الإعراب الميسر للقرآن «12»

قُلْ: هَذَا أَمْرٌ رَئِيسِيٌّ.
وقُلْ: هَذَا أَمْرٌ رَئِيسٌ.
التَّحْلِيلُ: يَشِيعُ بَيْنَ كَثِيرِينَ مِنَ اللُّغَوِيِّينَ أَنَّ كَلِمَةَ «رَئِيسِيٌّ» لَيْسَتْ مِنَ اللُّغَةِ الْفَصِيحَةِ، وَأَنَّ صَوَابَهَا «رَئِيسٌ»، فَنَقُولُ: «هَذَا عَامِلٌ رَئِيسٌ فِي الْأَمْرِ»، وَلَا نَقُولُ «هَذَا عَامِلٌ رَئِيسِيٌّ فِي الْأَمْرِ».
وَلَكِنْ فِي الدَّوْرَةِ الثَّانِيَةِ وَالثَّلَاثِينَ لِمَجْمَعِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ عَامَ 1972م قَالَ عُلَمَاءُ الْمَجْمَعِ بِجَوَازِ كَلِمَةِ «رَئِيسِيٌّ» إِذَا كَانَتْ تَعْنِي وَاحِدًا مِنْ مُتَعَدِّدَاتٍ. وَفِي هَذَا الْمِثَالِ يَتَّضِحُ أَنَّهُ يُوجَدُ عَدَدٌ مِنَ الْعَوَامِلِ، مِنْهَا مَا هُوَ «رَئِيسِيٌّ» وَمِنْهَا مَا هُوَ «فَرْعِيٌّ». وَقَدْ يَتَّضِحُ الْأَمْرُ إِذَا أَتَيْنَا بِبَعْضِ الْأَمْثِلَةِ الَّتِي يَتَعَذَّرُ مَعَهَا عَدَمُ الْإِتْيَانِ بِ«رَئِيسِيٌّ»، فَإِذَا كَانَ الْمَوْصُوفُ عَاقِلًا مُثَنًّى مَثَلًا، فَهَلْ نَقُولُ: «هَذَانِ شَخْصَانِ رَئِيسَانِ»؟
وَإِذَا كَانَ جَمْعًا مُذَكَّرًا عَاقِلًا، فَهَلْ نَقُولُ: «هَؤُلَاءِ أَشْخَاصٌ رُؤَسَاءُ» أَوْ «هَؤُلَاءِ أَشْخَاصٌ رَئِيسُونَ»؟ أَمَّا الْأَكْثَرُ سَلَاسَةً وَيُسْرًا، وَلَيْسَ بِخَطَأٍ، فَأَنْ نَقُولَ: «هَذَانِ شَخْصَانِ رَئِيسِيَّانِ» وَ«هَؤُلَاءِ أَشْخَاصٌ رَئِيسِيُّونَ».
من كتاب «الأخطاء اللغوية الشائعة في الأوساط الثقافية»
قِيلَ قديمًا إن الإعرابَ فرعُ المعنى، وقِيلَ أيضًا إن المعنى فرع الإعراب. ومؤدَّى المقولتين أن الإعرابَ هو المعنى والمعنى هو الإعراب، فمن كِلَيهما يمكنك الوصول إلى الآخَر.
ولقد كُتِبَ كثير من كُتُب إعراب القرآن الكريم قديمًا وحديثًا، وكانت شديدة الإفادة للباحثين والعلماء معًا، ولكنها كانت بعيدة إلى حدٍّ بعيد عن القارئ البسيط وعديد من طُلَّاب العلم، لِمَا فيها من اختزال في الإعراب يفترض معه صاحب الإعراب أن القارئ تجاوز مرحلة ذِكر جميع التفاصيل.
لهذا جاءت فكرة «الإعراب المفصَّل والميسَّر للقرآن الكريم»، وهو إعراب شديد التفصيل، شديد الوضوح، مضبوط بشكل شِبْه تامٍّ. بالإضافة إلى أنه إعراب يتجاوز الخلافات بين النُّحاة في إعراب بعض كلمات القرآن الكريم، إلى وضع الإعراب الأقرب إلى المعنى حسبما فسَّر المفسِّرون، بالإضافة إلى اهتمامه ببعض القضايا النَّحْوية الجديدة التي لم يُلتفَت إليها في كتب النُّحاةِ القُدَامَى والتي من دُونِها يكون الإعراب ناقصًا قاصرًا عن المعنى الوارد في الآيات الكريمة.
