قالت صحيفة "الجارديان"البريطانية، في تقرير لها اليوم عن الصراع في اليمن: إن "المحاولة الوقحة من قبل المتمردين الحوثيين لإغراق سفينة حربية أمريكية تقوم بدوريات قبالة ساحل اليمن يعتبر تصعيدًا مُحتملًا كبيرًا من الصراع". وكانت البحرية الأمريكية أعلنت، أمس الاثنين، أن صاروخين أطلقا من مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن سقطا قرب مدمرة أمريكية في البحر الأحمر في مضيق باب المندب. وأوضحت "الجارديان" أن هجوم الحوثيين الذي تدعمهم إيران، يأتي بالتزامن مع هجوم صاروخي باليستي غير مسبوق وصل إلى 325 ميلًا داخل الأراضي السعودية، الأمر الذي يشير إلى إمكانية اندلاع حرب واسعة أقرب مما يتصور البعض. "الصحيفة" أشارت إلى أنه مثلما هو الحال في سوريا، لم تتدخل الإدارة الأمريكية في الصراع ولكنها فضلت دعم وكلائها بدلًا من الانخراط مباشرة. وأضافت "يرجع هذا إلى خوف باراك أوباما من جر الولاياتالمتحدة إلى المزيد من الحروب في الشرق الأوسط، بل هو أيضًا نتيجة ثانوية لمحاولته المثيرة للجدل لرأب الصدع مع إيران من خلال الاتفاق النووي التاريخي في العام الماضي". "الجارديان" نوهت إلى أن الحرب السورية احتكرت الطاقة الدبلوماسية لواشنطن لغير صالح اليمن والصراعات الإقليمية الأخرى، مثل إسرائيل وفلسطين، حيث كانت الرسالة غير المقصودة لطهران والحوثيين هي أن اليمن ليست أولوية، الأمر الذي أدى إلى إضعاف جهود "الأممالمتحدة" من أجل التوصل لتسوية للصراع. "ولكن أحداث غير المتوقعة أدت إلى انقلاب السياسة الأكثر حذرًا، فالولاياتالمتحدة الآن تخاطر بالتورط أكثر عمقًا - إذ المدمرة الأمريكية المستهدفة كانت في المنطقة بعد هجوم الحوثيين على سفينة تابعة للإمارات العربية المتحدة، وهي جزء من التحالف الذي تقوده السعودية، وتنتمي المدمرة إلى ثلاثة سفن حربية في البحر الأحمر، منطقة خليج عدن، مزودة بصواريخ توماهوك وتحمل كوماندوس القوات الخاصة الأمريكية"، بحسب لصحيفة. وأشار التقرير أيضًا إلى الهجوم الصاروخي الباليستي غير المسبوق على مدينة الطائف، داخل المملكة العربية السعودية، وكذلك إلى الغارة السعودية التي استهدفت قاعة عزاء في صنعاء وقتلت أكثر من 140 مدنيًا، الأمر الذي أغضب واشنطن. وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية أدانت الغارة بشدة، وأكدت أنها سوف تعيد النظر في دعمها للعمليات السعودية. "الجارديان" قالت: إن "كلمات واشنطن الغاضبة تزيد من توتر العلاقات مع الرياض، كما أن القصف أيضًا سمح لروسياوإيران باتهام الولاياتالمتحدة بالنفاق في سوريا، إذ أنها كانت قد قطعت المحادثات الدبلوماسية بعد تدمير قافلة مساعدات الأممالمتحدة. وبحسب الصحيفة البريطانية، سارعت إيران لشكوى إلى الأممالمتحدة حول انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن التي ترتكبها المملكة العربية السعودية. وتابعت أنه مع تطور فراغ السلطة مع اقتراب نهاية فترة ولاية أوباما، فإن المتشددين في الحرس الثوري الإيراني مستعدين للتحرك، ليس في اليمن فقط ولكن العراق أيضًا، حيث الحكومة التي يقودها الشيعة وهي حليفهم الوثيق، وفي سوريا، حيث مقاتلو إيران نفسها، ومقاتلو حزب الله التي تحافظ على بقاء بشار الأسد في منصبه. ويرى بعض المحللين احتمالية توسع إيران، مثل روسيا، التي تسعى لقواعد عسكرية دائمة في البحر الأبيض المتوسط في مقابل مساعدتها. "الجارديان" لفتت إلى أن سلوك إيران سوف يحبط أولئك الذين دعموا انفتاح أوباما على طهران وإقناع المتشككين، مثل القيادة الإسرائيلية، بأنهم كانوا على حق في توقعهم أن طهران سوف تحافظ على عدائها مع الغرب، وتواصل السعي إلى الهيمنة الإقليمية والمضي قدمًا في محاولة لزعزعة استقرار السعودية وحلفائها الخليجيين، بقدر استطاعتها. وانهت الصحيفة التقرير بالقول: إنه "من خلال الإهمال الدبلوماسي من قبل الولاياتالمتحدة وأوروبا، وتخلي مراقبة حقوق الإنسان في الأممالمتحدة، بسبب مبيعات الأسلحة الأمريكية والبريطانية، والاستغلال والتلاعب الإيراني، فإن الصراع في اليمن يعتبر سوريا أخرى على نطاق أصغر، مثل سوريا فهي قادرة على الانفجار في وجه الغرب".