تعاني أسرة في قرية الأربعين، التابعة لمركز طما شمال محافظة سوهاج، من تهالك منزلها، وتعرضه للانهياره فوق رؤوسهم في أي وقت، ولجأوا للشارع ليحتموا به وقت هطول الأمطار الغزيرة، الأسبوع الماضي. انتقلت عدسة "التحرير" لرصد حالة المنزل، وتروي هدى السيد، 35 عامًا، ربة منزل: "زوجي توفاه الله في حادث منذ 5 سنوات، وترك لي 3 أطفال: آمال، 9 سنوات، بالصف الثاني الابتدائي، سيد، 6 سنوات، وأحمد، 5 سنوات، أعولهم بمعاش 450 جنيهًا، واضطر للاستدانة طوال الشهر". تضيف هدى: "كنا نعيش في الدور الثاني من المنزل المكون من طابقين ومشيد بالطوب اللبن، مسقوف بالعروق الخشبية، لكن الأعمدة انهارت ولحسن حظنا كنا خارج المنزل، ونعيش الآن وسط الدور الأول في البرد القارس، ولا نملك سوى بطانية واحدة لتحمينا من قسوة الشتاء". وعن أكثر اللحظات التي تخاف منها، تقول: "نحن نعيش وسط قرية تعج بالثعابين والعقارب والمنزل ملئ بالشقوق والتصدعات، ورممته بالطين عدة مرات، لكن في كل مرة يعود كما كان، بسبب عوامل المناخ الرطبة في الشتاء، وهو ما يعرضنا للدغ والموت، ومع قدوم كل شتاء ووقت هطول الأمطار أشعر أنه آخر فصل لنا، وأن المنزل سينهار علينا". وتناشد الأم، الدكتور أيمن عبد المنعم، محافظ سوهاج، لزيارة منزلها ليرى ما تعانيه هي وأبناؤها، الذين باتوا يسألونها عن سبب عدم امتلاكهم لمنزل أساساته قوية، متابعة: "لما نزل المطر الأسبوع الماضي، خرجوا إلى الشارع بعدما اخترقت المياه السقف وملئت الفرش، ورفضوا دخول المنزل لمدة 3 أيام مرددين "البيت هيقع علينا"، وهو ما جعلهم عرضة للإصابة بالمرض حتى رأف الجيران بحالتهم واستضافوهم". وتذكر: "نحتاج من يتبنى حالتنا لإعادة بناء المنزل خاصة أن أشقاء زوجي أجبرونا على الاستدانة لدفع نصيبهم بالمنزل"، مختتمة: "لا استطيع تدبير الأموال لشراء ستارة لوضعها على باب دورة المياه".