كما يهتمّ هذا الإعراب بِذِكر المواضع الإعرابية لجميع الجمل وأشباه الجمل الواردة في الآيات، من منطلَق أن العَلاقات بين كلمات الجملة الواحدة هي ما يبيِّن إعرابها، ومن ثَمَّ معناها، والعَلاقات بين جُمَل الآية الواحدة أو الآيات متَّحِدَة الموضوع هي التي تبيِّن إعرابها، ومن ثَمَّ معناها.
ندعو الله أن يكون هذا العملُ مفتاحًا لإدراكٍ أعمقَ لكلماتِ الكتاب العزيز، وأن يجعله في ميزان حسناتنا.
سُورَةُ الْبَقَرَةِ
﴿31﴾ وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى المَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
وَعَلَّمَ: الْوَاوُ حَرْفُ اسْتِئْنَافٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ لاَ مَحَلَّ لَهُ مِنَ الإِعْرَابِ، وَ«عَلَّمَ» فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ الظَّاهِرِ عَلَى آخِرِهِ لأَِنَّهُ صَحِيحُ الآخِرِ لَمْ يَتَّصِلْ بِهِ شَيْءٌ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ «هُوَ» عَائِدٌ عَلَى «رَبُّكَ».
آدَمَ: مَفْعُولٌ بِهِ أوَّلُ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ عَلَى آخِرِهِ لأَِنَّهُ صَحِيحُ الآخِرِ.
الأَسْمَاءَ: مَفْعُولٌ بِهِ ثَانٍ مَنْصُوبٌ وَعَلاَمَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ عَلَى آخِرِهِ لأَِنَّهُ صَحِيحُ الآخِرِ.
كُلَّهَا: «كُلَّ» تَوْكِيدٌ لَفْظِيٌّ لِ«الأَسْمَاءَ» مَنْصُوبٌ وَعَلاَمَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ عَلَى آخِرِهِ لأَِنَّهُ صَحِيحُ الآخِرِ، وَ«هَا» ضَمِيرٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرِّ مُضَافٍ إِلَيْهِ.
وَالْجُمْلَةُ الْفِعْلِيَّةُ «عَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا» مُسْتَأْنَفَة لاَ مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرَابِ.
ثُمَّ: حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ لاَ مَحَلَّ لَهُ مِنَ الإِعْرَابِ.
عَرَضَهُمْ: «عَرَضَ» فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ الظَّاهِرِ عَلَى آخِرِهِ لأَِنَّهُ صَحِيحُ الآخِرِ لَمْ يَتَّصِلْ بِهِ شَيْءٌ، وَ«هُمْ» ضَمِيرٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبِ مَفْعُولٍ بِهِ.
عَلَى: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لاَ مَحَلَّ لَهُ مِنَ الإِعْرَابِ.
المَلائِكَةِ: اسْمٌ مَجْرُورٌ بَعْدَ «عَلَى» وَعَلاَمَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ عَلَى آخِرِهِ لأَِنَّهُ صَحِيحُ الآخِرِ.
وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ «عَلَى الْمَلاَئِكَةِ» مُتَعَلِّقٌ بِالْفِعْلِ «عَرَضَ».
وَالْجُمْلَةُ الْفِعْلِيَّةُ «عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ» مَعْطُوفَةٌ عَلَى جُمْلَةِ «عَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا» لاَ مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرَابِ.
فَقَالَ: الْفَاءُ حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ لاَ مَحَلَّ لَهُ مِنَ الإِعْرَابِ، وَ«قال» فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ الظَّاهِرِ عَلَى آخِرِهِ لأَِنَّهُ صَحِيحُ الآخِرِ لَمْ يَتَّصِلْ بِهِ شَيْءٌ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ «هُوَ» عَائِدٌ عَلَى «رَبُّكَ».
أَنْبِئُونِي: فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ لاِتِّصَالِهِ بِوَاوِ الْجَمَاعَةِ، وَوَاوُ الْجَمَاعَةِ ضَمِيرٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعِ فَاعِلٍ، والنون للوقاية حرف مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ لاَ مَحَلَّ لَهُ مِنَ الإِعْرَابِ، والياء ضَمِيرٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبِ مَفْعُولٍ بِهِ.
