ضمن سلسلة «آفاق عالمية» التي تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة صدرت مؤخرا ثلاثة أعمال جديدة، اثنان منها ضمن مجموعة «المائة كتاب»، المخصصة لروائع الإبداع العالمي.. في ترجمات جديدة خاصة بالسلسلة. أول الأعمال الثلاثة هو أحدث ترجمة لرواية «الغريب» لألبير كامي، أنجزها المترجم القدير عاصم عبد ربه، والرواية هي إحدى درر الحداثة الروائية في القرن العشرين، التي ألهمت أجيالا وتيارات، وتمثل شاهدا على عمق رؤيته لوعي الإنسان الحديث، ومصيره؛ وكانت سببا هاما لمنحه جائزة نوبل في الآداب «1958». وترجمة رفيعة، مدققة، أُنجزت خصيصا لسلسلة «المائة كتاب»، تحتفي بما لا ينتبه إليه المترجمون عادة: "السمات الأسلوبية واللغوية" للكاتب، دون افتقار إلى السلاسة الجميلة، الممتعة. ويقدم العمل الثاني عشر مسرحيات قصيرة لأساطين المسرح العالمي المكتوب بالإنجليزية: تينسي وليامز، يوجين أونيل، ثورنتون وايلدر، وغيرهم، بعنوان الراكبُون إلى البحر، ترجمة عبد السلام إبراهيم. أما العمل الثالث، فهو «الأب جوريو» للفرنسي الشهير، مؤسس المدرسة الواقعية في الرواية الفرنسية والعالمية: أونوريه دو بلزاك، من ترجمة محمد محمد السنباطي. والرواية هي درة الرواية الواقعية في العالم ، ومعلمها الأشهر.. لا تهويمات خيالية، أو رطانات لغوية وإنشائية.. هو العالم وشخوصه وعلاقاته كما هي، تتخبط في مصائرها الأليمة، التي صنعتها بنفسها، أو بالمواضعات الاجتماعية، باحثة عن مخرج أو مهرب. وترجمة ربما كانت الأكمل والأدق في المكتبة العربية ل«الأب جوريو»، حاملة السمات الأسلوبية واللغوية الدقيقة لأحد سادة الرواية العالمية. يرأس تحرير السلسلة الشاعر رفعت سلام، فيما يقوم بالتصميم الفني للأغلفة الفنان أحمد اللباد.