كتب: محمد الزهراوي ومارينا ميلاد 300 من «متشددي» القرية يهاجمون منزل مسيحي قيل أنه سيحول منزله لكنيسة ويحرقونه مع 4 منازل لمسيحيين آخرين أسقف المنيا: الشرطة أخذت تعهدًا بعدم بناء كنيسة.. والأمر لم يقنع المتشددين رئيس المدينة يعلن القبض على 4 من الجناة.. ويؤكد أن المحافظ أمر بصرف تعويضات للمتضررين كانت البداية عندما انتشرت «شائعة» مساء أمس الأربعاء فى قرية كرم اللوفي بمركز سمالوط شمال محافظة المنيا، تقول بأن مسيحي قد حول بيته إلى كنيسة. الشائعة أدت إلى مهاجمة مجموعة من المتشددين المنزل وحرقه، إلى جانب حرق 4 منازل أخرى مملوكة لمسيحيين، كما قاموا بطرده هو وأسرته من القرية. كالعادة وفي أول رد فعل، نفت مصادر أمنية الحادث، وقالت إنه لا توجد أي إصابات أو وفيات، ولا صحة لتدمير منازل المواطنين الأقباط مثلما تردد، مؤكدة أن قوات الأمن انتقلت وفرضت سيطرتها على الوضع دون أن يتفاقم. جاء ذلك بعد أن تلقت أجهزة الأمن بلاغا من أهالي قرية كرم اللوفي، التابعة لمركز سمالوط، بوقوع اشتباكات بين مسلمين ومسيحيين بسبب تحويل منزل لكنيسة. وكالمعتاد أيضًا فإن الأمر قد تغير في صباح اليوم التالي «الخميس»، حيث صدرت تصريحات رسمية مختلفة جاءت هذه المرة على لسان رئيس مدينة ومركز سمالوط، بمحافظة المنيا، اللواء جمال قناوي، حيث أكد ضبط 4 من المتهمين في الأحداث التي شهدتها قرية كوم اللوفي، التابعة للمركز صباح اليوم الخميس، والتي أدت حس تصريحه، إلى حرق منزل وتهشيم سيارتين للشرطة، بسبب شائعة محاولة تحويل منزل إلى كنيسة. وأضاف قناوي، في تصريحاته ل«التحرير»، أن اللواء طارق نصر محافظ المنيا، قرر صرف تعويضات مالية للمتضررين، حيث قرر صرف مبلغ 15 ألف جنيه لكل من (إبراهيم خلف، وشقيقه أمير)، ومبلغ 10 آلاف جنيه لوالدتهما سمرية خليل سليمان. كان العميد محمد أبو الليل مأمور مركز شرطة سمالوط، قد تلقى بلاغاً من أهالي قرية كوم اللوفي بتجمع نحو 15 من مسلمي القرية، أمام منزل تحت الإنشاء، ملك شخص يدعى أيوب خلف، 42 عامًا، فلاح، مسيحي الديانة، وذلك علي إثر تردد بعض الشائعات عن عزمه استخدام المنزل كمنشأة كنسية عقب التشييد. وقالت الشرطة إنه بالانتقال إلى موقع البيت، تبين أن المنزل عبارة عن أعمده تحت الإنشاء بارتفاع 5 أمتار، مقام على قطعة أرض زراعية، وبسؤال صاحب المنزل قرر عدم اعتزامه تحويل المنزل كمبنى كنسي، وتم إيقاف الأعمال ومخاطبة الإدارة الهندسية بالوحدة المحلية، لمعاينة المنزل. فجر اليوم الخميس فوجئت الخدمات المعينة بالقرية، بتجمع نحو 300 من مسلمي القرية «المتشددين»، ثم توجهوا للمنزل، حيث قام بعضهم بإشعال النيران بالشدة الخشبية المستخدمة لصب سقف المنزل، وامتدت النيران ل4 غرف مجاورة وملحقة بالمنزل، وأثناء ذلك تساقط بعض الطوب الأبيض المستخدم في بناء المنزل، ونتج عن ذلك احتراق الشدة الخشبية وبعض مستلزمات المعيشة بالغرف، دون حدوث إصابات. وانتقلت قوة من مركز شرطة سمالوط، لمكان البلاغ، وبوصولهم قام المتجمعون برشق القوات بالطوب والحجارة وأسفر عن ذلك تحطم الزجاج الأمامي لسيارتين تابعتين للشرطة، أحدهما كان يستقلها مأمور مركز سمالوط. بعدها انتقلت قيادات المديرية، وضباط من الأمن العام، وفرق الحماية المدنية، وتم السيطرة على الحريق وإخماده، وقام المتجمهرون ومثيري الشغب بالهروب بالزرعات المتاخمة، وجار التحري حول الواقعة وضبط المتهمين والمحرضين. من جانبه قال الأنبا مكاريوس، أسقف عام المنيا، إن أحداث العنف التي اندلعت في قرية «كرم اللوفي»، التابعة لمركز سمالوط، جاءت بسبب انتشار خبر يفيد بتحويل بيت أحد الأقباط هناك، ويدعى أشرف خلف، إلي كنيسة. وأوضح الأسقف في تصريحات خاصة ل«التحرير»، أن الشرطة أخذت تعهدا على مالك المنزل وشقيقه بعدم تحويل منزلهما إلي كنيسة، لكن ذلك لم يقتنع به المتشددين في القرية، الذين قاموا مساء الأربعاء بمهاجمة المنزل وحرقه، إلى جانب حرق 4 منازل أخرى مملوكة لأقباط، كما قاموا بطرده هو وأسرته من القرية، وفقا لقوله.