عندما يخون المرء يحاول أن يدارى على خيانته بأى طريقة، ويبدأ فى ابتكار الحيل واختلاق الأسباب ليخرج من مأزقه، ويبرئ ساحته أمام العالمين، بعض تلك الحيل قد يغلب عليها الطرافة والغرابة فتجد زوجًا يستعين تارة بشقيقته وتارة أخرى بزوجته لاختيار عشيقاته فى أروقة المحاكم، وبين ملفات القضايا التى يحملها سكرتير محكمة الأسرة على ذراعه الأيمن، تختبئ حكاية راندا الزوجة ذات ال37 عامًا، وتكاد الأوراق تأبى أن تحمل تفاصيل الواقعة الثقيلة الجاثمة على قلب السيدة منذ خمسة عشر عامًا. ما أصعب أن تبنى البيوت على الكذب والخداع وتؤسس الحياة الزوجية بين رجل وزوجته على الكذب والخيانة، وتسير الحياة رتيبة مملة حينما تجد نفسك عاجزاً بين واقع أليم أصبحت فيه وألم مستمر تمسى فيه، فما بين هذا وذاك تشرب من كأس العذاب ألون وبين الفقر الهارب منه واليأس الذى اخترته لتعيش فيه مأساة وأحزان. بتلك الكلمات لخصت الزوجة، حكايتها أمام القاضى وبدأت فى سرد الرواية، حيث أكدت أنها باتت ضحية الزوج الخائن وشقيقته العانس، التى مسكت زمام أموره وولته حيثما تريد ينفذ ما تريده ويفعل ما يؤمر به، تفننت فى تخريب بيتى حتى أنها كانت تختار عشيقاته يمارس معهن الرزيلة على مرأى ومسمع منى حتى أصابنى البرود وأصبحت بين مطرقة الحفاظ على بيتى وأبنائى وسندان الفضيحة وهواجس الطلاق والعودة إلى أسرتى الفقيرة أحمل هم أبنائى الصغار وتربيتهم. تحاول الزوجة كتم آهاتها وتضيف: "تحملت كل شىء كذب على أسرتى منذ البداية وادعائه بأنه صاحب شركة لكنى بعد الزفاف اكتشفت أنه وهم يخفى تحت أسمها ستار جرائمه وأفعاله واتهامه فى 7 قضايا نصب وسرقة ولم أعلم بحقيقته إلا بعد أن تمت مراسم الزفاف، كنت ما أزال فى أوائل العشرينيات من عمرى حينما تقدم لخطبتى، وكان هو يكبرنى بعشرين عامًا، لكن ماله والشركة التى ادعى امتلاكها جعلت أهلى يغضون البصر عن فارق السن الكبير بينى وبين عريس الغفلة ويسلموننى له على طبق من فضة دون أن يتقصوا عنه أو يتحروا عن سيرته أو حتى يتأكدوا من صدق ادعاءاته، واهمين بأنه الرجل المنقذ الذى سيريح جسدى المنهك من الفقر، لكنه كان سبب شقائى وعلى يده ذقت صنوف العذاب وواجهت شبح الجوع والتشرد". تستطرد حابسة دموعها: "الشركة التى ادعى زوجى المحترم امتلاكها ما هى إلا ستار لإخفاء عمليات نصبه على زبائنه لم أعرف وقتها ماذا أفعل، هل أطلب الطلاق وأنا لازلت عروسًا وماذا عن أهلى الذين تنفسوا الصعداء لأنهم تخلصوا منى أخيرًا، وبعد تفكير طويل وصراع بين الرحيل والبقاء إلى جواره حسمت أمرى وآثرت أن أخفى حقيقته فى نفسى وحدثتها بأنها يكفيها بيت مستقل تستظل بجدرانه، ويسترها ما أصعب أن تقبل بحياة أسست منذ بدايتها على الكذب والخداع وأن ترضى بأوضاع شاذة خوفًا من ألسنة الناس التى لن ترحمك إذا ما وصمت بعار الطلاق وخيبة الحياة الزوجية، تعض على ما تبقى لديها من كلمات خوفًا من الانهيار وتقول: "مرت الحياة مع زوجى ثقيلة وزادتها ثقلا شقيقته "العانس"، التى كانت تتدخل فى أدق تفاصيل حياتنا فلا يمكن لزوجى أن يجتمع معى دون إذن منها، وكان لزامًا عليه أن يعطيها تقريرًا مفصلاً بعد كل لقاء حميمى وأحيانًا كان يتركنى بمفردى لينام فى حضنها فتعلقه بها كان مرضيًا وكانت تختار له عشيقاته ظنًا منها أنها بذلك ستكسرنى لأننا كنا دائمًا على خلاف وكانت تغير منى وتحسدنى". وتحافظ على ما تبقى من قوة لها تتابع:"أصابتنى أفعال زوجى بالبرود والاشمئزاز، وبت لا أبالى بعدد عشيقاته الذى تجاوز ال50، بل وصل بى الحال أننى صرت أختار له أنا الأخرى من يرافق، ولا أنزعج عندما يرينى رسائلهن الإباحية أو صورهن وهن فى أحضانه، فلم يعد يربطنى به سوى ورقة زواج و3 أطفال، حتى الفراش هجره بناء على تعليمات أخته بعد نشوب خلاف بينى وبينها، قبل أن تقنعه بالرحيل عنى نهائيًا، وبيع شقة الزوجية، وتشريدى أنا وأطفالى، ولولا أننى تمكنت من سرقة العقد منه لكنت الآن نزيلة على أحد الأرصفة، كف زوجى عن الإنفاق علىّ أنا والصغار، فطرقت أبواب محكمة الأسرة، وأقمت ضده دعوى نفقة صغار وزوجية، وقبلت أن أظل زوجة له حتى احتفظ ب100 جنيه قيمة نفقة الشهرية لعلها تعيننى على تربية أطفالى وسداد ديونى وإيجار البيت، لكن بعد اكتشافى سابقة اتهام زوجى فى 7 قضايا سرقة ونصب وصدور أحكام بالحبس ضده، أثناء محاولة تنفيذى للحكم الصادر لصالحى فى دعوى تبديد قائمة منقولاتى الزوجية أقمت قضية طلاق للضرر".