شدَّد الدكتور عصام فايد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي على أهمية الدور الإرشادي الذي يجريه مركز البحوث الزراعية وتوعية المزارعين بترشيد استخدامات الأسمدة، ما يساهم بشكل كبير في الحد من تلوث مياه الصرف والتي تتجه الدولة حاليًّا لمعالجتها وإعادة استخدامها. جاء ذلك خلال ترأسه اجتماع مجلس إدارة المركز، لاستعراض الأنشطة والإنجازات التي حقَّقها من خلال المعاهد والمعامل التابعة له مؤخرًا، والخطط المستقبلية المتعلقة بتطوير البحث العلمي الزراعي، والذي يساهم بشكل كبير في تحقيق استراتيجية التنمية الزراعية المستدامة، حسب بيانٍ صادرٍ عن الوزارة، اليوم الجمعة. وقال فايد إنَّ مركز البحوث الزراعية يضم صفوة العقول البحثية للوزارة، لافتًا إلى أنَّ هناك تعاونًا مع باقي قطاعات الوزارة لتحقيق التنمية الزراعية المستهدفة، مؤكِّدًا أهمية إرساء مفهوم العمل المؤسسي والتخطيط والمتابعة ومنهجية العمل ووضع آليات للتنفيذ وتوفير قواعد البيانات واستكمال تنفيذ الخطط التي سبق دراستها واعتمادها، والبُعد عن مركزية اتخاذ القرار. وأضاف أنَّ إنشاء بنك للمعلومات الزراعية يساهم بشكل كبير في تنفيذ خطط التنمية الزراعية في إطار السياسة العامة للدولة، حيث يوفِّر المعلومات والبيانات لمتخذي القرار بسهولة، وهو الأمر الذي كان يعد عائقًا كبيرًا لتعامل الدولة مع قضية الوفاء بالتزاماتها في توفير قدر مناسب من الغذاء، لافتًا إلى أنَّ مركز معلومات تغير المناخ والطاقة المتجددة نجح مؤخرًا في إجراء دراسة لإنشاء بنك للمعلومات الزراعية، يهدف إلى توفير طريقة سريعة ودقيقة لنقل المعلومات وتكنولوجيا نتائج الأبحاث الزراعية للمزارعين ومتخذى القرار بطريقة تطبيقية. وأوضَّح أنَّ بنك المعلومات سيساهم في دراسة وتحليل كافة المعلومات الزراعية وتوفير كافة البيانات لمتخذ القرار وإصدار إحصاءات دقيقة عن كل ما يخص القطاع الزراعي، فضلًا عن تحديد مجالات البحوث ذات الأولوية وفقًا لتوجهات الدولة ومن أهمها الأبحاث المهتمة بإدارة مياه الري واستنباط أصناف قصيرة العمر. من جهته، أكَّد الدكتور عبد المنعم البنا رئيس مركز البحوث الزراعية أنَّ المركز نجح الفترة الأخيرة في إجراء دراسات لتحديد صلاحية التربة لاستزراع مساحة 1.5 مليون فدان ضمن المشروع القومي لزراعة أربعة ملايين فدان، وتحديد تراكيب محصولية من شأنها زيادة القيمة المضافة للمحاصيل الاستراتيجية، واستهداف المحاصيل الزيتية التي من شأنها زيادة إنتاج الزيوت وتقليل الفجوة بين إنتاجه وإستهلاكه، مشيرًا إلى أنَّه تمَّ إنشاء نموذج إرشادي تدريبي بقرية الأمل، زُرعت فيه منتجات زراعية ملائمة للظروف البيئية للمنطقة، واستخدم فيه نظام الري بالتنقيط والرش، وسيتم استخدام أساليب التكثيف المحصولى في هذا النموذج. وأوضَّح أنَّه تمَّ تسجيل 22 صنفًا جديدًا من المحاصيل الحقلية، و18 صنفًا من المحاصيل السكرية، فضلًا عن تنفيذ عدد كبير من الحملات القومية والإرشادية في كافة مجالات الإنتاج الزراعي، والقيام بعدد من القوافل العلاجية البيطرية، وتنفيذ حملة قومية للنهوض بالنباتات الطبية والعطرية. وأشار إلى أنَّه يجرى حاليًّا العمل على تحديث وتطوير المركز من خلال مشروع التوأمة مع الاتحاد الأوروبي، والذي من شأنه تعديل هيكل ولائحة المركز بما يخدم تطوير العمل البحثي والإداري والوصول بالمركز لأفضل التصنيفات الدولية. من جانبه، صرَّح الدكتور علاء عزوز وكيل مركز البحوث الزراعية للإرشاد والتدريب بأنَّه تمَّ تشكيل فريق عمل من باحثي المركز ذوي الخبرات في إدارة الجودة لوضع المعايير اللازمة للأخذ بها عند تطبيق نظم الجودة الفنية والإدارية، لافتًا إلى أنَّه تمَّ تقسيم كافة جهات المركز إلى ثلاث مجموعات، الأولى هي الحاصلة على اعتماد الجودة بالفعل، والثانية هي التي لا زالت تتخذ إجراءات الاعتماد، والثالثة التي ليس لديها اعتماد، منوِّهًا بأنَّه تمَّ وضع برنامج للإسراع في الانتهاء من إجراءات الاعتماد لكافة جهات المركز بغرض الاعتداد بنتائجها لدى أي جهة خارجية، كما تمَّ تجهيز مقر لإدارة الجودة بالمركز.