أتمنى استفزاز زملائي بالمسلسل.. وتقليد «بعد البداية» أصبح موضة نجاحي في الأكشن وراء كثرة الحضور المكثف لشخصية ضابط الشرطة للعام الثانى على التوالى يخوض النجم طارق لطفى تجربة البطولة المطلقة فى الدراما التليفزيونية من خلال مسلسل «شهادة ميلاد»، وذلك استنادًا إلى النجاح الذى بذله فى مسلسله «بعد البداية»، والذى نال إشادات واسعة حول فكرته وتنفيذه، وأداء طارق له، الذى جذب الجمهور أيضًا إليه قبل عرضه، وتحديدًا بمجرد انتشار صور للهيئة التى سيظهر عليها خلال حلقات العمل الرمضانى، وفقدانه نحو 17 كيلو من وزنه، لأجل تصديق المشاهدين لمعاناته من مرض السرطان، كذلك تفاصيل أخرى عديدة مرتبطة بشخصية المقدم «على»، التى يقدمها، والتى كتبها السيناريست عمرو سمير عاطف، وأخرج العمل أحمد مدحت. « التحرير » تحدثت مع طارق لطفى حول كواليس تحضيره وتنفيذه لهذا الدور، وأبرز الصعوبات التى تعرض لها، كذلك رؤيته للمنافسة مع نجوم موسم رمضان. في البداية.. حدثنا عن ردود الفعل التى وصلتك عن «شهادة ميلاد» بعد مرور 10 أيام على عرضه؟ أكثر من رائعة، فقد تلقيت العديد من المكالمات من أصدقائى فى الوسط الفنى من مخرجين ومنتجين وكتّاب ومؤلفين، أبدوا لى إعجابهم الشديد بالعمل، وهو ما جعلنى أتأكد أن مجهودى لم يبذل دون تقدير من المتابعين، خاصة أننى ما زلت أعمل على تصويره، وأنتهى منه يوم 25 رمضان، وهو ما يضاف إلى صعوبات العمل فى ظل الصيام، وعدد ساعات التصوير الطويلة، كذلك الطقس الحار. أعلنت أنك فقدت نحو 17 كيلوجراما ونصف الكيلو من وزنك لأجل دورك حتى توقع البعض أنك مريض بالفعل.. ألم تجدها مخاطرة؟ بالطبع هى مخاطرة لكن محسوبة، إذ تمت تحت إشراف طبى، ونظام غذائى معين، وكنت أتابع مع الطبيبة حالتى يوميا، عمومًا لم أتردد فى ذلك، لأن الدراما التليفزيونية فأصبحت سباقا صعبا وقاسيا والمنافسة باتت مجالا كبيرا جدا، بالتالى يجب على الفنان تقديم كل ما لديه ليصبح قادرًا على هذه المواجهة ويصدقه الجمهور، إلى جانب تفكيره خارج الصندوق، وليس ذلك فحسب، إنما يقدم شيئا لم يقدمه فنان من قبله، بالتالى تكتب باسمه وهذا ما فكرت فيه. وكيف سعيت إليه على مستوى الشكل الخارجي؟ ربما لا يعرف كثيرون أننى فقدت جزءًا من وزنى فى البداية، وصوّرت 10 أيام، ثم استعدت وزنى ومارست الرياضة، وخلال هذه الأيام أعود لنقصان وزنى من جديد بعدما انتهينا من تصوير ال18 حلقة الأولى، كى يصبح ذلك تمهيدًا للمرحلة التى تابعها الجمهور فى المستشفى، إذ لا تحدث فجأة، إنما يجب أن يكون هناك مرحلة تمهيدية تسبقها، لذا أفقد وزنى تدريجيا حتى أصل للوزن المطلوب، وذلك عن طريق اتباع نظام غذائى لا كيميائى أى بدون أدوية. «شهادة ميلاد» يُعرض حصريا على قناة «ON TV» في حين أن «بعد البداية» تم عرضه على عدة قنوات.. هل هذا يقلل من فرص نجاح التجربة الثانية مقارنة بالأولى؟ صحيح العرض الحصرى يقلل من نسب المشاهدة عند المقارنة بالتوزيع فى عدة قنوات، لذا تحوفت من ألا يحظى «شهادة ميلاد» بمشاهدات كبيرة، خاصة أن «ON TV» أول سنة دراما، ولكن الحمد لله العمل نال نسبة مشاهدة عالية، وكذلك على موقع يوتيوب، والحمد لله إن تخوفاتى لم تكن فى محلها بنسبة كبيرة، كما أن أغلب مسلسلات رمضان هذا العام يتم عرضها حصريا منها أعمال محمد رمضان، مصطفى شعبان، عادل إمام، أمير كرارة، يحيى الفخرانى، محمود عبد العزيز، وهو ما يشير إلى أن زمن الحصرى يعود بقوة، ويرجع إلى عدة أسباب أهمها أنه فى ظل المنافسة الشديدة بين القنوات تطمح المحطات فى أن يكون لها مسلسلات تخصها وحدها لجلب إعلانات، لأنها إذا كانت موجودة فى قنوات أخرى لن تتمكن من الفوز بنصيب كبير من الإعلانات. وفي ظل هذه المنافسة.. ما الذي يميز «شهادة ميلاد»؟ أنه عمل جديد، وضمن التفكير خارج الصندوق المعتاد للموضوعات، كتبه عمرو سمير عاطف، وأخرجه أحمد مدحت، بالإضافة إلى أن نجاحى العام الماضى فى «بعد البداية»، جعل جمهورى فى انتظار ما سأقدمه من اجتهاد وتعب شديد، لذا بدأت تحضيراته من العام الماضى، حتى إننى خضعت لريجيم قاس قبل شهرين ونصف من بدء التصوير. المسلسل يتم عرض أحداثه على طريقة «فلاش باك».. ألم تتخوف من أن يصيب المشاهد بالارتباك؟ لا، لأن المرحلة الحالية، والتى يتم الحكى من خلالها تجرى داخل المستشفى، وهى معالمها ظاهرة جدا، وعبرها يتم رواية كل ما تعرضت له شخصية على، ولا يمكن أن يحدث خلط أو ارتباك لدى المشاهد، إذ راعينا ذلك خلال العرض. جاء حضور ضباط الشرطة في رمضان مكثفًا.. فإلام يرجع ذلك في رأيك؟ أولا هى صدفة، إلى جانب أنه بسبب نجاح «بعد البداية» خلال العام الماضى، وإعجاب الجمهور بمشاهد الأكشن التى تم تقديمها فيه، فإن عددا من المشاركين فى الموسم الجارى قرر تقليده، حتى أصبح موضة تقريبًا، وهذا ما سنجده فى نحو عملين على الأقل من المعروضين، ولأن أقرب شخصية رئيسية للأكشن هى ضابط الشرطة فإن هذا ما يفسر كثرة حضورها. وما شعورك بوجود أعمال يقلدك فيها آخرون؟ إحساس بالفخر لأننى قدمت عملا ناجحا تضمن توليفة مميزة أعجبت الناس، ودفعت مبدعين للتوجه إليه وتقديم أعمال تشبهه، أتمنى أن ما أقدمه فى «شهادة ميلاد» والشكل الذى أظهر به يستفز زملاء آخرين للخروج من الصندوق، فهذا شعور مميز أن يستخدمك البعض كمرشد ومثال لهم نحو النجاح، ومع ذلك أؤكد أننى لا أضع هذه الأمور فى تفكيرى، كل ما يعنينى هو تقديم أعمال وأدوار جيدة تجد احترام المشاهد. وما الذي يميز ضابط شرطة «شهادة ميلاد» عن بقية الأعمال؟ الدور مختلف تمامًا، ويتجه نحو موضوع نفسى اجتماعى، يتعرض لفساد كبير فى البلد، «على» يمر بمرحتلين، كلتاهما كانت صعبة علىّ، وشعرت أننى أتحدى نفسى فيهما، سواء فى التجسيد أو التحضير، كما أن تفاصيل الشخصية نفسها لم أقدمها من قبل، فهو ضابط عاش حياة مزيفة رسمها له شخص آخر، ووجد نفسه لا ينتمى للعائلة التى نشأ على أنه ضمنها، حتى يكتشف حقيقة نسبه فى شهادة ميلاده، والحلقات القادمة ستكشف أسباب تصرف «على» الهادئ مع بعض الأمور، وهذا ما أعجبنى فى العمل فهى لعبة داخل لعبة داخل لعبة، وفرز ذلك صعوبات متعلقة بأن كل مشهد أقدمه يجب أن أضع فى تفكيرى وقتها كل شىء خاص بالدور، وهذا الأمر حساباته صعبة. وماذا عن أصعب المشاهد التي قدمتها؟ مشاهد كثيرة، منها تلك التى تمت داخل المستشفى، ومشهد المواجهة بينى وبين أمى سميرة عبد العزيز، ومشهد شهادة الميلاد التى تكشف الحقيقة، حتى المشهد الرومانسى الذى جمعنى بزوجتى التى تقدمها إنجى المقدم، والذى أطلب منها فيه أن تغادر المنزل وتتركنى وحدى خوفًا عليها من أن يصيبها شىء، فجميعها مشاهد كانت تحتاج لتركيز شديد. وهل هذه الأحداث تلقي الضوء على الواقع فيما يخص ضباط الشرطة؟ الحقيقة أننا لا نبحث عن شىء فى الواقع لتقديمه، لذا كتبنا تنويها فى بداية التتر بأنه ضمن واقع موازٍ من خيال المؤلف، ربما تتشابه أشياء أو وقائع لكننا بعيدون عنها، وغير مرتبطين بأحداث بعينها، فقط نفضح كواليس الشرطة فى هذا العالم الموازى. ومتى تعود إلى السينما؟ أحضر لمجموعة من الأعمال السينمائية، 4 منها تعاقدت عليها ضمن بروتوكول مع شركة منتجة، ومع أخرى وقعت على فيلم جديد هو فى طور التحضير، لكنه مميز وإنسانى بدرجة كبيرة، وهو بطولة مشتركة تجمعنى بفنانة، وطفلين، وأبدأ تصويره بعد الانتهاء من «شهادة ميلاد»، على أن يتم عرضه فى موسم عيد الأضحى أو الربيع.