افتتح الدكتور أشرف الشيحي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، صباح اليوم السبت، المؤتمر العلمي السنوي لكلية الإعلام الذى تنظمه "جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب"، بالتعاون مع منظمة اليونسكو، تحت عنوان "إعلام من أجل السلام"، وذلك بمشاركة المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة، واللواء كمال الدالى، محافظ الجيزة. وشدد الوزير فى كلمته على "دور الإعلام فى تشكيل وجدان وقناعات وتوجهات وانتماءات الشعوب، وبالتالى فى ترسيخ قيم السلام، لافتا إلى التكامل الضرورى بين دور الإعلام ودور التعليم فى تشكيل وعي الشباب". وأضاف أن مصر، بصفتها رئيسا لرابطة أفريقيا لتطوير التعليم "AEDA"، استطاعت على مدار الأربعة أيام الماضية إدارة مناقشات موسعة حول الدور الذى يمكن أن يقوم به التعليم فى نشر ثقافة السلام، حيث شددت على غرس قيم التسامح والمواطنة وقبول الآخر فى الشباب، مضيفا أن دور الإعلام محورى وضروري ومكمل لدور التعليم. وشارك فى المؤتمر أيضًا عمرو موسى، أمين عام جامعة الدول العربية الأسبق، والدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، والأنبا مرقص، أسقف شبرا الخيمة، ممثلًا عن البابا تواضروس، إلى جانب صلاح عبد الصادق، رئيس هيئة الاستعلامات، وعدد من الباحثين والإعلاميين وأساتذة الإعلام بمختلف الجامعات. وفي بداية كلمته، دعى عمرو موسى رئيس جامعة أكتوبر للتحقيق مع المسؤول عن عزف السلام الجمهوري، حيث تأخر العزف لوجود مشكلة ما، موضحًا أنه لا بد أن يسترعي هذا الموقف الانتباه في ظل تكراره في أكثر من مناسبة. وتابع قائلًا: "هناك تيارات لا تقف للسلام الجمهوري، هل وصلت هذه التيارات للجامعة أم لا؟ هذا أمر خطير للغاية، فكرت أن أترك الاجتماع عندما لم يتم عزف السلام الجمهوري، حدث هذا أيضًا في حضور رئيس الجمهورية، يجب أن يُعزف السلام الوطني وأن نقف له احترامًا". وأضاف: "تحدثنا عن النظر لنصف الكوب المملوء، لكن الحقيقة الكوباية معظمها فاضي، وعلينا مسئولية كبيرة كي نملأه، والبداية هي التعليم، وثقافة السلام ترتبط بأسس احترام الدستور وسيادة القانون وإصلاح التعليم والتنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية، ويجب أن نتخلص من هذا الشعور السلبي المسيطر على العلاقات الوطنية، ودور مصر الإقليمي يعتمد أساسًا على نجاحها داخليًا". ومن جهتها، تقدمت الدكتورة نوال الدجوي، رئيس مجلس أمناء جامعة أكتوبر، بالاعتذار لعمرو موسى والحضور بالمؤتمر عن تأخر عزف السلام الجمهوري، مؤكدةً أنه كان "خطأ غير مقصود"، قبل أن توقف الجلسة الافتتاحية للمؤتمر ليتم عزف السلام كاملًا. أما المهندس خالد عبد العزيز، وزير الشباب والرياضة، فقال إن هناك اختلافات واضحة بين جيله، الذي استقى وجدانه ومعلوماته من وسائل إعلام كانت الدولة تتحكم بها إلى حد كبير، وبين جيل الشباب الحالي، موضحًا: "اعتمدنا في تشكيل معارفنا على تليفزيون ومقالات بالصحف وببعض الكتب على سور الأزبكية، أو في السوق، وحصلنا على نفس الجرعة الإعلامية تقريبًا". وتابع بقوله: "كنا ننتظر الفيلم يوم الخميس والمسرحية يوم الجمعة، والسينما والمسرح والموسيقى شكلت وجداننا بأسس علمية، لأن المتحكم في المصدر هو الدولة التي كانت تأتي بخبراء ليقوموا بذلك، أما الآن الدنيا اختلفت وأصبحت السيطرة على الإعلام مستحيلة، وكل ما نتحدث فيه عن السيطرة على الإعلام كويس، لكننا لا نستطيع السيطرة عليه في كل العالم". وأردف الوزير: "لن يستطيع أحد منع الشباب والأطفال من الاطلاع على وسائل الإعلام، لذا فإن الحل الوحيد هو تحصين المتلقي وليس منعه، وللأسف الشديد نحصن المتلقي بنفس طريقة تحصيننا، جيل خلص بيفكر لجيل قادم، نحتاج لتحصينهم بنفس طريقة استقائهم للمعلومة، فهم يتأثرون بمواقع التواصل الاجتماعي". وأضاف عبد العزيز: "كنا في الماضي نقول إن الأم مدرسة إن أعددتها أعددت شعبًا طيب الأعراق، لأنها كانت الوحيدة التي توجه الأبناء، لكنها اليوم ليست الوحيدة، كل ما أطلبه أن نبحث في استخدام هذه الوسائل، وأن يضع أساتذتنا فى الإعلام طرقًا للوصول للأطفال والشباب عن طريق مواقع التواصل، إذا لم نشارك في صناعة الثقافة وتحصين الشباب، فإننا لن نقدر على منع كل أسباب المرض، لكن علينا أن نعطي الجرعة الخاصة بالوقاية". واختتم حديثه قائلًا: "مستحيل أن تكون رسالة الإعلام موحدة، لأن من يتحكم في الإعلام هي المؤسسات الاقتصادية، على أساس المكسب والخسارة، حيث تتحكم في الأشخاص بالطريقة التي تجذبهم، وإعلامنا التابع للدولة أصبح أضعف إعلام، ومهما قلنا لن يكون أمامنا مفر إلا تحصين المتلقي".