تحتوى أى مهنة فى العالم على قطبين، الصالح والطالح، هذه حقيقة لا يمكن لأى شخص أن ينكرها لأنها من وقائع الحياة، وبالتالى كانت أيضا جزءا من الدراما والأفلام السينمائية التى تتناول قضايا معينة من الواقع وتركز على أوجه الفساد فى وظائف معينة، وذلك سواء كانت هذه المهنة من الوظائف الحيوية أو الثانوية فى حياتنا. من ضمن هذه الأعمال كان مسلسل «حكاية حياة»، ورغم امتلائه بنماذج فاسدة تعرضت لها بطلة العمل غادة عبد الرازق فى أحداثه، كان أبرز الفاسدين فيه من الأطباء النفسيين الذين قاموا بعلاج «حياة» الشخصية الرئيسية فى المسلسل، طارق لطفى كان أحد هؤلاء الأطباء وجسد شخصية «هشام» الذى فى بداية الأحداث ظهر وهو يحاول مساعدة حياة فى أثناء وجودها فى المصحة النفسية التى وضعتها عائلتها فيها، وتكشف الأحداث أنه لم يكن يسعى لمصلحتها، بل كان من البداية شخصا مخادعا أوهمها بطيبة قلبه على أمل أن يفوز بجزء من ثروتها، ولم تكن هذه الشخصية هى الوحيدة الفاسدة فى العمل، وظهرت نهلة سلامة بدور مديرة المصحة النفسية، والتى تعاونت مع عائلة حياة لإبقائها داخل المصحة رغم تأكدها أنها ليست مريضة نفسيا، وبالإضافة إلى ذلك سهلت خروج بعض من مرضاها الأثرياء خارج المصحة لبضعة أيام مقابل مبالغ مالية ضخمة، أما مسلسل «ميراث الريح» فقد تعرض أيضا إلى فساد الأطباء، وفيه قام بعضهم بالتجارة فى الأعضاء البشرية التى كانوا يحصلون عليها من المرضى الفقراء الموجودين داخل المستشفى الخيرى الذى أسسه الرجل الثرى الذى يجسد شخصيته محمود حميدة. مسلسلات أخرى مثل «الشك» تعرض إلى فساد بعض المحامين، حيث جسد السورى مكسيم خليل دور «فايق» المحامى الذى يلعب على كل الأطراف، ويقدم على تدمير أى شخص من أجل مصلحته فقط، وارتكب عديد من جرائم النصب والقتل لتنفيذ أهدافه، وكان «الركين» أيضا من الأعمال التى تعرضت لفساد بعض المحامين، وذلك من خلال شخصية المحامى «سميح» التى قدمها أحمد وفيق، وفى الأحداث ظهر بشكل المحامى الناجح الشريف الذى يسعى لنيل رضا من حوله من رجال الأعمال والسياسيين، لكنه فى الحقيقة كان يسعى لمصلحته فقط، ونصب على بعض من موكليه من أجل الحصول على أموالهم وأراضيهم. باقى الأمثلة التى تعرضت لها دراما رمضان امتلأت بشخصيات فاسدة فى مراكز حيوية لا تؤثر فقط على من حولها بل قد تؤثر على الشعب المصرى بأكمله، وتسىء بشكل كبير لباقى الأشخاص فى هذا المجال، وبالطبع كان السياسيون الفاسدون من أبرز الشخصيات المؤثرة على كثيرين، خصوصا إن كانوا من المرشحين لمنصب رئيس الجمهورية مثل شخصية «مجدى عبد العزيز» التى قدمها صبرى عبد المنعم فى «اسم مؤقت»، والذى حاول بطرق ملتوية وقذرة إبعاد منافسه من الانتخابات وشوه سمعته ببعض اللقطات الفاضحة له على الإنترنت، أما الدعاة الإسلاميون فلم تنسهم الدراما بالطبع، وركزت على فساد كثيرين منهم، وظهر أحمد فهمى بشخصية الداعية «حسن» الذى قرر محاربة صديق عمره وتشويه صورته أمام الناس بالكشف عن أسراره العائلية على شاشات التليفزيون لمجرد أنه خرج عن الجماعة الإسلامية التى يتبعها، وفى «موجة حارة» جسد بيومى فؤاد شخصية سعد العجاتى، ذلك الداعية الذى تاجر بالدين وأطلق الفتاوى التى تخدم مصالح الجماعة ومن يتبعهم. وكان من الوظائف المهمة التى تطرقت الدراما إلى فساد جزء من أصحابها، كانت مهنة ضابط الشرطة المفترض أن يحمى الشعب من أى خطر يهدده، لكن انحرف جزء منهم عن ذلك كما ظهر فى مسلسل «العقرب»، وجسد أحمد صيام شخصية ضابط فاسد سهل وصول جابر (منذر رياحنة) وأعوانه إلى رجل ثرى للعمل معه فى تهريب الآثار والمخدرات، كذلك ظهر شريف عمر فى «فض اشتباك» بشخصية ضابط الشرطة الفاسد الذى يتعدى على الفتيات ويجبرهن على الصمت حتى لا يؤذيهن، وذلك إلى أن كشف أحد زملائه الأمر، وألقى القبض عليه بعد اعترافه. كل الأعمال السابقة ركزت على هذه النماذج الفاسدة الموجودة فى أكثر من مجال ووظيفة، لكن لم يقصد صناع هذه الأعمال بهذا التركيز أن هذه المجالات والوظائف الحيوية بها كثير من الفاسدين، لكنهم تناولوها بهذا الشكل الواضح لأهمية الكشف عن هذه الشخصيات الفاسدة التى قد تسىء إلى باقى زملائهم فى المهنة.