أرباح الشركات تتراجع.. وتوقعات بالاسوأ العام المقبل رئيس الإياتا: ارتفاع الوقود وتراجع العملات المحلية أمام الدولار ضربنا بعنف في تناغم مع الأزمة الاقتصادية التي تضرب العالم والكساد الاقتصادي المستمر، اتجه نشاط النقل الجوي للمرة الأولى لمواجهة احتمالات قوية لتقليص مصادر تمويله بسبب تلك الأزمة، حيث أعلنت المنظمة الدولية للنقل الجوي (الإياتا) اليوم عن تراجع أرباح شركات الطيران عام 2017 بعد سنوات من الصعود القوي. وفي بيان تفصيلي قدمه مدير المنظمة ألكسندر دي جونياك في جنيف، برر التراجع في الأرباح بارتفاع أسعار النفط وتباطؤ الطلب بشكل عام. وقال دي جونياك إن المؤشرات تدفعنا لرؤية تقلص صافي الأرباح العام المقبل إلى .٢٩.٨ مليار دولار وذلك بالخلاف للتوقعات المتفائلة بمطلع العام، ودعم توقعات الإياتا المتشائمة تراجع أرباح الطيران العام الحالي من الرقم المتوقع من قبل ٣٩.٤ مليار دولار إلى الرقم الحالي وهو ٣٥.٤ مليار دولار بعد صعودها خمس سنوات متتالية. وتوقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي أن ترتفع أسعار النفط خلال عام ٢٠١٧ إلى ٥٥ دولار للبرميل مقابل ٤٤ دولارًا للبرميل خلال العام الجاري، ما من شأنه زيادة سعر وقود الطائرات من ٥٢.١ دولار للبرميل خلال العام الجاري إلى ٦٤.٩ دولار للبرميل خلال عام ٢٠١٧. ورجح رئيس الاتحاد أن تشكل كلفة الوقود نحو ١٨.٧% من إجمالي نفقات شركات الطيران خلال العام المقبل، ومع ذلك فهناك توقعات بأن يبلغ عائد رأس المال 7.9 % متجاوزًا تكلفة رأس المال في 2017 للعام الثالث على التوالي مما سيكون عامل تعزيز للمستثمرين في القطاع.وحاول جونياك أن يخفف آثار التقرير الصادم والذي يعد أول تقرير يعلنه منذ أن تولي منصبه كرئيس تنفيذي للإياتا في سبتمبر المقبل، وقال إنه علي الرغم من التراجع المتوقع في أرباح شركات الطيران خلال العام المقبل، إلا أن التراجع إلى مستوى ٢٩.٨ بليون دولار ليس بالأمر السيئ، وإنما يعد بمثابة هبوط مريح، رغم التحديات التي يواجهها القطاع. وأبرزت الإياتا في تقريرها السنوي أن منطقة الشرق الأوسط من أكثر المناطق تأثرًا خلال العام المقبل، ورجح جونياك في تصريحات للصحفيين اليوم أن تتراجع أرباح شركات الطيران في المنطقة إلى ٣٠٠ مليون دولار، مقابل ٩٠٠ مليون دولار خلال العام الجاري، وأكثر من ١٠١ تريليون دولار خلال عام ٢٠١٥، جراء الارتفاع المتوقع في أسعار النفط ما يزيد من كلفة الوقود، بالإضافة إلى تراجع الطلب على السفر في المنطقة جراء تراجع أسعار العملات العالمية مقابل الدولار وتباطؤ حركة التجارة العالمية. وفي محاولة لتفسير أسباب التراجع الحاد، كشف الخبير الاقتصادي في المنظمة براين بيرس أن التراجع في الأرباح يعود إلى المنافسة المتصاعدة بين الشركات في القطاع خاصة في الخليج، وقال"التنافس الحاد بين الشركات في الشرق الأوسط ضغط على أسعار التذاكر وسبب انخفاضها بنسبة ٦٠%، لتقترب من أسعار تذاكر الطيران بمنتصف الثمانينات. ورغم النتائج المقلقة إلا أن أرباح شركات الطيران لا تزال أعلى من مستويات عام ٢٠١٤ التي بلغت خلالها ٢٦.٣ بليون دولار، ما يعني أن العائد على الاستثمار بلغ ٧.٩%، وتوقع أن يتجاوز العائد على الاستثمار نفقات شركات الطيران بنسبة ٦.٩%، وعلى رغم التراجع الطفيف في أرباح شركات الطيران العالمية المتوقعة العام المقبل، أكد جونياك أن قطاع الطيران تمكن خلال السنوات القليلة الماضية من بناء قواعد صلبة تدعم قدرته على مواجهة التحديات الحالية. وعلي خطوات سابقيه، وجه المدير التنفيذي الجديد للإياتا اللوم لسياسات الحكومات في تقييد نشاط السفر وفرض الضرائب غير المبررة، حيث قدرتها الإياتا بأكثر من ١٢٣ مليار دولار تجمعها الحكومات من شركات الطيران، بما يمثل تحديًا مستمرًا لشركات الطيران وللقطاع الذي يسهم بنحو ٢.٧ تريليون دولار في إجمالي الناتج المحلي العالمي، وينقل أكثر من ثلث البضائع التي تدخل في إطار التجارة العالمية، ويعمل به نحو ٦٩ مليون شخص. وقال إن هناك العديد من الدول التى عملت على زيادة رسوم المغادرة فى مطاراتها مثل النمسا التى قررت زيادة رسوم المغادرة لتصل الى ٦٠ دولارًا، وكذلك جزر الملاديف والتى تعتمد على السياحة بشكل رئيسى قررت إضافة ٢٥ دولارًا إلى رسوم المغادرة، وكذلك ألمانيا التى قررت إضافة نصف يورو على كل راكب على الرغم من أن إجمالى ما تحصله من رسوم المغادرة يتجاوز مليار دولار سنويًّا، وكذلك النرويج التى رفعت رسم المغادرة ليصل إلى ٤٧ دولارًا، وتخطط بريطانيا أيضًا لزيادة رسم المغادرة على الرغم من حصولها على حوالى ١٦ مليار جنيه إسترلينى سنويًّا من رسوم مغادرة المطارات البريطانية. وفيما توقعت الإياتا أن يرتفع عدد المسافرين العام المقبل إلى ٤ بلايين مسافر و٧.٢ بليون مسافر بحلول عام ٢٠٣٥، ما من شأنه أن ينعكس إيجابًا على الاقتصاد العالمي، في حال واصلت الحكومات حول العالم تطوير البنية التحتية للقطاع، دعم دي جونياك توسعات شركات الطيران رغم الأزمة، وقال: "إن شركات الطيران الأعضاء فى الإياتا ستتسلم حوالى ١٧٠٠ طائرة جديدة العام المقبل، وهى طائرات حديثة مزودة بمحركات تساعد فى تقليل استهلاك الوقود. واختتم بالإشارة إلى أن هذه الطائرات ستساعد فى زيادة حجم أسطول الشركات، بزيادة حوالى ٤.٩ ٪ عن العام الجارى.