنا من عرق التعب، وأحيانًا من الدم، فضلاً عن مطاردتنا بالتفجيرات، وصمدنا للاجتياح الإسرائيلي وللإقفال الظالم، بالقهر أو باستغلال القضاء لأغراض لا تتصل بدوره أو برسالته". وتابعت "وصمدنا مع المقاومة المجاهدة، وإلى جانبها على امتداد مسيرتها حتى التحرير، ثم واكبناها وهي تواجه حرب تموز وتنتصر". واستكملت "وكان لا بد، في نهاية الأمر، أن نجلس إلى الزملاء في أسرة التحرير، الذين أعطوا من جهدهم وسهرهم واقتحامهم الصعاب وتأدية الرسالة المهنية بأمانة.. وهكذا كان القرار بأن نكمل أيامنا الأخيرة، حتى أوائل يناير المقبل في خدمة القارئ". "وستكون لنا عودة في رسالة الوداع بعد حين".