رغم تكرار حديث المسؤولين بهيئة السكة الحديد عن التطوير وإطلاق قطارات على مستوى عال من الخدمة، إلا إن البسطاء لم ينلهم من هذا التطوير جانبا خصوصا فى الوجه القبلى، وتزداد أحوال القطارات المخصصة لهم سوءًا يومًا بعد يوم، حتى تلك القطارات التى أطلقت عليها الحكومة "القطارات المطورة" لم ينلها من التطوير شيئا. القطار الأصفر كما يطلق عليه رواده القليلون من البسطاء لميزة واحدة هى انخفاض سعر تذكرته التى قد تضطرهم فى بعض الأحيان إلى تجاهل عيوب عديدة، أبرزها بطء القطار بشكل ملحوظ، فضلاً عن أبوابه ونوافذه المفتوحة باستمرار. قال أشرف بدرى، عامل من قنا، إن عدم إقبال المواطنين على قطارات الدرجة الثالثة المطورة، يرجع إلى بطئها فى السير رغم انخفاض تكلفة التذكرة عن باقى وسائل المواصلات، سواء القطارات المميزة "الدرجة الثانية" أو القطارات المكيفة أو السيارات والميكروباصات التى ازدادت أسعارها مؤخرا. وأكد أن القطارات تعمل بشكل يومى، على الرغم من ندرة الإقبال على استقلالها من قبل الأهالى، وهذا يعتبر إهدارًا للمال العام، ويمكن توفيره فى تطوير القطارات الأخرى من قطارات السكة الحديد، أو تطوير القطارات المطورة ذاتها. وقال محمد عمران، عاطل، إنه لا يقبل على استقلال أى رحلة للقطار، ولم يقم باستقلاله من قبل، وذلك بسبب ما يسمعه من العديد المواطنين، بكون القطار "لا ينجز" فى رحلاته، ويسير بشكل بطىء وممل للغاية، حتى إنه من الممكن أن تصل مدة رحلته من نجع حمادى إلى مركز قنا إلى حوالى ساعة ونصف. وطالب عمران، المسؤولين عن هيئة السكة الحديد، بتطوير تلك القطارات لتخدم جميع فئات المجتمع، وتخفف من الأعباء الاقتصادية التى يتكبدها المواطنون، قائلاً "إذا تم تطوير القطارات دى مش هتلاقى مكان تقعد فيه". وأكد أحمد علام، طالب من محافظة قنا، أن هناك العديد من المواطنين لا تستقل القطارات المطورة ويستقلها البطلجية والهاربون الذين يبحثون عن وسيلة مواصلات بعيدة عن أعين أجهزة الأمن، مطالباً بتكثيف التواجد الأمنى داخل تلك القطارات حتى يطمئن المواطن عند ركوبها. من جانبه قال مصدر مسؤل بمحطة سكك حديد محافظة قنا، إن القطار به 6 عربات للركاب، وتحمل العربة الواحدة منه قرابة 60 فردا من الركاب، وذلك بحسب المقاعد المخصصة لهم داخل القطار، وأنه من المحتمل أن يستقله أكثر من 60 فرداً، لأن هناك مساحة من الممكن أن يستقلها المواطن دون الجلوس على المقعد. وأوضح المصدر أن ضعف الإقبال على ركوب القطارات المطورة "الدرجة الثالثة" بسبب بطء الحركة فمن الممكن أن يستمر سيره من نجع حمادى وصولاً الى محافظة قنا قرابة حوالى ساعة ونصف، قائلاً "المواطنين يبحثون دائماً عن وسائل المواصلات الأسرع". وأشار إلى أن القطارات تخدم العشرات من المواطنين الذين يستقلونه من أبناء القرى والنجوع بقنا، وأنها ترحمهم من عذاب المواصلات، وتوفر عليهم أعباء اقتصادية، مؤكدا أن رحلات القطار من نجع حمادى، أو من أى مدينة أخرى تتم وفقًا لقرارات من الهيئة العامة للسكة الحديد بالقاهرة وهى المسؤولة عن تسيير رحلات القطار أو إلغائها.