درة فى «موجة حارة» و«مزاج الخير» وكندة علوش فى نيران «صديقة» أبرز من أتقن اللهجة جمال سليمان فى «نقطة ضعف» ومنذر رياحنة فى «العقرب» هما الأسوأ بعد مرور نصف شهر رمضان يمكن القول إن الوجود العربى الكبير لنجوم من الوطن العربى شىء مفرح، وأضاف كثيرًا إلى الأعمال التى عرضت حتى الآن، ورغم نجاح كثير منهم على مستوى الأداء فإن بعضهم ضاع مجهوده بسبب عدم إتقان اللهجة المصرية. جزء مهم من قوة الفن المصرى أنه ساحة مفتوحة لكل المواهب العربية فى كل المجالات، منذ نشأة السينما والمسرح فى مصر والنجوم والنجمات من الأقطار العربية يضعون مصر نصب أعينهم للانتشار والشهرة والانطلاق نحو ساحة أكبر للإبداع والمنافسة، كثير من نجوم كلاسيكيات السينما المصرية العرب قدموا أعمالهم كشخصيات مصرية دون أن تقف اللكنة المصرية عائقًا أمامهم، ولو لم يعلم الجمهور أن صباح وفريد الأطرش وعبد السلام النابلسى وغيرهم من جنسيات عربية شامية لاعتقد أنهم مصريون أبًا عن جد، وفى السنوات الأخيرة بعد سنوات من إحجام النجوم العرب عن الظهور فى الأعمال المصرية بدأ عديد من هؤلاء النجوم فى الحضور بقوة بشكل خاص على ساحة الدراما التليفزيونية التى كانت تعانى من احتكار عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة من كبار النجوم لبطولة المسلسلات. السورى تيم الحسن الذى أبدى براعة فى دور الملك فاروق منذ سنوات دون أن يلحظ المشاهد اللكنة إلا فى أحوال قليلة يعود هذا العام إلى أداء شخصية شاهين فى مسلسل «الصقر شاهين»، ويجسد فيه دور شاب سكندرى شهم يعمل فى الصيد، وهو يجتهد للهروب من مشكلة اللكنة المصرية بأداء جمل الحوار ببطء وتمهل ربما لا يناسب طبيعة الشخصية التى يؤديها لشاب شديد الحيوية، أما منذر رياحنة الأردنى الذى فاجأ الجمهور المصرى بدور قوى وحضور طاغ فى شخصية الصعيدى دياب فى مسلسل «خطوط حمراء» أمام أحمد السقا، ويقدم هذا العام بطولة مطلقة من خلال شخصية جابر البلطجى الذى يعمل فى تجارة الآثار فى مسلسل «العقرب»، ولم يكن منذر موفقًا كثيرًا فى التحكم بلكنته المصرية، وحاول الممثل السورى مكسيم خليل الاجتهاد فى دور المحامى الشرير فى مسلسل «الشك»، ورغم أنه قدم دوره بصورة جيدة فإن لكنته غير الموفقة خانته، وأثرت على تلقائية أدائه فى كثير من الأحيان، وفى نفس المسلسل بدت رغدة الممثلة المخضرمة ذات التاريخ الطويل فى التمثيل باللهجة المصرية تعانى كثيرًا من أخطاء اللكنة، إضافة إلى حالة الإجهاد الواضحة فى صوتها بشكل عام. كان وجود جمال سليمان بأداء قوى متمكن فى مسلسل «حدائق الشيطان» إضافة إلى نجوم الدراما منذ سنوات، ولكن اتضح فى أعماله اللاحقة أن الحلو مايكملش والأداء المتميز للنجم الكبير تقف أمامه عقبة اللهجة المصرية، حاول جمال سليمان «تليين» لكنته المصرية المتعثرة فى عدد من الأعمال، فقدم شخصية البورسعيدى فى «ولاد الليل»، لكن النتيجة كانت كارثة، حيث ابتدع لكنة عجيبة لا هى شامية ولا بورسعيدية، وكانت اللهجة عائقًا كبيرًا وحجرًا ثقيلة هبط بأسهم العمل مع عوامل درامية أخرى، لكن فقد جمال سليمان ساعتها كثيرًا من وهج النجم الذى أبدع ونجح فى التفوق على الجميع حينما قدم شخصية الصعيدى الداهية مندور أبو الدهب فى حدائق الشيطان، لكنه عاد لاسترداد ما فقده نتيجة ضياعه فى مشكلات اللكنة المصرية فى مسلسل «أفراح إبليس» ومسلسل آخر هو «سيدنا السيد»، والعملان قدم فيهما شخصية الصعيدى، وتتيح اللكنة الصعيدية إخفاء اللكنة الشامية، وتبدو مريحة أكثر لجمال سليمان الذى قدم العام الحالى مسلسل «نقطة ضعف» الذى يقدم فيه جمال سليمان شخصية طبيب الأسنان عمر الشناوى الذى يعيش نزوات عاطفية بحثًا عن حب حقيقى، لكنه يتعامل مع شقيقاته بتشدد الرجل الشرقى المحافظ، وحلا لمشكلة اللهجة التى لا بد سيعانى منها جمال سليمان، وهو يجسد شخصية طبيب فى القاهرة، فالعمل منذ بداية الحلقات يشير إلى أصوله الصعيدية، وهو حل يصنع غطاءً لما يفلت منه من لكنة شامية فى نطق العامية المصرية أحيانًا. وعلى جانب آخر هناك حالات موفقة من الأداء فى كثير من المسلسلات أغلبها من نصيب الممثلات، ومنهن التونسية درة بطلة مسلسل «مزاج الخير» التى لا تعانى من مشكلات كثيرة فى أداء اللهجة المصرية حتى وهى تؤدى شخصية المرأة ذات الأصول الشعبية التى تعمل راقصة، وإضافة إلى درة نجحت صبا مبارك فى «موجة حارة» وكندة علوش فى «نيران صديقة» و«كف عفريت»، وسناء يوسف فى «فض اشتباك» فى تجاوز أزمة اللهجة المصرية.