في أول تعقيب من المعارضة الإسرائيلية إزاء مصادقة حكومة تل أبيب على اتفاق المصالحة مع تركيا، قال البرلماني نحمان شاي -حزب المعسكر الصهيوني اليساري- إن الائتلاف الحاكم بقيادة بنيامين نتنياهو، مطالب بإجراء نقاش في الكنيست حول الاتفاق وبين كافة أعضائه من جميع الأحزاب، وفق ما نقلت عنه صحيفة يسرائيل هايوم العبرية، داعيا لجنة الخارجية والأمن بالكنيست للانعقاد وبسرعة من أجل مناقشة الاتفاق مع تركيا. في المقابل، قال البرلماني الإسرائيلي أفي ديختر -رئيس لجنة الخارجية والأمن- للصحيفة إن " الأتراك لا يمكن اعتبارهم أداة ضغط على حركة حماس الفلسطينية، لضمان عودة جنود تل أبيب ومدنييها المفقودين هناك، وإنما مصر هي التي تملك أدوات ضغط ذات أهمية على الحركة، ولهذا فإن الضغط لابد وأن ياتي عبر القاهرة لا من خلال أنقرة؛ خاصة أن حماس ترى في مصر بوابتها للعالم". وكان المجلس الوزاري المصغر التابع لحكومة تل أبيب قد صادق على الاتفاق مع تركيا بغالبية 7 وزراء مقابل 3 أخرين أعربوا عن معارضتهم للأمر، وتم تمرير الاتفاق رغم معارضة جزء من الوزراء أبرزهم وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان -زعيم حزب يسرائيل بيتينو المتشدد-، كما رفض الوزيران نفتالي بينت وأيليت شاقيد، المنتميان لحزب البيت اليهودي اليمني، الاتفاق. ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن الجلسة استمرت حوالي 4 ساعات ونصف، وشارك فيها رئيس الموساد يوسي كاهان، والمستشار القانوني أفيحاي مندلبليت ورئيس طاقم المفاوضات مع تركيا يوسف تشحنوفر"؛ موضحة ان "علاوة على المصادقة على الاتفاق، قررت حكومة تل أبيب إجراء نقاش حول أسرى حماس في سجونها، خاصة مع عدم حل موضوع جثتي الجنديين الإسرائيليين المفقودتين بالقطاع، أورون شاؤول وهدار جولدين". وكانت عائلتا الجنديين قد نظمتا احتجاجات أمام مقر اجتماع المجلس الوزراء، وحاولا إقناع الأخير بعدم التصويت لصالح الاتفاق مع تركيا؛ معتبرتين أن الأخير ليس إلا "جائزة لحركة حماس، ونحن نعرب عن أسفنا العميق وخيبة أملنا الشديدة لقرار حكومتنا للمصادقة على الاتفاق دون أن يتضمن مسألة إعادة ولدينا هدار وأورون، الأمر الذي جاء متناقضا ومتنافيا مع وعود رئيس الوزراء نتنياهو لنا". وأضافتا في بيان لهما "الحديث يدور عن اتفاق قام به رئيس الوزراء بشكل غير ديمقراطي، ويعارض القيم الأساسية لجيش ودولة إسرائيل، لقد جعل نتنياهو من حماس طرفا في اتفاق مع تل أبيب بوساطة أنقرة، في الوقت الذي تقوم فيه الأخيرة برعاية الحركة الفلسطينية، وبهذا يشجع رئيس حكومتنا الإرهاب ويمنح جائزة لحماس".