بِأَسْمَاءِ: الْبَاءُ حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ لاَ مَحَلَّ لَهُ مِنَ الإِعْرَابِ، وَ«أَسْمَاءِ» اسْمٌ مَجْرُورٌ بَعْدَ الْبَاءِ وَعَلاَمَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ عَلَى آخِرِهِ لأَِنَّهُ صَحِيحُ الآخِرِ.
هَؤُلاءِ: اسْمُ إِشَارَةٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ فِي مَحَلِّ جَرِّ مُضَافٍ إِلَيْهِ.
وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ «بِأَسْمَاءِ هَؤُلاَءِ» مُتَعَلِّقٌ بِالْفِعْلِ «أَنْبِئُونِي».
إِن: حَرْفُ شَرْطٍ جَازِمٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لاَ مَحَلَّ لَهُ مِنَ الإِعْرَابِ.
كُنتُمْ: «كَانَ» فِعْلٌ مَاضٍ نَاقِصٌ نَاسِخٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لاِتِّصَالِهِ بِتَاءِ الْفَاعِلِ فِي مَحَلِّ جَزْمِ فِعْلِ الشَّرْطِ، وَهُوَ فِعْلُ الشَّرْطِ، وَتَاءُ الْفَاعِلِ ضَمِيرٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ رَفْعِ اسْمِ «كَانَ»، وَالْمِيمُ حَرْفٌ يُفِيدُ الْجَمْعَ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لاَ مَحَلَّ لَهُ مِنَ الإِعْرَابِ.
صَادِقِينَ: خَبَرُ «كَانَ» مَنْصُوبٌ وَعَلاَمَةُ نَصْبِهِ الْيَاءُ لأَِنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ.
وَجَوَابُ الشَّرْطِ ظَاهِرٌ مِنْ قَبْلُ، وَالتَّقْدِيرُ «إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ أَنْبِئُونِي».
وَجُمْلَةُ «أنبئوني...» ابْتِدَائِيَّةٌ فِي حَيِّزِ الْقَوْلِ لاَ مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرَابِ، وَمَقُولُ الْقَوْلِ فِي مَحَلِّ نَصْبِ مَفْعُولٍ بِهِ.
وَجُمْلَةُ «فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاَءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ» مَعْطُوفَةٌ عَلَى جُمْلَةِ «عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ» لاَ مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرَابِ.
﴿32﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ العَلِيمُ الحَكِيمُ
قَالُوا: «قَالَ» فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لاِتِّصَالِهِ بِوَاوِ الْجَمَاعَةِ، وَوَاوُ الْجَمَاعَةِ ضَمِيرٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ عَائِدٌ عَلَى «الْمَلاَئِكَةِ» فِي مَحَلِّ رَفْعِ فَاعِلٍ.
سُبْحَانَكَ: «سبحان» نَائِبٌ عَنْ مَفْعُولٍ مُطْلَقٍ مَنْصُوبٌ وَعَلاَمَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ عَلَى آخِرِهِ لأَِنَّهُ صَحِيحُ الآخِرِ، وَالْكَافُ ضَمِيرٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ جَرِّ مُضَافٍ إِلَيْهِ.
وَالْجُمْلَةُ الْفِعْلِيَّةُ الْْمُقَدَّرَةُ ابْتِدَائِيَّةٌ فِي حيِّز القول لاَ مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرَابِ.
لاَ: نَافِيَةٌ لِلْجِنْسِ مَبْنِيَّةٌ عَلَى السُّكُونِ لاَ مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرَابِ.
عِلْمَ: اسْمُ «لاَ» النَّافِيَةِ لِلْجِنْسِ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ.
لَنَا: اللاَّمُ حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ لاَ مَحَلَّ لَهُ مِنَ الإِعْرَابِ، وَ«نَا» ضَمِيرٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرِّ اسْمٍ مَجْرُورٍ.
وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ «لنا» فِي محل خبر «لاَ» النافية للجنس.
إِلاَّ: حَرْفُ اسْتِثْنَاءٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لاَ مَحَلَّ لَهُ مِنَ الإِعْرَابِ، مُلغًى عَمَلُهُ بحرف النفي.
مَا: اسْمٌ مَوْصُولٌ بِمَعْنَى «الَّذِي» مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي محل رفع بدل من «لاَ» النافية للجنس واسمها.
