أكَّد الفريق عبد العزيز سيف الدين رئيس مجلس إدارة الهيئة العربية للتصنيع أهمية دعم التعاون بين مصر وعمقها الإفريقي. جاء ذلك على هامش استقبال الفريق سيف الدين، إيرينا مالوني وزيرة الطاقة بدولة إوغندا بمقر الجهاز التنفيذي للهيئة، اليوم الاثنين، حيث تمَّت مناقشة عددٍ من الملفات والموضوعات ذات الاهتمام المشترك في المجالات المختلفة وبخاصةً الطاقة المتجددة "الشمس والرياح"، مع إمكانية التعاون مستقبلًا من أجل دعم مشروعات الطاقة المتجددة بدولة إوغندا. وشدَّد الفريق سيف الدين على أهمية التعاون والعمل المشترك مع دولة إوغندا الدولة المحورية بدول حوض النيل وبخاصةً في ظل الظروف الراهنة والتحديات التي تواجها دول القارة عامةً، وحوض النيل خاصةً. في سياق متصل، أشار رئيس الهيئة إلى اعتزازه بزيارة وزيرة الطاقة الأوغندي بهدف تعزيز التعاون وفتح مجالات جديدة للعمل وتبادل الخبرات، منوِّهًا بأنَّ الهيئة العربية للتصنيع لاتهدف للربح من هذه الزيارة، مؤكِّدًا الاستعداد للتبادل التجاري بين الهيئة والدول الإفريقية بيعًا وشراءً لزيادة حجم التبادل. وأضاف: "أوغندا تمتلك المصادر الطبيعية للطاقة المتجددة كالشمس والرياح والطاقة المائية، ومصر تمتلك العقول البشرية المُبدعة ولابد من استثمار هذه المزايا لدعم التعاون بين الجانبين". ورحَّب رئيس الهيئة بهذه الزيارة وأوجه التعاون بين مصر وأوغندا، حيث أنَّه تُجرى حاليًّا مفاوضات لإقامة محطة طاقة شمسية بإوغندا بقدرة 4-5 ميجاوات تقريبًا، حيث سيزور وفدٌ من الهيئة العربية للتصنيع ووزارة الكهرباء نهاية شهر أغسطس الجاري للمنطقة المقرر إقامة المحطة بها. وشدَّد رئيس الهيئة على أهمية التعاون بين دول القارة ودول حوض النيل، قائلًا: "نحن أبناء قارة واحدة وحريصون على نمو أوجه التعاون في كافة المجالات لمواجهة كافة التحديات". وأوضَّح: "هذه الزيارة تعكس عمق الروابط بين مصر وكافة دول إفريقيا الغنية بثراوتها الطبيعية والبشرية والتي لابد من استثمارها, حيث تحرص مصر على الارتباط بها بأوثق علاقات الصداقة والعمل المشترك لدعم ركائز الأمن والإستقرار لكافة شعوب ودول إفريقيا". وتابع: "هناك أهمية قصوى لمد جسور التقارب والتعاون بين مصر وأوغندا أكبر دولة بدول حوض النيل على نحو يلبي التطلعات، فالعلاقات بأوجهها المُتعددة سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا ضاربة في جذور التاريخ". وأعربت الوزيرة الأوغندية عن فخرها وسعادتها بزيارة الهيئة العربية للتصنيع، وأشادت بقدرة مصر على حل مشكلاتها بنفسها وقدراتها التصنيعية العسكرية فضلًا عن منتجاتها المدنية مما يحقق دعم استقلال القرار السياسي. وعقب تفقُّدها معرضًا لمنتجات الهيئة العسكرية منها والمدنية، توجَّهت "إيريني" إلى الشركة العربية للطاقة المتجددة التابعة للهيئة العربية للتصنيع, حيث تفقَّدت برفقة سيف الدين، أهم المشروعات واستمعا لشرح مهندسي وفنيي الشركة فيما يتعلق بمراحل خطوط إنتاج الألواح الشمسية المتطورة وأحدث الماكينات وطرق تنظيف الألواح الشمسية وماكينات اللصق الحراري والقدرات التصنيعية المختلفة للهيئة في مجالات طاقتي الشمس والرياح. وعقب انتهاء الجولة بمقر الشركة، تفقَّدت الوزيرة الأوغندية محطة الطاقة الشمسية التجريبية للهيئة والتي تتصل بالشبكة القومية للكهرباء، التي تحتوي على ما يقارب من 2500 لوح شمسي ثابت ومتحرك، وشاهدا طرق تنظيف الألواح الشمسية المتطورة التي هي من تصميم وتنفيذ وصيانة الهيئة فضلًا عن بطاريات التشغيل. وذكرت أنَّه توجد حاليًّا مفاوضات بين أوغندا ومصر للتعاون في مجالات الطاقة الشمسية من خلال الهيئة العربية للتصنيع ووزارة الكهرباء من خلال إقامة محطة طاقة شمسية بقدرة 5 ميجاوات تقريبا، مؤكِّدةً أهمية دعم مشروعات الطاقة الشمسية بين الجانبين والاستفادة من المزايا المتبادلة، حيث أنَّ أوغندا تمتلك الأرض ومصر لديها الخبرة والإمكانيات من أجل تحسين القدرات الكهربائية. يُذكر أنَّ الهيئة العربية للتصنيع بدأت تنفيذ مشروعات للطاقة المتجددة بدول عديدة بحوض النيل مثل الكونغو الديمقراطية، حيث تمَّ الاتفاق على إنشاء محطتي طاقة شمسية في كينشاسا بقدرة 1ميجاوات في إطار التزام مصر بمساعدة الكونغو في عملية التنمية والتطوير بالبلاد، ويعد ذلك بمثابة المرة الأولى التي تنفذ فيها الهيئة العربية للتصنيع مثل هذا المشروع في الخارج، كما تسعى الهيئة إلى السفربوفد متخصص إلى أوغندا نهاية الشهر الجاري؛ لبدء قياسات الأرض وسطوع الشمس لإنشاء محطة طاقة شمسية بقدرة 5 ميجاوات، ما يعكس مدى اهتمام الهيئة بالتعاون مع دول حوض النيل.