استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، النائب الأمريكي جيف فورتنبيري عضو اللجنة الفرعية لاعتمادات العمليات الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، بحضور سامح شكري وزير الخارجية، والسفير الأمريكي بالقاهرة ستيفن بيكروفت. وصرَّح السفير علاء يوسف الناطق باسم رئاسة الجمهورية بأنَّ الرئيس السيسي رحَّب بالنائب الأمريكي، مؤكِّدًا العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين البلدين، وحرص مصر على تنمية تلك العلاقات وتطويرها في مختلف المجالات. ورحَّب الرئيس السيسي بالتواصل والحوار المستمر مع الولاياتالمتحدة وتبادل وجهات النظر إزاء العديد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، أخذًا في الاعتبار دقة الظروف التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط على الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية، وما تواجهه من خطر الإرهاب ومحاولات نشر الفكر المتطرف. وأضاف "المتحدث" أنَّ النائب الأمريكي أكَّد متانة وقوة العلاقات بين البلدين، وأهمية تنشيط هذه العلاقات في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والبرلمانية ومنحها قوةَ دفعٍ جديدة، والبناء على ما يتوافر لدى البلدين من تعاون مشترك في تلك المجالات. وأشاد "النائب الأمريكي" بما حقَّقته مصر من إنجازات سياسية ومشروعات تنموية خلال العامين الماضيين بما ساهم في استعادة مصر لدورها الحيوي على الساحتين الإقليمية والدولية وعزز من الشعور بالكبرياء الوطني. وأثني فورتنبيري على الجهود المصرية المبذولة لترسيخ قيم الوحدة الوطنية والمساواة بين كافة أبناء الشعب المصري، فضلًا عن المساعي المصرية لتحقيق الإصلاح السياسي والاقتصادي. وذكر السفير يوسف أنَّ الرئيس السيسي استعرض مجمل تطورات الأوضاع التي شهدتها مصر خلال السنوات القليلة الماضية، لافتًا إلى جهود الدولة للحيلولة دون انتشار الفوضى والانزلاق إلى منعطف خطير. وأكَّد الرئيس السيسي أنَّ مصر حريصةٌ على إعلاء قيمة المواطنة وعدم التمييز بين أبنائها لأي سبب، فيما عرض جهود الدولة من أجل توفير الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين جنبًا إلى جنب مع الحريات والحقوق المدنية والسياسية التي يتعين تنميتها وازدهارها، لافتًا إلى المشروعات التي يتم تنفيذها والجهود التي يتم بذلها من أجل توفير المسكن اللائق والتعليم الجيد والرعاية الصحية المناسبة للمواطنين، والعمل على الارتقاء بجودة مختلف الخدمات المُقدمة إليهم. وذكر يوسف أنَّ اللقاء تطرَّق أيضًا إلى سُبل مكافحة الإرهاب، حيث أكَّد الرئيس السيسي أهمية التصدي للإرهاب والفكر المتطرف من خلال منظور شامل لا يقف عند حدود المواجهات العسكرية والتعاون الأمني ولكن يشمل أيضًا الجوانب الفكرية والثقافية. وشدَّد السيسي على أهمية تصويب الخطاب الديني وتنقية صورة الإسلام مما علق بها من شوائب منافية تماماً لجوهر الإسلام الحقيقي ولصحيح الدين، وتطرَّق إلى أهمية تضافر الجهود الدولية من أجل وقف مصادر تمويل التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة، فضلًا عن محاربتها جميعًا دون انتقائية لا سيَّما أنَّها جميعًا تعتنق ذات الفكر المتطرف وتستقيه من مصدر واحد. وعلى الصعيد الإقليمي، أكَّد الرئيس السيسي أهمية التوصُّل إلى تسويات سياسية للأزمات في المنطقة بما يحافظ على وحدة أراضي دولها ويصون مقدرات شعوبها، ويعزِّز من تماسك مؤسساتها وكياناتها الوطنية. وأكَّد الرئيس السيسي أهمية استمرار وتعزيز التفاهم الأمريكي الروسي بشأن الأزمة السورية، وأهمية إبداء الأطراف الإقليمية المعنية المرونة اللازمة لتوفير البيئة المواتية من أجل تسوية تلك الأزمة.