74 % نسبة المشاركة فى الانتخابات بسبب زيادة التصويت عبر البريد من داخل ألمانيا وخارجها ميركل تحقّق فوزًا تاريخيًّا بالانتخابات التشريعية.. والمستشارة تدخل فى مفاوضات مع منافسيها لتشكيل الحكومة نتائج رسمية ألمانية أكدت فوز الحزب الديمقراطى المسيحى المحافظ الذى تقوده المستشارة أنجيلا ميركل، والملقبة بالمرأة الحديدية، ليحقق فوزًا تاريخيًّا بالانتخابات التشريعية الألمانية، بنتيجة لم تتحقق منذ إعادة توحيد ألمانيا عام 1990، لكن فى نفس الوقت من دون أن يحقّق أغلبية مطلقة تمكّن الحزب من تشكيل الحكومة بشكل منفرد دون ائتلاف مع أحد الأحزاب الأخرى. الإحصاءات التى نشرها جميع وسائل الإعلام الألمانية المرئية والمقروءة أشارت قبيل إعلان اللجنة العامة للانتخابات النتائج الرسمية، ظهر اليوم، إلى أن نسبة المشاركة بلغت 74% بسبب ارتفاع نسبة التصويت عبر البريد سواء من داخل ألمانيا أو خارجها والتى بدأت مرحلتها قبل 6 أسابيع من يوم الاقتراع، وانتهت بفرز هذه الأصوات أمس قبل ثلاث ساعات من إغلاق مراكز الاقتراع. المستشارة المحبوبة شعبيًّا أعربت عن سعادتها ب«النتيجة الرائعة» التى حققها حزبها «الاتحاد المسيحى الديمقراطى» فى الانتخابات التشريعية الألمانية، ووعدت ب«أربع سنوات جديدة من النجاح»، وقالت ميركل: معًا سنقوم بكل ما فى وسعنا لنجعل السنوات الأربع المقبلة سنوات من النجاح لألمانيا. أنجيلا ميركل وصفت النتيجة التى حقّقها المحافظون بأنها «رائعة» فى إشارة إلى أن حزبها حصد قرابة 42% من الأصوات، أى نحو 297 مقعدًا من مقاعد البرلمان المقبل البالغة نحو 600 مقعد نصفها يتم انتخابه وفق النظام الفردى والنصف الآخر يتم عن طريق القوائم الحزبية المغلقة التى قد ترفع نسبة المقاعد فى البرلمان إلى 608. ومن المنتظر أن تبدأ ميركل بسبب هذه النتيجة فى البحث عن إقامة تحالف كبير مع حزب الديمقراطيين الاجتماعيين الذى فاز بنحو 26% من أصوات الناخبين بعد أن فشل شركاء ميركل «الحزب الديمقراطى الحر» فى الوصول إلى البرلمان ولم يحققوا نسبة ال5% اللازمة قانونًا لدخول البرلمان. النتائج أظهرت أن الحزب الديمقراطى الحر قد حصل على 4.8% فقط من الأصوات، وهى نتيجة كارثية حسب وصف المراقبين بالنسبة إلى هذا الحزب الشريك فى الائتلاف الحاكم، إذ ستجعله دون تمثيل فى البرلمان الوطنى لأول مرة فى تاريخ ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية. بينما وصف رئيس الحزب فيليب رويسلير، إعلان هذه النتيجة بأنها «الساعة الأكثر مرارة وحزنًا للحزب الديمقراطى الحر». وقد تفوّق حزب الخضر على الحزب الديمقراطى الحر بحصوله على نسبة 8.4%، وحزب اليسار الشيوعى السابق بحصوله على 8.6% من الأصوات، كما حقق حزب «البديل من أجل ألمانيا» الجديد والمطالب بانسحاب ألمانيا من العملة الأوروبية الموحدة اليورو، نسبة 4.7%، أى قريب جدًّا من عتبة الدخول إلى البرلمان. وتشير النتائج الحالية إلى حصول الاشتراكيين على 25.6%، أى على ما يتراوح بين 181 و184 مقعدًا فى البرلمان القادم، وتشير النتائج الحالية إلى إمكانية حصول الخضر على 60 مقعدًا فى البرلمان المقبل. بينما حصل حزب اليسار على 8.6%، ما يؤهّله للحصول على 60 مقعدًا من مقاعد البرلمان القادم. يُذكر أن نسبة المشاركة فى الانتخابات بلغت 74%، بينما يعتبر مؤشرًا إيجابيًّا مقارنة مع نسبة المشاركة فى انتخابات 2009، حيث كانت الأدنى آنذاك بين كل نسب المشاركة فى الانتخابات البرلمانية بشكل عام، إذ وصلت إلى 70.8 فى المئة بتراجع بنسبة 6.9% مقارنة بانتخابات عام 2005. المراقبون يتوقّعون تشكيل ما يسمى ب«الائتلاف الموسع» بين أكبر حزبين، وهما الاتحاد المسيحى الديمقراطى والحزب الاشتراكى الديمقراطى، مثلما حصل بين عامى 2005 و2009، وفى حال رفض الاشتراكيين الديمقراطيين عروض التحالف مع المحافظين، فإن ميركل ستكون مضطرة لإجراء محادثات مع الخضر، وهو ما يستبعده المراقبون، مرجحين تشكيل حكومة قوية مع الاشتراكيين الديمقراطيين تمنحهم نحو ثمانى حقائب وزارية، واحدة منها على الأقل سيادية. ووفق هذه النتائج، فإن الاتحاد المسيحى الديمقراطى سيحصل فى البرلمان ال18 الألمانى على 311 مقعدًا، بينما سيكتفى الاشتراكيون الديمقراطيون ب192 مقعدًا، فى حين يحصل اليساريون على 64 مقعدًا والخضر على 63 مقعدًا. وبهذه النتائج يكون الائتلاف الحكومى الذى تشكّل بين عامى 2009 و2013 بين حزب ميركل «الاتحاد المسيحى الديمقراطى» وحزب وزير الخارجية فسترفيلله الليبرالى الحر، قد فشل، وستبدأ رحلة ميركل للبحث عن شريك جديد فى السنوات الأربع المقبلة.