«حمودة الأعور».. فنان فقد بصره بسبب المكياج فعاش 20 عامًا في الظلام

رغم النجومية والشهرة التي قد يحققها كثير من الفنانين؛ فإن بعضهم تصيبه لعنة النجاح ليقضي المتبقي من حياته نادمًا على ما مضى، ولعل من أبرز الفنانين الذين تعثروا في مسيرتهم المهنية الفنان "فؤاد أحمد"، والذي كان الفن سببًا في بقاءه تعيسًا لفترة أطول من تلك التي خدم فيها الفن.
"فؤاد أحمد محمود علي" ولد في 27 يناير عام 1936 بالقاهرة، وحصل على ليسانس آداب وبكالريوس المعهد العالي للفنون المسرحية، ولمع في أدوار الشر، حتى قال عنه أحد النقاد: "تفوق علي نفسه في تقمص الشخصيات الشريرة"، وبرع كذلك في الأدوار الكوميدية أيضًا، فهو البلطجي في فيلم "خمسة باب"، والأستاذ المحترم ومدير المدرسة في مسرحية "علشان خاطر عيونك"، ولذلك لقّب ب"الشرير الظريف".
"حمودة الأعور" كانت الشخصية الأشهر في المسيرة الفنية لفؤاد أحمد، والتي أداها في فيلم "المشبوه" بمشاركة الفنان عادل إمام والفنان الراحل سعيد صالح وسندريلا الشاشة العربية سعاد حسني، وكان يظهر وقتها واضعًا شارة سوداء على إحدى عينيه، ولذلك لقّب ب"الأعور".
شخصية "هامان" التي أداها فؤاد أحمد في مسلسل "محمد رسول الله" في عام 1990، كتبت نهايته في عالم الفن بعد رحلة طويلة من العطاء الفني المتنوع بين السينما والتليفزيون والمسرح، رغم أنه لم ينل الشهرة الكبيرة، وفقد بصره لمدة عشرين عامًا بسبب تلك الشخصية، وشارك بعدها وهو كفيف في مسلسل "جمهورية زفتى".
وكان الفنان فؤاد أحمد ضحية لماكيير التليفزيون المصري بسبب وضعه ماكياج خاطىء بعينيه، حيث وضع كمية كبيرة من القطران علي رأسه أدت إلى انسداد الشعيرات الدموية بالرأس وتوقف وصول الأكسجين إلى المخ، وكذلك استخدم قسم المكياج "الدوكو" المستخدم في دهان السيارات لطلاء وجهه باللون الأسود، فأصيب بالعمى مباشرة.
رغم أن تلك الإصابة والعاهة المستديمة كانت تتطلب عناية خاصة من المسئولين؛ فإن الفنان فؤاد أحمد لم يحصل على أي علاج أو تعويض، رغم أنه اتهم قطاع الإنتاج في التليفزيون المصري بإصابته بالعمى، ومع ذلك عانى من التجاهل والإهمال والعزلة، حتى انقطع عنه كثير من زملائه وعانى من الاكتئاب لذلك، وفي 15 أغسطس عام 2010 رحل "حمودة الأعور" في صمت إثر إصابته بأزمة قلبية حادة.