تعاني الكثير من الفتيات من آلام فترة الطمث إلا أن ذلك الألم أحيانًا يزداد بدرجة كبيرة لدى البعض، ويعد ذلك أحد أهم أعراض الإصابة بمرض"بطانة الرحم المهاجرة" والذي لا تعلم الكثير من الفتيات عن طبيعته، فعدم الوعي وخجل الكثيرات من الحديث عن تلك الآلام الجامحة جعل من المرض أمرًا مسكوتًا عنه، نستعرض في النقاط التالية ماهية المرض وقصص مريضات في رحلة مجابهة الألم.. ما هو مرض بطانة الرحم؟ مرض يحدث لبعض النساء دون وعى منهن بإصابتهن بالمرض ويعنى وجود بطانة الرحم بأماكن غير مكانها الطبيعى، حيث توجد داخل تجويف الرحم طبقة من الأنسجة تسمى بطانة الرحم التى تنمو عادة داخل الرحم فقط، إلا أنه فى بعض الحالات تنمو خارجه فى الأجهزة التناسلية "المبيضان وقناة فالوب" أو مع الأمعاء أو المستقيم أو المثانة، وتعرف هذه الحالة ببطانة الرحم المهاجرة. أثناء الطمث تخرج بطانة الرحم عن طريق المهبل، لكن لا يوجد مكان لخروج الدم الآتى من أنسجة بطانة الرحم التى تنمو خارجه، مما يسبب النزيف الشهري في هذه الأنسجة ونمو خراجات وتقرحات، وندوب وجروح وتؤدى إلى تضخم المنطقة المحيطة بها.
أعراض المرض لا توجد أعراض واضحة للمرض وقد تشابهت أعراضه مع أمراض أخرى، ومن الأعراض الشائعة ما يلي: نزيف شديد يصحابة آلام حادة أثناء الدورة الشهرية آلام في المعدة ويصاحبها إسهال، أو إمساك أو اضطرابات الأمعاء الأخرى أثناء الطمث التبول المتكرر أو الشعور بألم أثناء التبول في فترة الطمث الإرهاق المزمن ألم في الحوض أسباب الإصابة بالمرض لا يوجد تفسير واضح للإصابة بمرض بطانة الرحم المهاجرة، إلا أن أكثر النظريات شيوعًا هي استقرار دم الطمث بقناتي فالوب ومنها ينتشر إلى المبيضين والغشاء البريتوني.
"راندا" تروي معاناتها مع بطانة الرحم المهاجرة بدت "رندا" تخطو خطواتها الأولى في مرحلة المراهقة متطلعة لمستقبل وردي، لم يخطر بفكر الصغيرة التي لم تحل ضفائرها بعد أنها في موعد مع المرض والآلام، عادت تشتاق إلى مرحلة الطفولة التي تخلو من تلك الآلام الشهرية التي تنتابها، أسبوع كامل تعيشه في صراع مع ذلك الألم اللعين الذي يهد أوصالها، سنوات طويلة ظلت تعاني حتى علمت أنها مريضة ببطانة الرحم المهاجرة. استنكرت والدتها تلك الآلام التي تشكو منها صغيرتها " ده عادي وكل البنات بيحصلها كده"، هكذا أخبرتها دون أن تلقى بالًا بمرضها، هكذا أوضحت "راندا" مستطردة: "أنها كانت دائمًا تشعر أن ما يحدث لها ليست طبيعيًّا خاصة أنها كانت تشاهد رفيقاتها وفى مثل سنها ولا يعانين كل هذه المعاناة، فقررت أن تعيد شكوتها تلك إلى والدتها فاستجابت تلك المرة وذهبت معها للطبيب.
لم يتعرف الطبيب على مرضها وأخبرها أنها تعاني من الضعف العام وهو ما سبب ما تشعر بها، إلا أنها لم تستجب لتلك المقويات التي كتبها لها الطبيب وفي الشهر التالي شعرت بنفس الآلام، لم تيأس الصغيرة وذهبت إلى طبيب آخر ليخبرها بنفس الرد بعد إجراء عدة فحوصات، "قررت أشوف بنفسي أنا عندي إيه" قالتها مشيرة إلى أنها كانت تعرف أن ما لديها ليست من الضعف العام كما أخبرها الأطباء. ضغطة زر على محرك البحث "جوجل" أدخلت "راندا" لعالم بدا مخيفًا عندما شرعت في البحث عن سبب الآلام التي تشعر بها، لتصتطدم بعبارة "بطانة الرحم المهاجرة" لم تع فى البداية ما قرأته فأخذت تتوغل فى عالم البحث عبر الفضاء الإلكترونى، "لقيت نفسي بعاني من نص الأعراض دي ومكنتش واخدة بالي" قالتها موضحة أنها قررت الذهاب إلى طبيب مرة أخرى وعمل فحوصات أدق من التي قامت بالخضوع لها.
بدأت رحلتها مع محاربة المرض وبداخلها يقين أنها ستهزمه وتتخلص من كل تلك الآلام التي تعانيها، علاج وأدوية وفحوصات ومناظير خضعت لها، لم يرهقها سوى عدم الوعي بذلك المرض المنتشر وغير المعروف لكثير من الفتيات، قائلة: "المشكلة إن إحنا اتربينا على إن كل حاجة تخص الرحم من أمراض أو حتى البريود عيب.. فمحدش بيتكلم وبالتالي مش بنكتشف المرض"، مؤكدة "هفضل وراه لحد ما أتعالج وأقدر أتجوز وأخلف وأعيش حياة طبيعية"، مشيرة إلى أن صعوبة الإنجاب أحد أضرار ذلك المرض ولكنه ليست مستحيلًا.
"آية" دشنت صفحة للتوعية ببطانة الرحم المهاجرة "بطانة الرحم المهاجرة مرض سخيف تعاني منه الستات والبنات .. كتير منهم مايعرفوش أنه عندهم ولا حتى يعرفوا إيه هو فمبقاش عندهم الرعاية الكافية وده بيخلى المرض يتطور ويأثر على حياتهم .. في المدونة هنا هنعرفك أكتر عن المرص: أعراضه وطريقة اكتشافه وطريقة التعامل معاه وأكتر"، هكذا قالت آية عبر الصفحة التي دشنتها على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" للتوعية بالمرض. رحلة طويلة عاشتها ومن خلال تجربتها تلك بدأت تكتب عن المرض وأعراضه وسبل العلاج لتوعية الكثير من الفتيات اللائى يشعرن بتلك الآلام الجامحة دون وعى منهن بإصابتهن بالمرض، أسئلة كثيرة انهالت عليها وبالرغم من أنها لا تعمل طبيبة إلا أنها تبحث جيدًا وترد على ما تعرفه بنقاط بسيطة وواضحة.