عَلَّمْتَنَا: «علَّم» فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لاِتِّصَالِهِ بِتَاءِ الْفَاعِلِ، وَالتَّاءُ ضَمِيرٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ رَفْعِ فَاعِلٍ، وَ«نَا» المفعولِين ضَمِيرٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبِ مَفْعُولٍ بِهِ أَوَّلٍ، وَالْمَفْعُولُ بِهِ الثَّانِي ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ «إِيَّاهُ» عائد عَلَى الاِسْمِ الْمَوْصُولِ «مَا».
وَالْجُمْلَةُ الْفِعْلِيَّةُ «علمتنا» صِلَةُ الْمَوْصُولِ لاَ مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرَابِ.
وَالْجُمْلَةُ الاِسْمِيَّةُ «لاَ علم لنا إِلاَّ مَا علّمتنا» مُسْتَأْنَفَة لاَ مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرَابِ.
إِنَّكَ: «إِنَّ» حَرْفٌ نَاسِخٌ نَاصِبٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ لاَ مَحَلَّ لَهُ مِنَ الإِعْرَابِ، والكاف ضَمِيرٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ نَصْبِ اسْمِ «إِنَّ».
أَنْتَ: ضَمِير مَبْنِيّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ نَصْب توكيد لفظي من اسم «إِن».
العَلِيمُ: خبر «إِن» أول مَرْفُوعٌ وَعَلاَمَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ عَلَى آخِرِهِ لأَِنَّهُ صَحِيحُ الآخِرِ.
الحَكِيمُ: خبر «إِن» ثانٍ مَرْفُوعٌ وَعَلاَمَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ عَلَى آخِرِهِ لأَِنَّهُ صَحِيحُ الآخِرِ.
وَجُمْلَةُ «إِنك أنت العليم الحكيم» مُسْتَأْنَفَة لاَ مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرَابِ.
وَ«سبحانك لاَ علم لنا إِلاَّ مَا علمتنا إِنك أنت العليم الحكيم» مَقُولُ الْقَوْلِ فِي مَحَلِّ نَصْبِ مَفْعُولٍ بِهِ.
وَجُمْلَةُ «سبحانك» ابْتِدَائِيَّةٌ فِي حَيِّزِ الْقَوْلِ لاَ مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرَابِ.
﴿33﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ (...)
قَالَ: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ الظَّاهِرِ عَلَى آخِرِهِ لأَِنَّهُ صَحِيحُ الآخِرِ لَمْ يَتَّصِلْ بِهِ شَيْءٌ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ «هُوَ» عَائِدٌ عَلَى «ربك».
يَا: حرف نداء مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لاَ مَحَلَّ لَهُ مِنَ الإِعْرَابِ.
آدَمُ: منادًى عَلَمٌ مِبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ.
أَنْبِئْهُم: «أنبئ» فعل أمر مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَ«هُمْ» ضَمِيرٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبِ مَفْعُولٍ بِهِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ «أَنْتَ» عائد عَلَى «آدم».
بِأَسْمَائِهِمْ: الْبَاءُ حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ لاَ مَحَلَّ لَهُ مِنَ الإِعْرَابِ، وَ«أسماء» اسْمٌ مَجْرُورٌ بَعْدَ الْبَاءِ وَعَلاَمَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ عَلَى آخِرِهِ لأَِنَّهُ صَحِيحُ الآخِرِ، وَ«هُمْ» ضَمِيرٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرِّ مُضَافٍ إِلَيْهِ.
وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ «بأسمائهم» مُتَعَلِّقٌ بِالْفِعْلِ «أنبئهم».
وَالْجُمْلَةُ الْفِعْلِيَّةُ «أنبئهم بأسمائهم» ابتدائية لاَ مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرَابِ.
وَ«يا آدم أنبئهم بأسمائهم» مَقُولُ الْقَوْلِ فِي مَحَلِّ نَصْبِ مَفْعُولٍ بِهِ.
وَجُمْلَةُ «يا آدم أنبئهم...» ابْتِدَائِيَّةٌ فِي حَيِّزِ الْقَوْلِ لاَ مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرَابِ.
