فيما يتألق أدب الخيال العلمي في الثقافة الغربية ويحقق مبيعات عالية فإن الآمال تبقى معلقة على شباب المبدعين في مصر والعالم العربي لتأسيس أدب عربي أصيل في هذا المجال الرحب حيث المدى ملك يمين المبدع الأصيل فإذا «ببساط الريح يجتاز الهيولي» وإذا الروبوت يغالب دمع الشجن. وها هي رواية «دكتور سليب» لستيفن كينج والمنتمية لأدب الخيال العلمي تحتل المركز الثاني هذا الأسبوع في قائمة نيويورك تايمز لأعلى مبيعات الكتب فيما كانت تتصدر القائمة كلها في الأسبوع السابق. والرواية الجديدة لهذا المؤلف الأمريكي الشهير في عالم روايات الرعب تحمل مؤثرات وخصائص قوية لأدب الخيال العلمي ويمكن القول انها تعبر عن منطقة خاصة وحميمة لستيفن كينج مابين ادب الرعب وادب الخيال العلمي. فالرواية تعرض لطفل يمتلك قدرات خارقة ويشب عن الطوق مزودا بتلك القدرات ويختار لنفسه اسم «دكتور سليب» فيما يستخدم بعض قدراته لمساعدة العجائز وكبار السن ومعالجة مدمني الكحوليات دون أن تخلو روايته بالطبع من الأشباح الأثيرة في عالمه. ولأن هذا النوع من الأدب شحيح في مصر والعالم العربي وأغلب المتاح منه ترجمات بالعربية لأصول أجنبية فإن صدور رواية جديدة بقلم مصري تنتمي لتلك المنطقة الواقعة أو العابرة بين أدب الخيال العلمي وأدب الرعب هو في حد ذاته خبر سار خاصة ان كان المؤلف شابا كما في حالة مدحت مطر مؤلف الرواية الجديدة «جزيرة الرعب». والأكثر مدعاة للتفاؤل بأن الرواية ليست الأولى لهذا المؤلف الشاب في مجال ادب الخيال العلمي وهو يبشر بمولد مبدع مصري ستكون له علامات وبصمات في هذا المجال الثقافي الابداعي ليصنع بخياله المحسوس والملموس مع قدرة على التنبؤ تربط بين الظاهر والباطن. وأدب الخيال العلمي الحق موضع حسد لقدرته التلقائية على جذب القاريء وفيه يتجلى سلطان الخيال مع «العلم المرح» اوالتصورات المرحة للعلم.. محاولة لتجاوز المنجز في الشرط الانساني والبحث عن نمط حياة جديد يتجاوز او يقع فوق مألوف الحياة كما عرفها النوع البشري المحبوس بشروطه وفي شروطه الذي صنع بخياله المحسوس والملموس. هاهو مدحت مطر يتناول عالم الروبوت و«يؤنسن الريبوت» او يخلع عليه صفات إنسانية كما فعل مصري آخر يعيش في السويد ويتألق في عالم السينما وهو المخرج طارق صالح الذي «يؤنسن كائناته الآلية ورسومه المتحركة» ليصنع فنا يبهر الغرب بقوة الحلم الانساني. الم تكن كثير من الأحلام التي راودت الإنسان عن نفسها في الماضي من قبيل المستحيل فإذا هي اليوم تدخل في نطاق العادي الذي قد لايثير أدنى دهشة؟!. وهكذا يمكن للعين اللاقطة أن تلاحظ في كتابات المهندس المصري الشاب مدحت مطر الحلم المستمر بتحقق المستحيل والتمرد على العيش في كهوف من قيود ليحيا تحت سماء الحلم.