"هل مصر هي الدولة الصحيحة للتوسط في مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية؟".. هكذا تساءلت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية، تعليقًا على زيارة سامح شكري وزير الخارجية لتل أبيب، ولقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي تعتبر الزيارة الأولى من نوعها منذ تسع سنوات. وقالت الصحيفة، في تقريرٍ نشره موقعها الإلكتروني، اليوم الاثتين: "شكري يمثل رغبة السيسي في أن يصبح وسيطًا بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، ففي خطاب ارتجالي للرئيس المصري في مايو الماضي قال إنَّ السلام مع إسرائيل سيضحى أكثر دفئًا إذا تمَّ الوصول لحل في قضية "أشقائنا الفلسطينيين". وأضافت: "زيارة شكري تأتي بعد لقائه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله في يونيو الماضي، وبعد أن حثَّ السيسي إسرائيل في مايو الماضي في خطاب ارتجالي على مواصلة مفاوضات السلام". ورأت الصحيفة أنَّ لقاء شكري مع عباس ونتنياهو يعزز الدور المصري كلاعب رئيسي في أي مفاوضات إسرائيلية فلسطينية، مشيرةً إلى تعثُّر كل من فرنساوالولاياتالمتحدة وأطراف أخرى غربية "لم تسمها الصحيفة" في جهود إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، غير أنّها أكَّدت أنَّ مصر تمتلك القدرة على التواصل مع أغلبية البلدان العربية. واعتبرت أنَّ نجاح مصر في إحياء عملية السلام مرهون بإقناع الطرفين بالتنازل عن بعض النقاط العالقة، واصفةً خطاب السيسي في مايو الماضي ب"غير المعتاد" في مجال السياسة الخارجية، حيث ذكر الرئيس أنَّ السلام مع إسرائيل سيضحى أكثر دفئًا إذا تمَّ الوصول لحل في هذه القضية وطلب من مسؤولي تل أبيب بث كلماته عبر أنحاء إسرائيل. وأضاف السيسي: "نحن مستعدون لبذل كافة الجهود للمساعدة في العثور على حل لهذه المشكلة". وذكرت الصحيفة: "رد الفعل الدافئ الصادر من الطرفين المتناحرين يتناقض مع ردود فعلهما تجاه الوساطة الغربية للسلام، سواء بريطانيا أو الولاياتالمتحدة أو فرنسا، لكن مصر في نظر تل أبيب صديقة فريدة حيث كانت من أوائل الدول التي اعترفت بإسرائيل عبر اتفاق سلام برعاية أمريكية عام 1979، بحسب الصحيفة". ومضت الصحيفة تقول: "بالرغم من معارضة العديد من المصريين لإسرائيل ورؤيتهم لها ككيان محتل للضفة الغربية والقدس الشرقية، إلا أنَّ السيسي أصبح حليفًا وثيقًا لإسرائيل". وقالت الصحيفة: "إسرائيل تمتدح السيسي دائمًا بسبب موقفه تجاه المتشددين وتعتبره حليفًا في مواجهة المتطرفين الإسلاميين، حيث من المعتقد أنَّ إسرائيل ومصر تتبادلان المعلومات الاستخبارية لمكافحة حماس في غزة، وكذلك في الحرب ضد العناصر المتشددة بصحراء سيناء".