"محرم فؤاد هيولع المعمورة" كانت هذه الجملة دومًا ما يدوي صداها بين الشباب في ستينات القرن الماضي، على نفس النسق الذي يتبعه أحفادهم في هذه الأيام للحديث عن حفلة للهضبة عمرو دياب أو محمد حماقي أو الكينج محمد منير، فلا شك أن محرم فؤاد كان أحد هؤلاء المطربين الذين ارتبط بهم تلك الحقبة على مستوى الغناء. على الرغم من كون محرم فؤاد لم يكن يضاهي نجومية العديد من مطربي جيله، وعلى رأسهم العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، إلا أنه نجح في خفر اسم وتاريخ له من خلال أغانيه، أو التجارب السينمائية التي خاضها، وعلى رأسها بلا شك فيلم "حسن ونعيمة" الذي جمعه بسندريلا الشاشة العربية سعاد حسني. وفي ذكرى وفاته، نعرض عدد من أهم المحطات والمواقف التي أثرت في حياة محرم فؤاد، أو التي كان لها ارتباطًا مباشرًا بالواقع الحالي. ميلاده ونشأته
ولد في حي بولاق بالقاهرة في 25 يونيو 1934، في أسرة متسوطة لأب كان يعمل مهندسًا في سكة حديد مصر، إلا أنه سارع في اكتشاف موهبته من خلال الموالد والمحافل، التي أدرك من خلالها أن يمتلك حنجرة ذهبية، يمكن من خلالها أن يدخل عالم الفن من بوابة الغناء والطرب. زيجاته
عرف عن محرم فؤاد تعدد الزيجات، حيث كان يخرج من واحدة ولا يلبث أن يدخل في أخرى، خاصة من جميلات الوسط الفني، حيث تزوج الفنانة عايدة رياض وكان الزوج الحادي عشر للراقصة الراحلة تحية كاريوكا، كما تزوج من فتاة لبنانية وأنجب منها ولدًا، وتزوج أيضًا إحدى مذيعات التليفزيون المصري. سعاد حسني
كانت السندريلا شريكة محرم فؤاد في أهم أعماله السينمائية، حيث قدما معًا فيلم "حسن ونعيمة"، وعلى الرغم من مدى النجاح الذي حققه هذا الفيلم خلال فترة عرضه، إلا أن محرم فؤاد لم يكن يتوقع أن يكون هذا العمل هو نفسه سببًا في إصابة سعاد حسني بالاكتئاب بعد 40 عامًا تقريبًا، ففي أثناء تلقي السندريلا للعلاج في لندن، فوجئت بزيارة محرم فؤاد لها، وعندما دخل المطرب الراحل إلى غرفتها لم يستطع التعرف على سعاد حسني، خاصة وأنه قد ازدادت وزنًا وبدت عليها ملامح الكبر والشيب، وحينها توجه بسؤال صادم للسندريلا: "أين سعاد حسني؟"، وحينها أدركت أن محرم فؤاد لم يعرفها، وهو ما جعلها تذكره بالفيلم الشهير، قائلة: "أنا نعيمة يا حسن". وتسبب هذا الموقف في إصابة السندريلا بحالة اكتئاب واضحة، خاصة وأنها كانت ترفض الظهور في التليفزيون أو أي لقاءات صحفية، حتى لا تظهر لجمهورها آثار الزمن الواضحة على جسدها ووجهها وصوتها. وفاته توفي محرم فؤاد في 27 يونيو 2002 بعد صراع طويل مع مجموعة كبيرة من أمراض القلب، حاول التصدي لها طيلة سنوات طويلة بإجراء عمليات عديدة لتغيير الصمامات وتركيب دعامات وغيرها، إلى أن تمكن المرض في النهاية منه.