مازالت الإسكندرية تلهم المبدعين في الغرب وتزين عناوين الكتب الجديدة وأخرها في هذا الصيف مجموعة شعرية إختار مؤلفها البريطانى أن يستلهم مددًا من روح عاشق يونانى لتلك المدينة المصرية ذات الطابع العالمى وهو الشاعر اليونانى الراحل قسطنطين كفافى. وفيما زار نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية اليونانى «ايفانجيليوس فينيزيلوس» القاهرة أمس الأول الخميس والتقى بكبار المسؤولين المصريين في سياق الموقف المشرف لبلاده تأييدًا لتطلعات الشعب المصرى وثورته، فان كفافى الذى ولد عام 1863 وقضى في عام 1933هو بحق أحد البنائين العظام لصورة الإسكندرية فى المخيال الثقافى العالمى وهو المثقف الكبير الذى يعبر بدقة عن مدى التواشج بين الإسكندرية واثينا. ومن ثم فإن القاص والشاعر البريطانى«لويس دى بيرنيريه» الذى يوحى إسمه كما لو كان من أصل فرنسى وإختار لكتابه الجديد الذى صدر بالانجليزية عنوان مخيال الاسكندرية قصائد لذكرى كفافى. و«لويس دى بيرنيريه» حريص دومًا على أن يعرف نفسه بأنه شاعر قبل وبعد كونه قاصًا موضحا أن الشعر كان منبع الهامه الروائى ومحركه فى مسيرة الحكى وتعد مجموعته الشعرية أول ديوان ينشره، و نذره لتكريم قسطنطين كفافى ذلك الشاعر اليونانى الذى ولد فى الاسكندرية وعاش واقترن بها أغلب سنوات العمر وإحتواه ثراها. و«لويس دي بيرنيريه» الشاعر من قبل ومن بعد و صاحب طيور بلا أجنحة ومع أن ومندولين الكابتن كوريللى شغوف بكفافى صاحب ايثاكا وفى إنتظار البرابرة حتى إنه يكشف عن أن مجلد لأعمال كفافى لم يفارقه على مدى 30 عامًا، ولم يكف عن القراءة فيه يوميًا طوال هذه السنوات مبهورًا بصراحتها ونبضها المفعم بالحنين وبتأوهات الألم دون شعور بالذنب. وفى صحيفة الأوبزرفر البريطانية تقول الناقدة كاتي كيلاواى ان لويس دى بيرنيريه يبدو مفتونًا بالشاعر الذى كان مفتونًا بدوره بالاسكندرية ليخرج القارىء في نهاية المطاف راضيًا مرضيًا وتلك سمة الابداع الحق فكثير ممن ندبوا انفسهم للكتابة يكتبون لكن ماالذى يبقى مما كتبوه في قلب القاريء وعقله.