قال عبد القادر عزيز مسؤول الشق الإنتاجي لفيلم "البر التاني" في إسبانيا أن مهمته لم تكن سهلة، مشيرًا إلى أنه قام وصنّاع العمل بزيارات عديدة لمختلف مواقع التصوير للعمل هناك، حتى تم الاستقرار على تصوير مشاهد البحر في برشلونة. وأشار إلى أنه تم تصميم مركبين للعمل، واحدة في المشاهد التي تم تقديمها اسكندرية، والثانية في مشاهد برشلونة، إذ كانت ستصبح تكلفة كبيرة إذا ما تم الاستعانة بنفس المركب بالخارج، هذا إن تم نقلها كما هي دون أن تتدمرحتى تصل إلى المكان، لذا قام يحيي علام مهندس الديكور بتوفير كافة الرسومات اللازمة لتنفيذ مركب مشابهة وتكاد تكون متطابقة لتلك التي في الإسكندرية. وقال مخرج العمل علي إدريس إنه عند كتابة زوجته المؤلفة زينب عزيز لقصة "البر التاني" لم يكونا تحت ضغط، حيث توقعا أنه لن يتم تنفيذه، ولن تتحمس له شركات الإنتاج وفقًا لظروف السوق، حتى قرأه الممثل الشاب محمد علي، وأبدى رغبته في إنتاجه. وأضاف: "محمد طلب أن يمثل في الفيلم أيضًا، لكني كنت خايف ميبقاش ممثل كويس، وفي نفس الوقت تضيع عليا فرصة إنتاج فيلم جيد، إلى أن شاهدت له أعمال سابقة، فقررت أن أغامر بتقديمه في البر التاني". وأوضح إدريس أن حال السينما في تدهور منذ سنوات، وتحديدًا منذ أن انتقلت السينما من ملكية الأفراد إلى ملكية الدولة، قائلًا "زمان كان في تنافس بين ستوديوهات الأهرام والنحاس وجلال، لحد لما حصل تأميم وراحت الاستوديوهات للدولة، وبدأت تخرب ومفيش معدات، وما يكشف ذلك أيضًا إن الأفلام المصرية زمان كانت توازي في مستواها الأفلام الأمريكية، وهو ما دفعني بالتبعية لتصوير مجموعة كبيرة من مشاهد فيلمي "البر التاني" في إسبانيا لأن "ما باليد حيلة". ولفت إلى أن رسالة الفيلم مفادها أن "الوطن لابد أن يُحتمل مهما كانت قضيته"، مشددًا على أنه لم يقدم هذا العمل لإرهاب الناس من السفر، لكن ربما تكون إشارة أيضًا للدولة حتى لا نضطر آسفين أن نهاجر ل"البر التاني". وردًا على تعليق فتاة إيطالية أبدت استياءها من استعراض العمل لنماذج لضباط سواحل مرتشين قال "أكيد في ناس بترتشي بين الضباط في السواحل، الهجرة الغير شرعية بيزنس كبير، وهناك مجموعات كثيرة تعمل على هذه النوعية من العمليات". فيما وصفت الفنانة عفاف شعيب "البر التاني" بالفيلم العالمي، نظرًا للجهد الكبير المبذول فيه من صناعه أمام وخلف الكاميرا، وقال الفنان عبد العزيز مخيون أن سيناريو العمل مكتوب بصدق، ولمس قضية حيوية يعاني منها بلاد الجنوب الذي يهاجر منه الشباب، والشمال أيضًا الذي يطرد هؤلاء المهاجرين، وهو ما يجعله فيلم "مطلوب" لأنه يناقش قضية الساعة. جاء ذلك في إطار الندوة التي أقيمت مساء أمس عقب عرض "البر التاني" في المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، حيث يشارك العمل في المسابقة الرسمية بالدورة ال38 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، والعمل بطولة محمد علي، وعمرو القاضي، ومحمد مهران، وعبد العزيز مخيون، وعفاف شعيب، وهو من تاليف زينب عزيز، واخراج علي إدريس.