"هل كان عبد الناصر قادرا على منع حرب أكتوبر؟".. هكذا بدأ موقع "دافار ريشون" الإخباري العبري تقريرا له؛ مضيفا أن "أكثر من 2000 قتيل إسرائيلي وعدد لا يحصى من الجرحى ومصابي النفس والجسد، هو ما أسفرت عنه حرب 1973". وأضاف: "تقدم الجيوش العربية واحتمالية تدخل الاتحاد السوفيتي لصالح المصريين والسوريين شكل تهديدا أمام إسرائيل وخطرا على وجودها الفعلي، جزءا من وقائع الحرب بالأخص صد السوريين عن هضبة الجولان؛ يشهد أن يد الحظ كانت لصالحنا، وكان يمكن للمعركة أن تنتهي نهاية أخرى، باحتلال دولة إسرائيل أو ربما تفكيك السيادة اليهودية". وقال: "وفقا لسجلات التاريخ العسكري العالمي، تعتبر حرب 1973 إحدى المفاجآت الاستراتيجية الكبرى، فالحرب التي تبدأ بغتة ليس لها مثيل في تاريخ المواجهات العسكرية الكبرى، هذه الحرب تذكرنا بأكبر مفاجآتين حربيتين في التاريخ؛ الأولى هو الهجوم الياباني على الأسطول الأمريكي في برل هاربور، وهجوم النازيين ضد الاتحاد السوفييتي فيما عرف بعملية (بارباروسا)". وأضاف: "أصبح معتادا أن ننسب هذه المفاجأة الاستراتيجية لتقصير مخابراتنا، وهناك من يلوم ويتهم رئيس الاستخبارات العسكرية وقتها إيلي زاعيرا، واعتقاد هذا الجهاز أن العرب لن يخرجوا للحرب ضد تل أبيب في ظل الظروف التي سادت في هذه الفترة، برغم ذلك من المهم أن نذكر أن هناك جوانب أخرى لحالة العمى الإسرائيلي التي ضربت القيادة بتل أبيب قبل حرب 73". وأوضح أنه"قبل 3 سنوات من حرب 73، كان هناك أدلة على استعداد الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر للتفاوض مع تل أبيب من أجل السلام؛ أوري أفينير البرلماني الأسبق وأحد نشطاء اليسار تحدث عن هذا كثيرا، وقال إنه في بداية عام 1970، التقي بصحفي يهودي فرنسي اسمه اريك رولو ، هذا الأخير التقي عبد الناصر وأصبح أحد المقربين منه، وأجرى معه لقاء لعدة ساعات، وقال له الرئيس المصري ألا ينشر هذا الأمر حتى يحصل على موافقة بذلك". ونقلت عن أفينيري قوله "على كل حال، لدي التسجيلات المتعلقة بعبد الناصر والصحفي رولو الذي كان محررا لشؤون الشرق الاوسط في صحيفة (لوموند) الفرنسية، هذه التسجيلات تثبت أن عبد الناصر مستعد للتوصل لترتيب مع تل أبيب". كما نقلت عن أمنون ذخروني –المساعد البرلماني السابق لأفينري- قوله " القصة بدأت برسالة تلقيناها أنا وأفينيري من الصحفي أريك رولو، بلغنا الأخير رسالة مفادها إمكانية التوصل لترتيب سلام بين مصر وإسرائيل، التقينا بأحد المسؤولين الإسرائليين؛ آملين أن ينقلها لليفي أشكول وجولدا مائير وأخرين، لكن هذا المسؤول لم يهتم بالأمر".