تقبل الشخصية التى تتطلب جهدًا وتحضيرًا وانفعالات تتحول فى وقت قصير لا تقف كثيرا أمام مساحة الدور فى العمل الفنى، تكفيها عدة مشاهد تؤدى من خلالها الشخصية التى رأت فيها شيئا ما، هذا هو الفيصل والطريقة التى تعمل بها، فى البداية بالطبع كانت الأدوار والخطوات الصغيرة فرض، لكنها أصبحت اختيارا فى ما بعد لتحقيق الشهرة، على الرغم من أن رانيا يوسف ظهرت من خلال التليفزيون وشهرتها الأكبر جاءت من خلاله أيضا، فإنها لم تتنازل عن طريقتها فى الاختيار، وتقبَل الشخصية التى تتطلب جهدا وتحضيرا وانفعالات، عن بطولة مطلقة قد لا تحقق لها نفس الهدف، حتى فى السينما تعتمد نفس المنهج، دور صغير المساحة فى فيلم «كباريه» هى شيماء زوجة مطرب الملاهى الليلية بلعوم، الذى قدم شخصيته خالد الصاوى والتى ترفض مهنة زوجها وترفض علاقاته بالثريات العرب، بوجودها ومشهد المواجهة بينها وبينه وشخصيتها أضافت بعدا جديدا لشخصية المغنى فى عين المشاهد، نتيجة أدائها خلال المشهد الذى كان بالتأكيد سيمر مرور الكرام لو لم تؤدِه ممثلة تعرف جيدا كيف تظهر انفعالاتها وتوصلها للجميع. عام 2009 قدمت دور إسرائيلية تنتمى للموساد تسهم فى تجنيد جاسوس مصرى من خلال مسلسل «حرب الجواسيس» والذى شاركت فى بطولته مع منة شلبى، لكن المسلسل لم يحقق الصدى المطلوب، والسبب لا يرجع لقدرات الممثلين أو أدائهم قدر ما كان السبب هو ضعف الإخراج الفنى للمسلسل، لكن العام التالى وفى موسم رمضان أصبحت رانيا يوسف حديث متابعى الدراما فى مصر أيا كانت أعمارهم من خلال سؤال ظل يتردد طوال شهر رمضان «من قتل صافى سليم؟» فى مسلسل «أهل كايرو» ويظل ضابط المباحث الذى قام بدوره خالد الصاوى يبحث عمن قتلها، وتظهر رانيا خلال المسلسل «فلاش باك»، ومن لم يكن متابعا للدراما البوليسية، ولم يهتم بمعرفة قاتل صافى، دخلت له رانيا من مدخل آخر سناء فى مسلسل «الحارة» والمعاناة التى تضطرها بعد عجز زوجها إلى امتهان الشحاذة، الدوران خلقا حول رانيا جدلا كبيرا فى مجال الدراما التليفزيونية، بسبب التباين الشديد بينهما، فمن ممثلة تتحرى أحدث صيحات الموضة مرتبطة برجال أعمال وقضايا فساد، وعلاقاتها مشبوهة وتاريخها وأصلها المتواضع، وبين ربة أسرة تملك بالكاد ما يسد جوعها، غير مهتمة سوى بكرامتها والحفاظ عليها. العام الحالى أيضا تدخل رانيا حربا مع نفسها، فمن خلال تقديم شخصيتين متناقضتين، تبدو موهبة رانيا وقدرتها على احتواء شخصيات مسلسلى «موجة حارة»، و«نيران صديقة» فى الأول هى زوجة سيد العجاتى، شاهندة التى يطارد استقرار حياتها الزوجية سر طرف فيه عدو زوجها الذى يعمل ضابطا بمباحث مكافحة الآداب، الصراع النفسى الذى يعيشه الزوج يؤثر عليها رغم حبها له، تبدو عنيفة وتضربه كما يضربها، وتحتويه عندما يشعر أنه تجاوز، ويطلب منها العفو حتى ولو صامتا، وتسامحه هى أيضا دون كلمات، فقط بأداء تمثيلى مجرد، وهذه الشخصية تختلف تماما عن شخصية نور توفيق الممثلة التى تعانى مع أصدقائها الخمسة تقلبات نتيجة ضعفهم البشرى بسبب علاقاتهم فى ما بينهم، لكن تظهر نور من وسطهم فهى الأنقى وأكثرهم أخلاقا وتمسكا بمبادئها، تبدو قوة شخصيتها فى صوتها وملامح وجهها وأدائها الحركى، على عكس شاهندة صاحبة الحركة القليلة المستسلمة دائما بطبقة صوتها الرقيقة واستلقائها على أريكة غرفة المعيشة أغلب الوقت. رانيا تبدو وكأنها فى صراع دائم، وتحب أن تجعل من كل شىء نسخة قدمت مع خالد الصاوى دورا فى «كباريه» الذى أخرجه سامح عبد العزيز، واشتركت معه فى بطولة «أهل كايرو»، وعملت فى نفس العام مع سامح من خلال مسلسل «الحارة»، ظهرت مع منة شلبى فى «حرب الجواسيس» وشاركتها كندة علوش صداقة فى «أهل كايرو»، وها هم يكونون بطولة جماعية فى مسلسل «نيران صديقة»، وتكرر للمرة الثانية شخصية الممثلة، وكندة تكرر شخصية الصحفية، لكن على الرغم من هذه النسخ فإنه لا توجد شخصية مثل الأخرى، حتى لو توحدت الشخصيات وطبائعها، كلهم مختلفون والعامل المشترك فقط هو وجه رانيا يوسف.