"اشتري انهارده أحسن لك.. لآن اللي انهارده بقرش.. بكره هيكون بقرشين"، بهذه الكلمات يحاول الباعة إقناع المشترين بسرعة اقتناء السلع، لمجابهة حالة الركود التي يعاني منها السوق تارة، وحالة الارتفاع المتزايد في أسعارالسلع بعد تعويم الجنيه تارة أخرى، وهو ما رصدته"التحرير"من خلال جولة بمنطقة وسط البلد. البداية كانت بأحد محلات الأحذية في شارع طلعت حرب، حيث قال أحمد خالد، المشرف على إدارة المحل، وهو ضمن سلسلة محلات للأحذية منتشرة في القاهرة الكبرى، إن المحلات بصفة عامة تعاني من حالة ركود بسبب الأسعار المرتفعة، والظروف الاقتصادية العصيبة التى يعاني ويتخوف منها الآن الغني قبل الفقير. التجار "لسه بيقروا السوق".. و"الشاطر اللي يشتري حاجة دلوقتي" وأضاف خالد ل"التحرير"، وهو يبدي اندهاشته وتعاطفه في نفس الوقت، معبراً بكلمات مقتضبة عن الحالة التي يراها من وجهة نظره"الناس هتعمل إيه.. ربنا يكون في عونهم"، لافتا إلى أن المواطنين ظنوا أن الأسعار ارتفعت بالفعل، بينما لابد من "إفاقتهم" لأن الأسعار ستشهد زيادة كبيرة خلال الأسابيع المقبلة، وذلك كون السلع ستستورد بالسعر الجديد للدولار بعد التعويم، واصفا الزيادة في الأسعار حاليا بأن التجار وأصحاب المحلات "لسه .. بيقروا السوق"، على حد وصفه. "التحرير" انتقلت إلى محل آخر وهو أحد محلات الملابس في منطقة وسط البلد، وفي أثناء ممارستنا لدورنا كزبائن، تحدثنا مع عدد من العاملين الشباب في المحل، وكانت البداية التحدث عن زيادة الأسعار، فكان الرد من أحد الشباب العاملين بالمحل، ويدعى محمد رمضان، إذ قال " لسه الأسعار هتزيد كمان.. والشاطر اللي يشتري حاجة دلوقتي". زيادة أسعار الملابس بنسبة 100% بعد شهر ونصف وأفاد رمضان بأن، الأسعار ستزيد بمجرد وصول الشحنات الجديدة المستودرة بالأسعار الجديدة للدولار في مواجهة الجنيه، لافتا إلى أن شحنة الملابس من الصين على سبيل المثال تحتاج إلى شهرين أو ثلاثة أشهر من تاريخ التعاقد لحين ورودها إلى مصر وتوزيعها على المحلات، مشيرا إلى أن الأسعار سترتفع بنسبة 100%، خلال شهر ونصف. رئيس شعبة المستوردين بالغرفة التجارية، أحمد شيحة، قال إن الأسعار بالفعل بدأت في الزيادة من الآن، ولا سيما السلع غير الأساسية، كالملابس على سبيل المثال، والتي تشهد إقبالا من المواطنين لشرائها في هذه الآونة لاقتراب فصل الشتاء، فضلا عن تقلب الطقس. شيحة أضاف ل"التحرير"، أن هذه السلع زادت لأنها إما مخزنة من العام الماضي، أو تم استيرادها والتعاقد عليها منذ ثلاثة أشهر، قبل "توحش" الدولار في السوق السوداء ووصوله ل 18 جنيها، قبل تحرير سعر الصرف للدولار أمام الجنيه، مطلع شهر نوفمبر الجاري، وهذا ما انعكس على زيادة الأسعار في الملابس بنسبة ليست كبيرة، فعلى سبيل المثال سعر التيشيرت وفقا لأسعار العام الماضي كان ب 200 جنيه، وسعره الآن ب 275 جنيها على سبيل المثال، فهذه الزيادة تمثل ما بين 30 إلى 40% في الأسعار. وكشف شيحة أن المتوفع زيادة الأسعار للملابس بنسبة 100%، بحيث يصبح سعر "التيشيرت" الذي كان العام الماضي ب 200 جنيه ليسجل سعر 400 جنيه مع نهاية شهر ديسمبر المقبل أو نهاية شهر يناير المقبل على أقصى تقدير، لكون أغلب الملابس يتم استيرداها من الصين، والشحنة في حالة كانت جاهزة يتم التعاقد وشحنها إلى مصر في شهرين، أما إن كان سيتم البدء في الإنتاج فستحتاج الشحنة إلى ثلاثة أشهر لوصولها إلى مصر. السلع الاستيراتيجية "هتزيد بنسبة 100.. ومش محتاجة فكاكة" رئيس شعبة المستوردين أكد أن أسعار السلع الإستراتيجية ستشهد زيادة بنسبة 100% بشكل مباشر خلال الأيام المقبلة، مع نهاية الشهر الجاري أو مع الشهر المقبل، مثل "الزيت والسكر"، مبرراً ذلك بأن السلع الاستيراتيجة كان يتم شرائها بسعر الصرف 8.88 من البنوك كونها سلع استراتيجة، أما الآن فبعد تحرر سعر الصرف فالتمويل بالفعل والأولية من البنك لاستيراد السلع الاستراتيجية، ولكن بسعر الدولار الحالي وهو 16 جنيه، مما يوضح زيادة الأسعار للضعف، والفيصل هو الفترة المحددة لوصول الشحنات ليس أكثر، قائلا "الأسعار الاستيراتيجية هتزيد بنسبة 100 .. ومش محتاجة فكاكة". الحديث عن عودة السوق السوداء للدولار .. كلام مغرض كما تطرق رئيس شعبة المستوردين إلى ما تم نقله عن وكالة "رويترز"، اليوم الخميس، بشأن عودة السوق الموازية” السوداء” للدولار، لافتا إلى أنها تصريحات مغرضة بهدف زعزعة الاقتصاد المصري، واصفا السوق السوداء بأنها في حالة سكون تام حالياً، وأن البنوك بالفعل كانت تعطى الأولية لاستيراد السلع الاستيراتجية، بينما خلال الأيام الماضية بدأت في توفير الدولار لمستوردي السلع غير الاستراتيجة ومن لهم بضائع معلقة لاستيرادها، متسلائلا: "فلماذا سيلجأ المستورد للسوق السوداء؟".