فى ليلة كروية غاب عنها قمر رونالدو وشمس ميسى سطعت نجوم لاتينية المنشأ وأحيت كرنفال الكامب نو مساء أول من أمس فى كلاسيكو البارسا وريال مدريد. قبل أن تبدأ المباراة المرتقبة قام جمهور الملعب بعمل «دخلة» رائعة مهداة إلى مدرب برشلونة السابق «تيتو بيلانوبا» المصاب بالمرض اللعين، والذى شاهد المباراة من الملعب وأظهرت الصور مدى تأثره الشديد للمسة الإنسانية التى قام بها جمهور البارسا لتدعيمه معنويا فى مواجهة المرض. أما عن المباراة نفسها فكانت صراعا بدنيا وتكتيكيا أكثر منه صراعا فنيا ومهاريا وانتهت بفوز البارسا 2/1 فى الكلاسيكو رقم 226 والذى قُدّر عدد مشاهديه على الهواء مباشرة بنحو 400 مليون مشاهد فى شتى أنحاء العالم. لم تكن المباراة على قدر المستوى الفنى المنتظر من لاعبى الفريقين البالغ سعرهم ما يقرب من مليار دولار!! ولم يكن أغلى اللاعبين وأشهرهم ميسى أو كريستيانو رونالدو أو حتى جاريث بل هم نجوم المباراة، بل خطف الأضواء منهم النجمان مودريتش وبوسكتس ويضاف إليهما نيمار وألكسيس لاعبا البارسا بفضل هدفيهما الرائعين. بدا تاتا مدرب البارسا المباراة بتشكيلته المعتادة دون مفاجآت أما كارلو أنشيلوتى مدرب الريال فبدأ بتشكيلة معدلة ومثيرة للتعجب حتى للاعبين أنفسهم!! فقد أشرك المدافع الفرنسى باران كقلب دفاع مع بيبى، بينما تقدم سيرخيو راموس للعب فى وسط الملعب، وهو المركز الذى لم يشغله طوال حياته.. وأيضا أبقى على قلب الهجوم بنزيمة بين صفوف البدلاء ليفسح المجال لإشراك جاريث بيل أغلى صفقة فى العالم، والذى لم يقدم بعد أوراق اعتماده لا فى هذه المباراة ولا فى أى مباراة منذ قدومه ولعل جمهور الريال يعض بنان الندم على التفريط فى أوزيل اللاعب النابغة لحساب هذه الصفقة الغالية التى لم تثبت نجاحا حتى الآن. كانت هذه التشكيلة الغريبة للريال كفيلة بإحداث خلل فى أداء الفريق الجماعى هجوما ودفاعا، مما سمح للبارسا بالسيطرة على مجريات الشوط الأول والتقدم بهدف جميل من ساحر برشلونة الجديد نيمار ولم يخلُ الشوط من بعض المناوشات المدريدية وضياع فرصة وحيدة من لاعب الوسط سامى خضيرة. فى الشوط الثانى دب الحماس فى اللاعبين وخصوصا فريق الريال الذى تحسن أداؤه بعد أن عاد أنشيلوتى إلى صوابه وقام بتصحيح أخطاء التشكيل عن طريق إشراك بنزيمة المهاجم وأيارمندى لاعب خط الوسط بدلا من راموس وبيل فأمسك الفريق بزمام الأمور وكاد أن يسجل من أجمل لعبة فى المباراة عن طريق قذيفة بنزيمة الرائعة والتى ما زال صوت ارتطامها بالعارضة يرن فى أذن حارس مرمى برشلونة حتى الآن!! وتغاضى الحكم عن احتساب ضربة جزاء صريحة وواضحة لصالح رونالدو عندما دفعه ماسكيرانو داخل منطقة الجزاء. واندفع لاعبو الأبيض للهجوم مما أتاح للبارسا فرصة تنظيم هجمات مرتدة خطيرة سجل من إحداها البديل ألكسس سانشيز هدفا أسطوريا من فوق حارس مرمى الريال بتسديدة (لوب) بالمليمتر يا حبيبى بالمليمتر.. بعدها اعتقد لاعبو البارسا أن المباراة قد حسمت تماما لصالحهم إلا أن الريال نظم هجمة سريعة مرتدة فى الدقيقة الأخيرة سجل منها البديل خيسى هدف مدريد الوحيد من بين أيدى وأرجل الحارس بالديس الذى يتحمل مسؤولية الهدف بالمشاركة مع قلبى الدفاع. كان من الممكن أن تكون المبارة أكثر إثارة وأهدافا فى ظل الدفاع الضعيف للفريقين والبعيد تماما عن المستوى إلا أن الاندفاع البدنى فى وسط الملعب أثر بالسلب على القدرات الهجومية لكلا الفريقين. يرى بعض أنصار الفريق الملكى أن مدرب الفريق كارلو أنشيلوتى قد لا يتمكن من تناول حلوى عيد الميلاد هذا العام فى إسبانيا إشارة إلى إمكانية رحيله عن النادى قبل نهاية العام.. أما مدرب برشلونة فيسير نحو اللقب ونحو قلوب عشاق البارسا بطريقة تماثل اسمه.. تاتا تاتا!!