أبطال «حكاية حياة» الأكثر استفزازا حتى إنهم ظهروا وهم يحتفظون بسياراتهم فى جراج زجاجى داخل المنزل منذ عدة سنوات ظهرت أفلام العشوائيات التى حققت نجاحا كبيرا جعلتها تنتشر فى السينما، ثم انتقلت منها إلى التليفزيون، فوجدنا معظم الأعمال الدرامية لسنوات طويلة تتمحور حول الفقراء وقاطنى العشوائيات، إلا أن الأمر اختلف هذا العام، حيث أصبحت كثير من المسلسلات تدور فى الطبقات الأرقى والأكثر ثراء فى المجتمع، وقد انعكس هذا الأمر بالطبع على الديكور وهو من العناصر الأساسية لأى عمل درامى، البعض يعتبره ممثلا إضافيا صامتا داخل المشهد، لأنه قادر على توصيل جزء من فكرة ومضمون العمل للجمهور، لكن فى بعض الأحيان عندما ينجح الديكور فى توصيل مضمون هذه الفكرة للمشاهد فإنه أيضا ينجح فى تحويل تركيز المتفرج بعيدا عن المشهد، وأحيانا قد تتسبب المبالغة فى هذه الديكورات فى تشتيت انتباه المشاهد وابتعاده عن السياق الدرامى للعمل، خصوصا إذا كانت هذه الديكورات والتصميمات غريبة وغير معتادة، ولم تنج مسلسلات رمضان لهذا العام من هذه المشكلة فى جزء من أعمالها، والتى شهدت ديكورات لافتة للانتباه ومثيرة للجدل فى بعض الأحيان. مسلسل «حكاية حياة» للنجمة غادة عبد الرازق كان من أحد الأعمال الدرامية هذا العام التى شهدت ديكورا مثيرا للانتباه ومبالغا فيه داخل كثير من مشاهده، منازل الأثرياء الفخمة وديكوراتها وتصميماتها الداخلية التى ظهرت فى مشاهد العمل، نجحت فى توصيل رسالة إلى الجمهور بأن أصحاب هذه المنازل يتمتعون بثراء فاحش، لدرجة أنهم فى لقطة من العمل ظهروا وهم يحتفظون بسياراتهم فى جراج زجاجى داخل المنزل، وحملت هذه الديكورات شكلا قريبا من التصميمات التى ظهرت فى مسلسل «مع سبق الإصرار» الذى كان أيضا من بطولة غادة عبد الرازق، حيث وجد البعض هذه الديكورات مبالغا فيها ومستفزة بعض الشىء، خصوصا لكثيرين ممن يتابعون هذا العمل وينتمون إلى الطبقة المتوسطة والفقيرة، وجعلتهم يشعرون بمدى الفارق المادى بينهم وبين هذه الطبقة من الأثرياء التى رغم مصائبهم ومشكلاتهم فى القصة يعيشون داخلها فى ترف ونعيم. مسلسل «الداعية» من بطولة النجم هانى سلامة كان أيضا من أكثر الأعمال التى تحدث المشاهدون عن ديكوراتها المبالغ فيها، وعبروا عن رأيهم فيها على مواقع التواصل الاجتماعى، حيث لم تكن شكل ديكورات منزل الداعية الإسلامى هى المثيرة للانتباه، بل كانت المساحة الداخلية الشاسعة لبيته صاحبة القدر الأكبر من الحديث عن ديكورات فى هذا العمل الدرامى، فرغم أن هذا الداعية الذى يحاول هداية الناس والذى يفترض أن يكون رجلا متواضعا كان ديكتاتورا فى منزله، ولا يقدر أحد من أفراد عائلته على مخالفة أوامره، مما جعله مع ديكورات العمل يظهر بصورة الملك المتوج، وهو الأمر الذى أراد صناع العمل توصيله إلى الجمهور، لكنه كان أيضا مثيرا للجدل واستفز الكثيرين منهم. العملان السابقان كانا من أكثر الأعمال الرمضانية التى كثر الحديث عن ديكوراتها، لكن بالنسبة إلى باقى المسلسلات فتفاوتت نسبة المبالغة فى ديكورات منازل الأثرياء بمشاهدها، لكن جميعها كان أقل منهما استفزازا، وذلك رغم رغبة بعض صناع هذه الأعمال فى إظهار مدى التفاوت الواضح بين طبقات الأغنياء والفقراء بديكورات وأحداث مشاهد من أعمالهم الدرامية، وذلك كما فعل المخرج رامى إمام فى الحلقة الأولى من المسلسل الجديد «العراف» الذى قام ببطولته والده النجم عادل إمام، حيث رغب رامى منذ لحظات العمل الأولى فى إظهار هذا التفاوت بالتركيز على مشاهد حفلة لرجل ثرى وأصدقائه، بينما فى الجهة الأخرى أظهر مشاهد الفقر لأشخاص يعيشون فى عشش بمنطقة الدويقة المنكوبة، وفى أحداث مسلسل «ميراث الريح» فظهرت فى مشاهده لقطات أخرى لديكورات الرجل الثرى الذى يجسد شخصيته النجم محمود حميدة، لكنها لم تكن مستفزة بقدر ديكورات الأعمال الأخرى، وذلك كما حدث أيضا فى مسلسل «ألف سلامة» للنجم الكوميدى أحمد عيد، وذلك من خلال ظهوره بشخصية سارق يعمل فى منزل رجل ثرى تمهيدا لسرقته، أما مسلسل «الشك» من بطولة مى عز الدين وحسين فهمى ورغدة، والذى تدور قصته حول ثروة مفاجئة تهبط على مى عز الدين، إلا أن التركيز فى الأحداث كان على تفاصيل القصة نفسها ولم يتعمد مخرجه محمد النقلى المبالغة بشكل كبير فى الديكورات لإظهار آثار هذه الثروة على شخصيات العمل، واعتمد على مواقفهم وردود أفعالهم فى القصة. تعبيرات كثيرة تحدث بها كثيرون عن هذه الديكورات المبالغ فيها، والتى أظهرت هذه الطبقة من الأثرياء وكأنهم يعيشون فى بلد آخر غير بلدنا، مما دفع بعضهم إلى المزاح على «الفيسبوك» بأنهم لم يشاهدوا من قبل مصر التى ظهرت أمام أعينهم فى هذه الأعمال، وأنهم يرغبون فى معرفة مكانها للانتقال والعيش فيها، حتى وإن كان ذلك داخل المصحة النفسية التى ظهرت بشكل جذاب جدا فى مسلسل «حكاية حياة».