تباينت ردود فعل وسائل الإعلام الإسرائيلية على تولي أفيجدور ليبرمان، رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" المتشدد، منصب وزير الدفاع الإسرائيلي، وتصريحاته أمس داخل الكنيست بأنه مؤيد لحل الدولتين. ووصفت صحيفة "يسرائيل هايوم" العبرية، تولي ليبرمان لوزارة الدفاع بأنه "عهد جديد في القاهرة"؛ موضحة أن الوزير الجديد بدأ مهام عمله اليوم بشكل رسمي، وسيبدأ في عقد لقاءات مع رؤساء المنظومة الأمنية. وقللت صحيفة "معاريف" العبرية من تصريحات ليبرمان عن السلام، معنونة تقريرًا لها ب"مجرد كلام ..لا يوجد سبب يدفعنا إلى التأثر بتصريحات ليبرمان ونتنياهو عن السلام". وأضافت أن "نتنياهو حاول أن يبعث برسالة لمصر خلال الفترة الماضية بأنه ملتزم بتعهداته فيما يتعلق بالسلام مع الفلسطينيين وأنه مستعد للمضي قدمًا في هذا المسار، لكن القاهرة لديها تساؤلاتها في نفس الوقت بعد تعيين ليبرمان المتشدد: كيف سيمضي رئيس وزراء إسرائيل باتجاه السلام وليبرمان قد أصبح وزيرا للدفاع؟". وأوضحت أن "إسرائيل تريد أن توضح للمصريين أن ليبرمان ليس كما يعتقد الكثيرون؛ وأنه ملتزم بعملية السلام والاستقرار في المنطقة، لكن القاهرة في نفس الوقت لا تصدق تعهدات نتنياهو وتريد أن يقرن أقواله ووعوده بالأفعال". وقالت: "نتنياهو تعهد التزم بأن تقوم إسرائيل بإجراءات على الأرض تجسد التزام الأخيرة بحل الدولتين، ولم ينفذ تعهداته، هذا في الوقت الذي تشعر فيه القاهرة بالغضب من تعيين ليبرمان، وبعد أن كانت الأخيرة تسعى من أجل إشراك يتسحاق هرتسوج -زعيم حزب المعسكر الصهيوني المعارض- للائتلاف الحكومي بقيادة نتنياهو، جاء ليبرمان المتطرف الذي هدد باغتيال إسماعيل هنية،نائب رئيس مكتب حماس، في 48 ساعة". وبعنوان "لا جديد تحت الشمس ..نتنياهو ومبادرة السلام العربية"، قالت صحيفة "هاآرتس" العبرية إن تصريحات رئيس الوزراء مساء أمس بالكنيست هي مجرد إعادة لتصريحات مشابهة أدلى بها في الماضي وليس فيها أي جديد، وكلامه عن تأييد مبادرة السلام العربية لا يعني أنه سيمنح شيئا للعرب فهو لا يريد سوى أن يأخذ ويربح فقط دون أن يعطي في المقابل. وأضافت "أن كلمات نتنياهو غير المقرونة بأفعال لن تقنع مصر أو العالم العربي"؛ لافتة إلى أنه في عام 2009 وخلال مشاركة نتنياهو في احتفالات سفارة القاهرة في إسرائيل الذكرى ال 57 لثورة يوليو، تحدث رئيس الوزراء وقتها بشكل إيجابي عن مبادرة السلام العربية التي تعود لعام 2002، وهي التصريحات التي جاءت تحت ضغط دولي ومطالب لتل أبيب باستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين". وقالت: "خلال ال 7 سنوات التي أعقبت هذه التصريحات، تحدث نتنياهو أكثر من مرة عن نفس المبادرة، على سبيل المثال خلال خطابه بالكنيست عام 2013، وخلال مؤتمر صحفي مع المراسلين في مايو 2015"، مضيفة أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي كرر نفس التصريحات مساء أمس خلال طقوس تعيين ليبرمان وزيرا للدفاع وهو الأمر الذي بدا كألعاب بهلوانية و ليس فيه جديد". وتساءلت: "لماذا يكرر نتنياهو نفس الكلام مع تعيين ليبرمان"؛ مجيبة عن ذلك بقولها "هناك عدة أسباب؛ أولها خوف رئيس الوزراء من الضغط الدولي الذي قد يمارس على تل أبيب فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني خلال الشهور القادمة، وخشيته من تقديم الرئيس الأمريكي باراك أوباما مشروع قرار لمجلس الأمن ضد تل أبيب بسبب تعتنها في دفع عملية السلام، نتنياهو يحاول إجهاض كل هذه السيناريوهات عبر تحرك بديل إزاء عدد من الدول العربية وعلى رأسها مصر ، هذا التحرك الإقليمي من شأنه". وختمت بقولها: "الكلام الجميل والرنان الذي أدلى بها كل من نتنياهو وليبرمان أمس لن يقنع الإدارة الأمريكية أو دول أوروبا أو الرئيس المصري؛ والسبب في ذلك هو أن جون كيري -وزير خارجية الولاياتالمتحدة- أو فيديريكا موجيرني -وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي- أو السيسي لا يثقون في تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي عن السلام، إنهم يريدون أفعالا، وهذه الأخيرة لا يمكن لنتنياهو القيام بها".