خبراء: الإطاحة برانيا بدوي واقعة «غير مسبوقة» في تاريخ الحريات الإعلامية

خليل: رأس المال يتحكم في الرسالة الإعلامية
عبد العزيز: نتيجة طبيعية للعشوائية والفوضى في الإعلام
استنكر عدد من المتخصصين في الشأن الإعلامي، ما قامت به شبكة قنوات "أون تي في" بفسخ تعاقدها مع الإعلامية رانيا بدوي بعد تقديم حلقة واحدة فقط من برنامجها، واصفين الأمر بالواقعة "الفجة" وغير المسبوقة في قضية الحريات الإعلامية، موضحين أن ما حدث نتاج العشوائية والفوضى في مجال الإعلام.
"واقعة فجة وغير مسبوقة من نوعها"، هكذا قال الدكتور محمود خليل رئيس قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، تعقيبًا على قرار شبكة قنوات "أون تي في" أمس الخميس، بالإطاحة بالإعلامية رانيا بدوي من برنامج "كل يوم" بالاشتراك مع الإعلامي عمرو أديب بعد حلقة واحدة فقط، موضحًا أن ما حدث يكشف مدى حالة التراجع العام التي بدأت تصيب الإعلام المصري وعلى وجه التحديد الإعلام التلفزيوني.
وأضاف خليل ل"التحرير"، أنه على المستوى المهني نجد أن مقدمة البرنامج قالت كلامًا تُقيّم فيه وزيرة الاستثمار داليا خورشيد، وذكرت أنها أسوأ وزيرة، ومن حقها إبداء رأيها في ذلك، ولكن في نفس الوقت كانت المهنية تقتضي عليها إعطاء فرصة الرد والتعليق، ولكن المذيعة أخطأت مهنيًا.
وأشار رئيس قسم الصحافة بكلية الإعلام، إلى أن الخطأ المهني لدى المذيعة لايستوجب أن يكون التعامل معه بفسخ تعاقدها من القناة، لأن منطق الأشياء هنا كان يستوجب لفت نظرها، حتى لا يفهم الموضوع في إطار تحكم رأس المال ومالك القناة في الرسالة الإعلامية، وأنه يتدخل لحماية مسئولي الدولة من أي انتقادات إعلامية.
موضحا أن الأمر بدا وكأن مالك القناة يحمي نفسه من وزيرة الاستثمار التي تملك حق منح تراخيص القنوات، وقد يفهم البعض من هذه الخطوة، أن إدارة القناة تدخلت لأن الأمر مس الوزيرة المسئولة عن منح التراخيص للقنوات الفضائية وهو يضر بسمعة القناة.
وأضاف خليل، أنه من الناحية الأخرى المتعلقة بالحريات، أستطيع أن أقول إن العديد من الوسائط الإعلامية المصرية أصبح يتحكم المال فيها، وهو مؤشر سلبي، لافتًا إلى أنها أول واقعة "فجة" من نوعها تشير إلى التدخل بشكل سافر في الحريات.
مشددا على أنه يجب على مُلّاك الفضائيات أن يكونوا مُلّاكًا فقط ولا يتدخلون في تفاصيل العمل داخل القناة، لأنه يضر بالمهنة والحريات الإعلامية، ويعطي صورة سيئة عن مجال الاستثمار الإعلامية.
من جانبه، أوضح ياسر عبد العزيز الخبير الإعلامي، أن ما حدث نتاج لعشوائية صناعة الإعلام وأنها أصبحت مهشمة في مصر، موضحًا أنه لا أحد يعرف حدود دور المذيع ومدى إمكانية أدلائه بآرائه الشخصية أو أكواد وأدلة محددة لتنظيم العمل.
لافتا إلى أنه في ظل هذا التهشم والاضطراب وغياب المعايير يمكن توقع أي سلوك، قائلا "أنا غير متفاجئ مما حدث، والمفاجأة الحقيقية لي أن تنتظم الأمور في سياق منطقي".
وأشار عبد العزيز، إلى أن تلك القرارات العشوائية التي تتخذ بين الحين والآخر نتاج طبيعي لحال الإعلام، موضحا أنه طالما لا توجد معايير واضحة يصبح كل شيئا متوقعًا، بحسب تعبيره.
وأصدرت شبكة قنوات "أون تى في" بيانا أمس الخميس، أعلنت خلاله فسخ تعاقدها مع الإعلامية رانيا بدوي بعد حلقة واحدة من برنامجها، مشيرة إلى أنها تجاوزت في حق إحدى الشخصيات العامة.
الجدير بالذكر، أن الإعلامية رانيا بدوى هاجمت وزيرة الاستثمار داليا خورشيد في أولى حلقات برنامج "كل يوم" ووصفتها ب"أسوأ وزيرة استثمار في مصر".