في بداية القرن العشرين كانت الإسكندرية مقرًا لكثير من الأجانب، لا سيما اليونانيين الذين امتلكوا عمارات ومحلات في مختلف المناطق بالمدينة الساحلية، لكن قليل من هذه الأبنية بقي حتى الآن، مع رحيل معظم اليونانيين والأجانب عن مصر أو وفاتهم. ومن ضمن الممتلكات التي لا تزال بحوزة اليونانيين في الإسكندرية، مطعم «إيليت»، وهو من أقدم المطاعم في المدينة، ويديره حاليا بالوكالة ررؤف هارون، ولا يزال المطعم محتفظًا بملامحه التي أسس بها في عام 1953. ويقع المطعم في وسط الإسكندرية بمنطقة محطة الرمل، ويتميز بجداره الخشبية، ومدخله الذي تعلوه كلمة «إيليت» بالعربية والإنجليزية، ويتكون من طابقين، ويمتلأ باللوحات الفنية البديعة التي رسمها فنانون يونانيون، كما تزين سقف أحد الأدوار لوحة بديعة بالألوان الزيتية الطبيعية، لا تزال محتفظة برونقها رغم مرور عشرات السنين. يقول مدير المطعم، رؤوف هارون: «المكان لا يزال محتفظا بشكله مع وضع لمسات جديدة لا سيما إن الخشب طاله السوس فتم استبداله بآخر جديد، مع عدم المساس بالطابع الكلاسيكى اليوناني». الأختان كرستين وإيليني، هما من أسستا المكان في خمسينات القرن الماضي، وتوفيت الأولى في عام 2005. ويضيف مدير المطعم: «ورثة الأختين هم أصحاب المطعم الحقيقيين ويأتوا كل 6 أشهر للحصول على نسبتهم من الأرباح التي يتم تحقيقها». وكان «إيليت» مقصدًا لكبار الكتاب الأجانب والمصريين منهم اليوناني كفافس، وأديب نوبل نجيب محفوظ، وأدهم وانلي، وسيف وانلي، والفنانة داليدا، بجانب العديد من رجال الفن والسياسة. كما يعد المطعم مكانًا جذابًا لتصوير الأعمال الفنية، فتم تصوير مسلسل «قلوب» فيه مؤخرا، وفيلم «كلام في الحب» ليسرا وحنان ترك. ويشير مدير المطعم إلى أنه مع رحيل كثير من أبناء الجالية اليونانية عن الإسكندرية، فقدت المدينة بعض طباعها ورونقها، مستدركا «لكن ذلك لم يمنعنا من إقامة ندوات وأنشطة ثقافية تهتم بها فئة من المصريين، لأن زمان كان في المطعم مدرسة لتعليم رقص التانجو».