داخل مكتب تسوية النزاعات الأسرية لمحكمة "زنانيري"، وقفت الزوجة الحسناء التي تخطت للتو حاجز الخامسة والعشرين من عمرها فى ثياب سوداء تبرز حُسن طلتها، ممسكة بيدها حافظة مستندات باهتة اللون كوجهها تحوى أوراق دعوى طلاق التى أقامتها بعد سنوات قليلة من زواجها، وقفت صامتة، تقذف بين الحين والأخر زوجها القابع على كرسى خشبى أمام منضدة مستديرة، بنظرات غاضبة، وتنتظر الإذن لها بالمثول أمام القاضى كى تلقى على مسامعه حكايتها مع زوج لم يستح أن يصرف عليها وعلى ابنه من السيدات كبار السن الذي يرافقهن، نظير أموال يأخذها منهم "بحسب روايتها". وقالت "منال" فى بداية حديثها:إنها لم تعلم بحقيقة زوجى إلا بعد أن تم زواجنا، وثرائه والشركة التى ادعى امتلاكها جعلت أهلى يغضون البصر عن فارق السن الكبير بينى وبينه، الذي تجاوز العشر سنوات، ويسلموننى له على طبق من فضة دون أن يتقصوا أثره أو يتحروا عن سيرته أو حتى يتأكدوا من صدق إدعاءاته، واهمين بأنه الرجل المنقذ الذى سيريح جسدى المنهك من الفقر، لكنه كان سبب شقائها، وعلى يده ذاقت الويل، ودخل المال الحرام الى بيتها وتضيف الزوجة روايتها بنبرة منكسرة: " وبعد سنتين من الزواج، من الله على بابني "سيف"، عرفت حقيقة ثراء زوجي؛ حيث اكتشفت أن الشركة التى ادعى زوجى المحترم امتلاكها ماهى إلا ستار لإخفاء عمليات نصبه على السيدات كبار السن الثريات، اللواتي يرغبن في جسده، نظير إغداقه بالأموال، وحين واجهته بحقيقة أمره لم ينكر، بل اعتدى علي وطردني من المنزل أنا وولدي، فلجأت للمحكمة لتطليقي منه للضرر". واختتمت الشابة انها غير نادمة على طلبها الطلاق ووكل ما ترجوه من المحكمة أن لا تسمح لزوجها بتربية طفله حتى لا يكبر ويرى أبيه يبيع جسده لمن تدفع أكثر.