كتبت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرًا عن عدد من الفتيات التي تعرضن لختان الإناث التي أوقعت عدد من الضحايا على مستوى العالم، وبخاصة الدول الأفريقية، وذكرت أن نحو 200 مليون فتاة وسيدة خضعن لختان الإناث حول العالم. وذكرت الصحيفة "في البداية، ومنذ الآف السنين، تقع الكثير من الفتيات ضحايا لعادة ختان الإناث، وتذهب هباءً بأروحاهن، ومع زيادة الوعي بأخطار هذا الانتهاك الجسدي البشع وتطور تكنولوجيا الاتصال والمعلومات، أصبحنا على علم بكثير من القصص التي راح أصحابها ضحايا في الخفاء. ونقلت نيويورك تايمز عن فاطمة مصطفى توراي، الفتاة ذات ال19 عامًا، والتي راحت ضحية لختان الإناث في السيريالون الذي يتم ممارسته كطقوس جماعة سرية اسمها"بوندو" شمال البلاد. وأضافت "قبل هذا الحادث بثلاثة أيام، لقت فتاة غينية في العاشرة من عمرها نفس مصير فاطمة، أثناء خضوعها لختان الإناث في جنوب البلاد". وذكرت "نيويورك تايمز" أن البلدان المتجاوران هما من العشرة التي سُجِّل فيها أعلى نسب تفشٍ لظاهرة ختان الإناث، وجميعها بلدان إفريقية. ففي "سيراليون" تُجرى عمليات الختان لما نسبته 90% من الإناث، وترتفع هذه النسبة إلى 96 % في غينيا، بينما تأتي الصومال في المركز التاني بارتفاع معدلات الختان في العالم. وأوضحت الصحيفة، أن نحو 27 مليون فتاة خضعن للختان في مصر، وأن الدولة الشمال إفريقية هي من أكثر البلدان التي تنتشر فيها حوادث الختان وعن طريق إشراف طبي. وتطرقت الصحيفة لقصة "ميار موسى"، الفتاة ذات ال17 عامًا، والتي توفت إثر إجراء عملية "ختان" في أحد المستشفيات بمدينة السويس، حيث قامت الطبيبة المشرفة على العملية، بالهرب إلى تركيا، بينما قُبض على والدتها، وأعلن الدكتور أحمد عماد، وزير الصحة والسكان المصري صدور قرار بإغلاق المستشفى الخاص الذي تسبب في وفاة الطفلة بالمحافظة ثم إحالتها للنيابة للعامة. ونوهت إلى أن مباحث تنفيذ الأحكام بالدقهلية ألقت القبض على طبيب لتنفيذ حكم بحبس 3 أشهر في واقعة مصرع "سعاد الباتع" في عملية ختان بالدقهلية. وذكرت الصحيفة أن مركز المرأة للإرشاد والتوعية القانونية مع باقي منظمات المجتمع المدني كالمجلس القومي للسكان ومؤسسة قضايا المرأة المصرية والإئتلاف الوطني لحماية حقوق الطفل المصري ومنظمة المساواة الآن كمؤسسة دولية هم من قاموا بمتابعة الموضوع منذ البداية وحتى تنفيذ الحكم القضائي الصادر بشأن الطبيب. وتابعت "قبل وفاة ميار بخمسة أشهر فقط، كانت "أميناتا دراميه" قد لحقتها، في قرية بدولة غامبيا، الحادث الذي جاء بعد شهرين فقط من قرار السلطات بالبلاد بمنع إجراء ختان الإناث بعد نضال الكثير من النشطاء والمؤسسات الحقوقية الدولية والمحلية. وفي دسيمبر 2015، لقيت فتاة حتفها، بينما تم احتاجز اثنين في المستشفيات بكينيا، جراء حفلًا للختان على 1200 فتاة. واختتمت الصحيفة بالقول: "لا بد من تجريم ممارسة ختان الإناث في كل دول العالم، ومنع هذا الإجراء من الانتشار، فهو يتسبب في قتل الكثير من الفتيات بجميع أنجاء العالم أو إيلامهم نفسيًا أو تشويه أعضائهن التناسلية ومنعهن من ممارسة حياتهن بشكل طبيعي وسليم".