توقع الرئيس الأمريكي باراك أوباما استمرار التهديدات الإرهابية في العالم خاصة في الشرق الأوسط. وقال "أوباما" في كلمة بقاعدة ماكديل الجوية بمدينة تامبا بفلوريدا: إنه "يجب تبني استراتيجية جديدة لمكافحة الإرهاب تواكب الظروف المتغيرة ولا تعتمد على تكليف القوات الأمريكية بمهام محاربة الإرهاب في العالم". وأضاف أن الهجمات الإرهابية في السنوات الماضية لم تعد تعتمد على القيام بعمليات معقدة تقوم بها جماعات، وإنما هجمات يشنها أفراد متشددون، موضحًا أن الاستراتيجية الجديدة ينبغي أن تتضمن إبقاء التهديد ضمن منظور محدد. و دافع الرئيس الأمريكي عن الاستراتيجية التي انتهجتها إدارته خلال فترة رئاسته في "مكافحة الإرهاب"، إذ قال: إنه "من غير المنطقي اللجوء إلى الجيش للتعامل مع مشاكل في الطرف الآخر من العالم". وأضاف أوباما أن "المنظمات الإرهابية والمجموعات المتطرفة، لم تتوقف يومًا واحدًا عن التخطيط لاستهداف الولاياتالمتحدة منذ تسلمه الرئاسة، وتحدث بفخر عن التكتيكات التي اتبعتها إدارته في مكافحة الإرهاب". واعتبر أوباما أن إدارته "حققت مكاسب عبر التعاون مع الحكومات الأخرى وإنشاء تحالفات دولية، ضد الإرهاب"، إذ ضرب مثلا على تلك المكاسب ب"القضاء على قوة تنظيم القاعدة، وفقدان تنظيم داعش أكثر من نصف الأراضي التي كان يسيطر عليها في سوريا والعراق". وأضاف أن التنظيم "فقد السيطرة على المراكز السكانية الرئيسة، معنوياته تراجعت، عمليات التجنيد لديه جفت، وقادته وواضعو خططه في الخارج يتم القضاء عليهم، والسكان المحليون ينقلبون ضده". وأكد أوباما "ضرورة عدم التردد في اتخاذ الخطوات الضرورية حال وجود أي تهديد يستهدف المواطنين الأمريكيين، بما فيها الخطوات أحادية الجانب"، مصراً في الوقت ذاته على اقتناعه بأن "إرسال الجيش الأمريكي لحل نزاعات داخلية في الطرف الآخر من العالم، أمر غير منطقي ولا يمكن الاستمرار فيه". وأشار أوباما إلى "أهمية قيام الحكومات المحلية بدورها في مثل تلك الحالات، وضرورة تقوية شركاء محليين لتأسيس سلام دائم". وخلال تسليطه الضوء على سياساته المرسومة على مدى سنواته الثمانية كقائد عام للقوات المسلحة، توجه أوباما ضمنا إلى خلفه دونالد ترامب، إذ قال إنه "بدلا من تقديم الوعود الكاذبة بأنه يمكننا القضاء على الإرهاب من خلال شن غارات أكثر أو نشر المزيد من القوات وعزل أنفسنا بالسياج عن باقي العالم، فإن علينا النظر مطولا إلى التهديد الإرهابي".