بعد تكرار حادث هروب المساجين من سجن المستقبل بالإسماعيلية، مرتين في عامين متتاليين، وانتشار حالات هروب المساجين من السجون، أو الأقسام في أثناء عرضهم على النيابة، ، يتبين أن العامل المشترك بين تلك الحوادث، أمين شرطة أو مخبر أو فرد شرطة، فنادراً ما نجد ضابط متواطئ في هروب للمساجين، وكّأن الأفراد في وزارة الداخلية، هم الحلقة الأضعف في المنظومة، لإنتشار الرشاوى والفساد بينهم. السر في المخبرين والأفراد في الساعات الأولى من صباح الجمعة الماضية، شهد سجن المستقبل، محاولة هروب ناجحة، بعد أن تمكن 6 من المحتجزين من مغافلة طاقم الحراسة والاستيلاء على سلاح أحد أفراد الشرطة المكلفين بتأمين العنابر، وتمكنت قوات الأمن من ضبط المتهم الهارب "عوض الله موسى"، والذى تم القبض عليه وبحوزته بندقية آلية، أمس الأول السبت، بعد تبادل لإطلاق النار بين المتهم وقوات الأمن فى محيط سجن المستقبل بالإسماعيلية، وتسببه فى مقتل المواطن أحمد عبد الوهاب رزق بقرية الوصفية، بعد إصابته بطلقات نارية بالرقبة والصدر، ومقتل الرائد محمد الحسينى رئيس مباحث قسم شرطة أبوصوير بطلق نارى بالرأس. قال المتهم في أقواله إن المتهمين الهاربين قاموا بالاتفاق مع أحد أفراد الأمن المكلفين بالحراسة قبل أيام من واقعة الهروب على إدخال 4 قطع سلاح بنادق آلية، وذخيرة، إلى مقر إقامتهم داخل السجن مقابل حصوله على رشوة 100 ألف جنيه، وأضاف فى اعترافاته أن الشرطى نجح فى إدخال السلاح المطلوب، بعد أن حصل عليه عن طريق أقارب المتهمين خارج السجن، وقام بإخفائه داخل سيارة الترحيلات، ودخل به إلى السجن، وتم توصيله إلى المتهمين داخل عنبر السجن، وسهل للمتهمين الخروج من السجن بعد أن قاموا بإطلاق وابل من الرصاص على البوابات وأفراد التأمين، حتى تمكنوا من الخروج من السجن والتوجه إلى إحدي المناطق النائية بجوار السجن. الهروب .. أول مرة شهد سجن المستقبل محاولة الهروب الأولى في يوليو عام 2014 ، حيث تمكن عنصرين إجراميين شديدي الخطورة، من الهروب من داخل السجن، بمساعدة أحد أفراد الحراسة الذي قام بتهريبهم عبر سيارته، حيث كشفت كاميرات المراقبة، أن المتهمين الهاربين خلعا ملابس السجن قبل ركوب السيارة، وارتديا ملابس مدنية أحضرها لهما أمين الشرطة فى السيارة، فيما اعترف أمناء شرطة ومجندين بأن السجن يدار بالأموال، وأن أى سجين يمكنه أن يفعل أى شىء من شرب مخدرات- بحسب التحقيقات. وتبين أن الهاربين هم خالد رياض منصور والمحبوس على ذمة الجناية رقم 3584 لسنة2011 جنايات ثان الإسماعيلية، وسليمان زايد حسن والمحبوس على ذمة الجناية رقم 822 لسنة2012 جنايات أبو صوير، محكوم على الأول بالإعدام والثاني بالسحن المؤبد، تمكنا من الهرب بمساعدة أمين شرطة ثبت تلقيه رشوة مالية. وأسندت النيابة إلى مأمور السجن ونائبه ومعاون مباحث السجن، تهم الإهمال الجسيم في أداء واجباتهم الوظيفية بما أضر بمصالح جهة عملهم، على نحو أدى إلى