قررتْ فى هذا الصباح المختلف الرائق أن تأخذ كوب النسكافيه والسمارت فون وتجلس على مقعد مريح فى البلكونة مستمتعة بتلك النسمة الباردة التى جاءت هذا الصباح، ومستمعة إلى ألبوم دنيا سمير غانم الجديد الذى قامت بتحميله على تليفونها بالأمس حتى جاءتها أغنية «واحدة تانية خالص» التى كتب كلماتها أمير طعيمة ولحّنها محمد صقر. بدأت تستمع إلى كلمات الأغنية «جرالى إيه من ساعة لما جانى.. دانا باخاف لو ثانية يروح بعيد.. دانا بقيت بالليل باسمع أغانى.. اللى قديم واللى نازل جديد.. دانا بقيت بالبس على كيفه مابقولش إلا على حاجة بيعوزها.. وبقيت باشوف كل اللى بيشوفه.. والتعليمات بالحرف أنفّذها.. ما هو خلاص سيطر على حياتى.. ومافيش ولاد غيره باكلمهم..». اشمأزّت جدا من تلك الكلمات وحجم الانبطاح الموجود فيها «على حد تعبيرها» وفتحت «فيسبوك» على نفس الموبايل وكتبت استيتوس جديدا تقول فيه «إيه القرف اللى دنيا عاملاه فى الأغنية ده؟! حرام عليكو بقى كفاية رُخْص كده.. إحنا فى 2013 يا عالم..»، وبمجرد أن قامت بتشيير تلك الجملة اختفت صفحة «فيسبوك» من على الشاشة الرئيسية للموبايل الذى رنّ بنغمة أغنية جنات «أنا دنيته» وعلى الشاشة مكتوب «بيبى» وبسرعة قررت الرد.. ثم دار بينها وبين «البيبى» هذا الحوار: «حبيبى صباح الخير. صباح العنب، إيه الروقان ده على الصبح؟ يعنى أصحى واسمع صوتك ومابقاش رايقة، طب تيجى ازّاى؟ اعملى حسابك هاعدّى عليكى الساعة 6 عشان نروح عيد ميلاد «آية». قبل الميعاد بعشر دقايق هاكون واقفة قدام البيت. طب باقولك ماتنسيش بقى.. عارفه يا روح قلبى مش هالبس الفستان البستاج اللى بيضايقك.. بحبك.. بحبك باى يا بيبى». ثم عادت مرة أخرى لل«فيسبوك» لتتابع عدد اللايكات والتعليقات على الاستيتوس الذى كتبته منذ قليل عن انطباح دنيا سمير غانم. لذا، وبناء عليه.. وخديها نصيحة منّى، لا تخجلى من ضعفك معه فهو لا يخجل منه، فلا هذه المشاعر ستحرمك من نيل حقوقك ولا ضعفه معك يقلل منه. أنتما الآن روح واحدة فى جسدين، ما يقلل منك أو من كرامتك يقلل منه. وليكن بينكما استراحة مَن يجرى ليحارب فى تلك الغابة التى نعيش فيها ثم يعود كل منكما إلى الآخر ليجد فيه كهفه الذى يُشعِره بأمان وسكينة لن يجدها إلا فى الآخر ولن يجدها إلا فيه. ولمحبوبتى أنا أقول «أتأخذنى معك؟ فأكون خاتم قلبك الحافى، أتأخذنى معك فأكون ثوبك فى بلاد أنجبتك.. لتصرعك وأكون تابوتًا من النعناع يحمل مصرعك.. وتكون لى حيًّا وميتا» درويش.