وَالْجُمْلَةُ الْفِعْلِيَّةُ «قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم» مَعْطُوفَةٌ بِفَاءِ عَطْفٍ مَحْذُوفَةٍ عَلَى جُمْلَةِ «قالوا سبحانك لاَ علم لنا إِلاَّ مَا علّمتنا إِنك أنت العليم الحكيم» فِي مَحَلِّ جَرٍّ، وَالتَّقْدِيرُ «فقال يا آدم...».
قُلْ: كَانَتْ تَرْتَدِي جَوَاهِرَ نَفِيسَةً.
لاَ تَقُلْ: كَانَتْ تَرْتَدِي مُجَوْهَرَاتٍ نَفِيسَةً.
التَّحْلِيلُ: لَا تَحْتَوِي الْكُتُبُ وَلَا الْمَعَاجِمُ الْعَرَبِيَّةُ الرَّاسِخَةُ -قَدِيمُهَا وَحَدِيثُهَا- عَلَى الْجِذْرِ اللُّغَوِيِّ «ج و ه ر». وَإِذَا بَحَثْنَا مَعًا كَلِمَةَ «مُجَوْهَرَاتٌ» وَمَعْنَاهَا وَمُرَادَهَا فَسَوْفَ نَجِدُ أَنَّهَا عَلَى وَزْنِ اسْمِ الْمَفْعُولِ مِنَ الْفِعْلِ «جَوْهَرَ»، فَمَنْ مِنَّا يَسْتَخْدِمُ مِثْلَ هَذَا الْفِعْلِ؟
وَإِذَا اشْتُقَّ مِنْ فِعْلٍ مَا اسْمُ مَفْعُولٍ، فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ لِهَذَا الْفِعْلِ اسْمُ فَاعِلٍ، فَهَلْ سَمِعْنَا أَنَّ صَانِعَ الْجَوَاهِرِ يُسَمَّى «مُجَوْهِرًا»؟ وَهَلْ دَعَوْنَاهُ بِهَذَا الِاسْمِ يَوْمًا؟ وَهَلْ نَسْتَسِيغُ دَعْوَتَهُ بِهِ؟
إِنَّ صَانِعَ الْجَوَاهِرِ اسْمُهُ «الْجَوَاهِرِيُّ» وَ«الْجَوَاهِرِيُّ» مَنْسُوبٌ إِلَى الْجَوَاهِرِ... فَلِمَاذَا نَسْتَخْدِمُ كَلِمَةَ «مُجَوْهَرَاتٌ» فِي لُغَتِنَا الْفَصِيحَةِ؟
أَدْعُو مَنْ يَظُنُّ هَذَا الظَّنَّ أَنْ يُرَاجِعَ تَارِيخَ الْعَرَبِ وَأَنْ يَقْرَأَ مَا اخْتَزَنَتْهُ ثَقَافَتُهُمْ فِي لُغَتِهِمْ لِيَعْرِفَ أَيَّ وُصُولٍ وَصَلُوا فِي عُلُومِهِمْ.
وَأَغْلَبُ ظَنِّي أَنَّ الْعَرَبَ أَبْقَوْا هَذَا الِاسْمَ عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ لِيَقُولُوا إِنَّ الْجَوْهَرَ تَبْقَى قِيمَتُهُ فِي الْحَجَرِ مَهْمَا تَشَكَّلَ وَتَحَوَّلَ. هَذَا مَحْضُ ظَنٍّ مِنِّي، وَلَا دَلِيلَ لَدَيَّ عَلَيْهِ إِلَّا أَنَّ جَمِيعَ الْمَعَاجِمِ وْالْكُتُبِ الْعَرَبِيَّةِ الْأَصِيلَةِ اتَّفَقَتْ عَلَى أَلْفَاظِ «جَوْهَرٌ» وَ«جَوْهَرَةٌ» وَ«جَوَاهِرُ»، وَلَمْ تَذْكُرْ «مُجَوْهَرَاتٌ» لَا بِمُفْرَدِهَا وَلَا بِجَمْعِهَا وَلَا مُثَنَّاهَا وَلَا فِعْلِهَا الَّذِي اشْتُقَّتْ مِنْهُ.
كَمَا أَنَّنَا الْآنَ إِذَا أَحْبَبْنَا الْإِشَارَةَ إِلَى مَسْأَلَةِ الصِّنَاعَةِ فِي الْجَوَاهِرِ فَيُمْكِنُنَا اسْتِخْدَامُ كَلِمَةِ «الْمَصُوغَاتُ.