هروب المحكوم عليهما، نتيجة مخالفتهما لأحكام قانون ولائحة تنظيم السجون. كما أسندت النيابة إلى أحد أمناء الشرطة المتهمين، تهم تقاضي رشوة مالية نظير إعانة أحد السجناء المحكوم عليهم على الفرار من محبسه، والتربح، والإضرار العمد بمصالح جهة عمله. في حين أسندت النيابة إلى أفراد الشرطة المتهمين تهم الإهمال في تأمين بوابات السجن، بسماحهم بدخول أمين الشرطة المتهم بسيارته إلى داخل السجن وعدم تفتيش السيارة أثناء خروجها من السجن. وقال عريف الشرطة المسئول عن البوابة الخارجية، وأحد المتهمين بالقضية إنه شاهد أمين الشرطة المتهم يقود السيارة ويدخل من البوابة الخارجية، ولم يوقفه، قائلا: "ده أمر عادى، كل الامناء بيدخلوا كل يوم بسياراتهم ومفيش حد من الضباط اعطى لى تعليمات بتفتيشهم". وقال رقيب شرطة آخر فى التحقيقات إن المتهيمن الهاربين اعتادا الجلوس فى الخفاء مع أمينى الشرطة المتهمين بتهريبما، كما اعتادا أن يتم معاملتهما معامله خاصة، حيث انهما كانا يسيران دون قيود وكانا يتعاطيان المخدرات داخل السجن ومعهما أجهزة موبايل ولاب توب، وقال رقيب الشرطة إن المتهمين الهاربين أصدقاء. واضاف رقيب الشرطة أن أفراد أسرتى المتهمين كانوا يحضرون بسياراتهم الخاصة ويدخلون بها داخل السجن ولا احد يمنعهم، وارجع الرقيب ذلك إلى أن اسر المتهمين كانت تدفع فى كل زيارة مبالغ مالية تتراوح من 2000 الى 3000 جنيه رشوة فى كل زيارة. وأوضح الشرطي فى التحقيقات أن ليلة الحادث كان المسئول عن إدارة السجن 4 أمناء شرطة و5 مجندين ورقباء شرطة، وأن نائب المأمور غادر إلى منزله والضباط النوبتجية كانوا يتابعون التليفزيون فى غرفة الإدارة، وامناء الشرطة هم من كانوا يتخذون القرارات داخل السجن. 3 أمناء شرطة سهلوا هروب سجين "كتائب حلوان" في سبتمبر الماضي، قرر المستشار هشام حمدي، المحامي العام الأول لنيابات جنوبالقاهرة، حبس 3 أمناء شرطة 15 يومًا لاتهامهم بالإهمال والتقصير في أداء مهام عملهم ما أدى لهروب سجين بقضية "كتائب حلوان" على ذمة التحقيقات. وتبين من تحقيقات النيابة، أن المتهم ارتدى ملابس طبيب ليتمكن من الهروب دون ملاحظته أو عند سؤال الشهود عن الواقعة. أمناء مدينة نصر هربو السجين في منتصف 2015،أمرت نيابة مدينة نصر ثان برئاسة المستشار حسين شديد، حجز 3 امناء شرطة لحين ورود تحريات المباحث، تسببوا فى هروب متهم نتيجة لإهمالهم والتقصير فى أداء وظيفتهم. وبينت تحقيقات النيابة، أن «محمد. إ» و«وائل. أ» و«أحمد. م» الأمناء الثلاثة من قوة القسم كانوا يشرفون على تأمين 8 مساجين يتلقون العلاج بمستشفى الصدر الواقع على طريق الاتوستراد بمدينة نصر لتعرضهم لوعكات صحية. وأشار الأمناء أن المتهمين متفرقون وكل واحد منهم فى غرفة، نظرا لاختلاف حالتهم الصحية، وفى أثناء تفقدهم المتهمين داخل الغرف فوجئو بهروب أحدهم ولاحظ فرد الخدمة الأمنية بوجود الكلبش الحديد معلق على السرير تم فتحه بآلة حادة.