على خلاف الرفض الإسرائيلى وعدد من الدول الغربية التى تتصدرها أمريكا فإن رفض حماس وعدد من الفصائل الفلسطينية للتوجه إلى الأممالمتحدة يعود إلى أسباب مختلفة. فأول تلك الأسباب هو أن حركة حماس ترى أن إعلان الدولة بتلك الطريقة سيكون منقوصا، لأنه لن يغير شيئا على أرض الواقع، حيث ستظل السلطة الفلسطينية مسيطرة على الضفة وحماس تسيطر على غزة، وإسرائيل محتلة لأراضى حدود 1967. حماس ترى أن المسألة يجب أن تكون أبعد من حدود 1967، وتشمل كل الأراضى الفلسطينيةالمحتلة منذ 1948، وترى أن الذهاب لتكون فلسطين الدولة «194» فى الأممالمتحدة سيهضم حق اللاجئين الفلسطينيين فى العودة إلى أراضيهم المحتلة، إضافة إلى أن هذا يعد اعترافا صريحا بوجود الكيان الصهيونى منهم، ويجعلهم يتنازلون على أراضى فلسطين التاريخية مقابل مكاسب وهمية غير حقيقية بحسب البيان الصادر عن الحركة. مراقبون سياسيون يرون أن هناك سببا آخر وراء هذا الرفض، هو أنها تخشى حال نجح الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن فى مسعاه فسيكسب قبولا كبيرا له وللسلطة الفلسطينية فى جميع الأوساط المحلية والعربية والدولية. رغم رفض حماس لذلك المسعى فإنها لم تفوت الفرصة كى تكيل الانتقادات إلى الإدارة الأمريكية برئاسة باراك أوباما تعقيبا على خطابه فى الجمعية العامة للأمم المتحدة. فخطاب أوباما بحسب سامى أبو زهرى، المتحدث باسم حماس، يعكس حالة الانحياز الأمريكى لصالح الاحتلال الإسرائيلى، ما يؤكد، بحسب قوله، خطأ استمرار الرهان الفلسطينى والعربى على الدور الأمريكى.