يعيش أهالي قرية زاوية الكرادسة، التابعة لمركز الفيوم، مأساة أصابتهم بالأمراض المزمنة، حتى أصبح معظمهم مصابين بالفشل الكلوي، نتيجة خروج محطة الصرف الصحي بالقرية من الخدمة، بعد توقفها عن العمل وتخلصها من المياه بإلقائها في ترعة تصب في بحر سنهور وبحيرة قارون ويروي منها المزارعون أراضيهم. قال الحاج حسين، أحد أهالي القرية، إن المحطة تتخلص من مياه الصرف الصحي بإلقائها عبر ماسورة تم توصيلها من داخل المحطة في الترعة دون معالجة، مما تسبب في انتشار الروائح الكريهة، وإصابتهم بالأمراض. أضاف الحاج محمد، أحد السكان، أن معظم أهالي القرية مصابين بأمراض الفشل الكلوي والكبد بسبب مياه الصرف التي يتم إلقاؤها في مياه الترعة التي تستخدم في ري الأراضي الزراعية، مؤكدًا أنهم اشتكوا كثيرًا للمسؤولين، حتى أنهم توجهوا إلى المحافظة لتقديم شكوى، إلا أنه لم يلتفت إليهم أحد. وتابع محمود محمد، أحد الأهالي، أن المحطة تم افتتاحها عام 2002 وكانت تعمل بشكل جيد وتضخ المياه بعد معالجتها ولم تكن هناك مشكلة، إلا أنه منذ ما يقرب من 3 أعوام، توقفت المحطة عن العمل، وبدأت تتخلص من المياه في الترعة دون معالجتها بالكلور، وتقدمنا بشكاوى، لكن دون رد. واشتكى الأهالي والمزارعين إلى الرقابة الإدارية، التي توجهت إلى مقر محطة معالجة مياه الصرف الصحي بالقرية، وتفقدت المصرف الذي تحولت مياهه إلى مياه صرف صحي تنبعث منها روائح كريهة. وفحصت الحملة، بقيادة العقيد محمد أبو سن، عضو الهيئة، مصب مياه المحطة على مصرف الزاوية، وتم الحصول على عينة من المياه المنصرفة من المحطة على المصرف، لتحليلها في معامل الصحة، ثم تفقد المحطة وتبين أن المرحلة النهائية من معالجة مياه الصرف الصحي، لا تنفذ بسبب عدم توفر مادة الكلور منذ 3 أعوام، وأن العينة النهائية من المياه الخارجة من المحطة، راسبة منذ ذلك الفترة، مما يؤدي إلى تلوث الزراعات على مسار مصرف الزاوية ثم بحر سنهور وانتهاءً ببحيرة قارون. وقررت الهيئة، إعداد تقرير بالواقعة، ومخاطبة الجهات المعنية، لتوفير مادة الكلور، واستكمال مراحل معالجة مياه الصرف الصحي بالقرية.