أصر مفتي الجمهورية الأسبق، على جمعة، على اعتلاء منبر المسجد الذي يؤدي فيه صلاة الجمعة، في مدينة 6 أكتوبر، لإلقاء الخطبة، وذلك بعد دقائق معدودة من محاولة مسلحين اغتياله. وجاء موضوع خطبة «جمعة» عن الإرهاب والتطرف، مخالفًا بذلك موضوع الخطبة الذي أقرته وزارة الأوقاف لهذا الأسبوع، عن الأمن الغذائي. وخالف «جمعة»، أيضًا، في خطبته، مشروع الخطبة المكتوبة، الذي دعت له الأوقاف مؤخرًا، ونشب على إثره خلاف بينها ومشيخة الأزهر وهيئة كبار العلماء من الجانب الآخر؛ حيث وقف أمام المصلين مرتجلًا ولا يقرأ من ورقة. المثير أن خطبة المفتي السابق، لم تتخط ال5 دقائق، بحسب فيديو الخطبة كاملةً، والذي نشرته الصفحة الرسمية ل«جمعة»، عبر «فيسبوك»؛ في حين أن الأوقاف قررت سابقًا أن خطبة الجمعة من 10 إلى 20 دقيقة كحد أقصى. وما أثار جدلًا؛ هو ظهور الحارس الشخصي ل«جمعة»، أثناء إلقائه الخطبة، أسفل المنبر، مشهرًا سلاحه في وجه المصلين. وتبنت حركة «سواعد مصر- حسم»، مسؤولية محاولة اغتيال «جمعة»، وذلك وفقًا لبيانِ نشرته عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، ظهر اليوم الجمعة. وأجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اتصالًا هاتفيًا بالدكتور علي جمعة، للاطمئنان عليه عقب محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها، مشددًا على إدانته القوية للإرهاب والتطرف ولكافة المحاولات الآثمة التي تستهدف النيل من أمن واستقرار الوطن والمواطنين، والعلماء المعتدلين المستنيرين الذين يحرصون على نشر قيم الإسلام الصحيحة بوسطيته واعتداله ونبذه للعنف والإرهاب والتطرف. ودعا الرئيس، إلى التصدي لمثل تلك المحاولات من خلال مزيد من الجهود الدؤوبة لتصويب الخطاب الديني، مؤكدًا أن مصر ستظل قوية بشعبها وجيشها وعلمائها الأجلاء الذين يقدمون المثل والقدوة الحسنة وينشرون تعاليم الإسلام السمحة. ومن جانبه، أعرب فضيلة الدكتور علي جمعة عن عميق شكره وتقديره لحرص الرئيس على الاطمئنان عليه، مؤكدًا أن هذه المحاولات الآثمة لم ولن ترهب علماء الدين المخلصين، أو تثنيهم عن أداء رسالتهم السامية، والدفاع عن صحيح الدين وتفنيد الأفكار المغلوطة والدخيلة على الدين وهو منها براء. وأدان مجلس الوزراء، برئاسة المهندس شريف إسماعيل، محاولة اغتيال «جمعة»، وذكر في بيان، إن «هذا الحادث الخسيس حاول النيل بمنتهى الغدر، من إحدى قامات هذا الوطنورموزه المضيئة، التي تضع على عاتقها دوما مسؤولية كشف جهل دعاة التطرف والعنف، والتأكيد عن حقيقةالدين الإسلامي الذي يدعو إلى غرس مبادئ السماحة والوسطية»، مشددًاء على مواصلة الجهود من جانب الجهات الأمنية لضبط مرتكبي هذا العمل الإجرامي، لينالوا الجزاء الرادع.