على بعد خطوات قليلة من احد الأكمنة الأمنية، فى محافظة قنا، تقع قرية "حمردوم"، على بعد كيلو متر مربع عن مركز نجع حمادي شمال قنا، وتحفها الجبال والخضرة من جميع الجوانب.. مناظر خلابة.. جميلة.. فى تلك الطبيعة، لكنها لم تعد كذلك بسبب رائحة الدماء التى تفوح من كل شبر فيها، فضلاً عن تواجد أشلاء جثث حول الجبال المتواجدة بها. "التحرير" اخترقت القرية التي يصفها رجال الأمن ب"قرية البلطجة"، نظرا لكمية السلاح الكبيرة بداخلها، وانتشار جرائم القتل بها.. وهي التي كانت مقرًا لزعيم عصابات الإجرام بالصعيد "نوفل سعد الدين"، الملقب بخط الصعيد، والذي تمت تصفيته، أبان حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك.
الطريق إلى القرية لابد وأن يكون لك قريبًا فى القرية، حتى تتمكن من الوصول إليها، دون أن يعترضك أحد، فأي سيارة غريبة تدخل عبر مدخل القرية يتم إطلاق النيران عليها حتى تقف، ثم اقتيادها إلى الزراعات خوفًا من قيام الشرطة بالاقتحام، والخصومات الثأرية بين أهالى القرية والقرى المجاورة. حرارة الاستقبال رغم ما تشتهر به "حمر دوم" من عنف وقتل، إلا أن الأهالى هناك يتميزون بحسن الضيافة والكرم، وعلى عكس ما تسمع، تجد نفسك ضيفًا مرحبًا به في كافة البيوت. السلاح مع النساء يختلف الحال فى قرية الدم والنار من حيث حمل السلاح، حيث يعتاد الأطفال هناك على تواجد السلاح بأيديهم وتعتاد النساء على تنظيف السلاح للزوج قبل خروجه، فمن الممكن أن تنظف سيدة عشرينية أو حتى سبعينية، بندقية آلية، وتقوم بتركيب أو إزالة الخزينة الخاصة ب"البندقية" دون آلام أو مشاق. منبع للمخدرات لم تترك القرية نوعًا من أنواع المواد المخدرة المتعددة وإلا حوته داخلها، حيث تتواجد كافة أشكال المواد المخدرة بها، فضلاً عن زراعة البانجو المخدر فى مزارع داخل القرية.
الشرطة أجبرتنا على البلطجة قال الأهالى فى حديثهم ل"التحرير"، إن الشرطة أجبرت العديد منهم على العمل بالبلطجة، وامتهان الإجرام، والاتجار فى المواد المخدرة والسلاح، وذلك بسبب أن القرية تواجه العنف الشديد من قبل الأجهزة الأمنية منذ سنوات، فكان لابد وأن تكون النتيجة هكذا. أسلحة الثقيلة فى مفاجأة للجميع تحتوي قرية "الدم والنار" على كافة أنواع الأسلحة الثقيلة، فهناك الصواريخ والأسلحة الآلية والبنادق والجرينوف والمدافع والسلاح الإسرائيلي والروسي، ويتم بيع تلك الأسلحة لأي من مريدي وتجار السلاح كل على حسب أسعاره، في معاناة ترصد وتؤكد على جريمة إهمال متعمد من الدولة لقرية تمتلك من الطبيعة الخلابة ما كان يؤهلها لأن تكون إحدى البقاع السياحية والتجارية، لكن الطبيعة الجبلية وربما عدم وجود أعمال آخرى، حولها إلى مآوى للهاربين والمجرمين، المندسين وسط الأهالي.