كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية، اليوم الخميس، أن وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، طلب شخصيا حضور مصر مباحثات الأسبوع الماضي في مدينة "لوزان" السويسرية بشأن الأزمة السورية. الصحيفة البريطانية قالت إن طلب ظريف يثير الشكوك حول انصراف مصر عن موقفها التقليدي الموالي للغرب في المنطقة، وكانت المباحثات التي عقدها وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، في مدينة "لوزان" يوم السبت الماضي قد فشلت في التوصل إلى استراتيجية مشتركة مع الجانب الروسي لإنهاء الصراع في سوريا، الذي وصل عامه السادس. "الجارديان" قالت إنها اضطلعت على رسائل بريد إليكتروني تشير إلى أن وزير الخارجية الإيراني قد طلب من نظيره الأمريكي حضور وفد من القاهرة للمباحثات، وعندما اقترح كيري إجراء المحادثات السداسية أجاب ظريف: "لماذا لا تنضم مصر أيضا؟". وأكدت الصحيفة أن إيران وافقت فقط على حضور المحادثات عندما ضمنت وجود وزير الخارجية المصري والعراقي. إذ أنها كانت حريصة على عدم تفوق عدد الدول الحاضرة المناهضة للأسد، وهي تركياوقطر والمملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدة، في مقابل الدول الداعمة له. "الجارديان" لفتت إلى أن السعي لحضور المسؤولين المصريين للاجتماع قد بدأ قبل عدة أيام من تصويت مصر لصالح القرار الروسي بشأن سوريا بمجلس الأمن، على عكس ما كانت تدعو له السعودية. وذكرت أنه في اليوم التالي أوقفت الرياض شحنات النفط للقاهرة. وفي محاولة لجلب اللاعبين الكبار في المنطقة، أرسل كيري بريدا إليكترونيا إلى جواد ظريف يوم 4 أكتوبر، بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار بين الولاياتالمتحدةوروسيا، ما أسفر عن استئناف قصف مدينة حلب، وقال كيري إنه ناقش مع وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، عقد "لقاء صغير بين أصحاب المصلحة الرئيسيين في سوريا. فهو يؤيد ذلك وأنا أيضا. الأمر ليس للتفاوض ولكن استشارة". وأضاف "الغرض من ذلك هو استكشاف الحل السياسي ومعرفة ما إذا كان الاعتدال والعقلانية يمكن أن يكون حاضرا ومناقشة كيف يمكننا تغيير هذه الديناميكية، إذا أمكن ذلك". وذكر كيري في رسالته "المشاركون في الاجتماع هم: روسيا، إيران، تركيا، قطر، السعودية، والولاياتالمتحدةالأمريكية. فهل يمكن أن تحضر إلى لوزان يوم السبت 15 أكتوبر للمشاركة فيه؟"، وأجاب ظريف بأنه سوف يحاول أن يحضر، لافتا إلى أنه سيكون عليه العودة إلى طهران في اليوم التالي لاستقبال وزراء الخارجية الإفريقيين، مضيفا "لماذا لم تحضر مصر أيضا؟". بعد أيام من الجدل، قال نائب وزير الخارجية الإيراني لشؤون الشرق الأوسط للصحفيين إن "أخبار مهمة سيتم إعلانها قريبا". بعد ساعات تم الإعلان عن أن ما وصف بأنه سيكون صغير بشأن سوريا في "لوزان" سيشمل الآن مصر والعراق لدعم إيران. صادق قرباني، وهو صحفي في وكالة فارس الإيرانية، "شبه الرسمية"، كتب على "تويتر" يقول: "تحول مصر السيسي تدريجيا من محور الولاياتالمتحدة والسعودية إلى روسياوإيران أمرا مثيرا للغاية. إعادة إحياء العلاقات بين القاهرةوطهران ربما تكون مسألة وقت"، ولم يكن هناك علاقات دبلوماسية كاملة بين القاهرةوطهران منذ عام 1980، عندما عرضت مصر استضافة الشاه محمد رضا بهلوي بعد الثورة في إيران. "الجارديان" في نهاية التقرير ذكرت أن وزارة الخارجية الأمريكية، رفضت التعليق "على الاتصالات الدبلوماسية الخاصة"، مشيرة إلى أن "علاقة الولاياتالمتحدة مع مصر تقوم على عدد من الأولويات، بما في ذلك مصلحتنا المشتركة في دحر الإرهاب وحل الصراع في سوريا".