بين «فلول» الإدارات الحالية وعدد محدود من المستقلين وممثلى التيارات السياسية تنحصر المنافسة فى الانتخابات الجزئية، المقرر انعقادها اليوم، لاختيار 123 عميدا لكليات جامعات حكومية، انتهت مدد عمدائها ببلوغ سن المعاش أو انتهاء المدة القانونية للبقاء فى المنصب. القيادات الجامعية الحالية بدت الأكثر استعدادا وقدرة على حسم الجولة الانتخابية الأولى لصالحها، بعد استنزاف قوى التغيير فى صراع جانبى حول آليات وضوابط الانتخاب، فى الوقت الذى قام فيه عمداء ووكلاء الكليات الحاليون بعمل تربيطات وصفقات مع بعض الكتل المؤثرة فى التصويت داخل أقسام الكليات، مستغلين الوضع المشوه للانتخابات التى تجرى على أقل من 20% من الأقسام العلمية بالكليات، و40% من مناصب عمداء الكليات ورؤساء الجامعات، وانقسام قوى التغيير بين مقاطعة الانتخابات الجزئية والمشاركة فيها.
معالم الخريطة الجامعية الجديدة بدأت فى الاتضاح قبل 24 ساعة من فتح لجان الاقتراع على مناصب عمداء الكليات صباح اليوم، حيث كشفت تجربة الانتخابات المبكرة بكلية حقوق القاهرة أول من أمس الخميس عن تكتلات رموز النظام السابق واستماتتها لدعم القيادات الحالية وأعضاء أمانة سياسات الحزب المنحل، لضمان أكبر عدد من الأصوات الانتخابية فى المجمع الانتخابى، لاختيار رئيس الجامعة، بما يسهل استمرار سيطرة أتباع النظام السابق على ذلك المنصب، الذى يؤثر إلى حد ما فى صنع القرار السياسى.
جامعة القاهرة بدت وكأنها النموذج الأبرز لتلك الخريطة، حيث تنفرد بين باقى الجامعات المصرية بإجراء انتخابات شبه شاملة، بعد استقالة 10عمداء وإحالة 8 آخرين إلى التقاعد من بين 24 عميدا لكليات ومعاهد الجامعة، ورغم ذلك فإن فرص الحرس القديم تظل هى الأقوى فى الفوز بتلك الانتخابات، والسيطرة على منصب رئيس الجامعة، بعد أن ضمن تكتل النظام السابق ما يزيد على 20% من كتلة التصويت بمجمع انتخاب رئيس الجامعة، ممثلة فى 5 عمداء كليات، رافضين الاستقالة، وعميد آخر جاء بالانتخاب، فضلا عن إعادة 9 عمداء ترشح أنفسهم من بين العشرة المستقيلين، وتنافس معظم وكلاء الكليات للوصول إلى منصب العميد فى الكليات ال7 التى بلغ شاغلوها سن المعاش، وفوق كل ذلك ظهور تكتلات مصالح واسعة جعلت وزير الصحة السابق، الدكتور أشرف حاتم، يتنافس مع 15 مرشحا آخر على منصب عمادة الكلية التى شغل منصب المدير العام لمستشفياتها فى السنوات الأخيرة قبل الاستعانة به فى المنصب الوزارى. الدكتورة لميس رجب، عميدة كلية طب قصر العينى، العميدة الوحيدة التى رفضت خوض الانتخابات بعد استقالتها من منصبها مؤخرا، حذرت من خطورة التجربة الانتخابية على استقرار الجامعات فى الوقت الحالى، خصوصا أنها تجرى على أسس غائمة غير واضحة، ووفقا لآليات وضوابط متخبطة يتم تعديلها بشكل مستمر ومفاجئ.
رجب أشارت، فى تصريحات ل«التحرير»، إلى أن انفرادها باتخاذ قرار عدم الترشح للانتخاب مجددا جاء لشعورها بالرغبة الجامحة للتغيير التى تعم الجامعات، بما يجعل أى نتيجة مخيبة لآمال تلك الرغبة مهددا حقيقيا لاستقرار الجامعات التى اختار أعضاؤها نظام الانتخاب، رغم أنه ليس النظام المناسب للعمل الأكاديمى.