«أفلح إن صدق».. ربما يكون أدق تعبير عما يدور فى أذهان التونسيين الذين ملّوا تكرار التصريحات الكاذبة والوعود الزائفة لمسؤولى حركة النهضة التونسية، حيث أعلن قيادى كبير فى حزب الحركة الحاكمة أن الإسلاميين يتوقّعون إجراء انتخابات فى غضون 6 أشهر. وقال القيادى فى حركة النهضة عامر العريض، للصحفيين، إن هناك اتفاقًا بين الأحزاب السياسية فى البرلمان على إجراء انتخابات فى غضون 6 أشهر بعد تشكيل لجنة الإشراف على الانتخابات، مضيفًا أن هناك بعض الخلافات على تشكيل اللجنة لكنهم يعملون على حلّها. وكان حزب النهضة الإسلامى وتحالف المعارضة وافقا فى وقت سابق هذا الشهر على استقالة الحكومة لإنهاء الجمود السياسى فى البلاد والاتفاق بشأن تشكيل حكومة انتقالية مؤقتة، والانتهاء من الدستور الجديد وتحديد موعد للانتخابات البرلمانية والرئاسية أحد الموضوعات الأكثر حساسية فى المفاوضات. ووافق حزب النهضة على استقالة حكومته بعد 3 أسابيع من بدء المفاوضات الخاصة بتشكيل حكومة جديدة التى ستبدأ يوم الأربعاء، لكن تحالف نداء تونس المعارض الذى يضم مسؤولين سابقين من حكومة بن على وأحزابًا يسارية صغيرة يخشى أن يماطل حزب حركة النهضة فى تسليم السلطة بعد المفاوضات التى ستجرى فى الأسابيع الثلاثة القادمة. وبعد ما يقرب من 3 سنوات على الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن على أدت الخلافات بين الإسلاميين والمعارضة إلى تأخر العملية الديمقراطية التى كانت نموذجا للمنطقة، ومن المحتمل أن يكون موعد الانتخابات أحد الموضوعات الأكثر حساسية فى المفاوضات المتوقَّع أن تبدأ خلال أيام. من جانبه قال رئيس الحزب الجمهورى المغاربى التونسى محمد البوصيرى بوعبدلى، إن الأطراف تسعى للتوصل إلى اتفاق على هذه النقطة وعلى نقاط أخرى. فى سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع التونسية السبت مقتل 9 «إرهابيين» من جماعة أنصار الشريعة خلال عملية عسكرية فى ولاية باجة (غرب) وضبط طنين من المتفجرات، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية. وصرح العميد توفيق الرحمونى الناطق باسم الوزارة، بأنه «تم القضاء على تسعة عناصر من المجموعة الإرهابية المتحصنة فى جبل الطوايل بمعتمدية قبلاط بولاية باجة بينما سلَّم عنصر آخر نفسه». وجماعة أنصار الشريعة هى الأكثر تشددا بين الجماعات الاسلامية التى ظهرت فى تونس منذ الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن على. وتمثل هجمات الجماعة تحديًا لسلطة الحكومة التى يقودها إسلاميون معتدلون، وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية محمد على العروى، إن أعضاء جماعة أنصار الشريعة كانوا يريدون التخطيط لشن هجمات جديدة، مشيرا إلى المسلحين الذين قُتلوا فى اشتباكات قرب مدينة قبلاط شمال شرق البلاد.