"أتدرون ما يحملنا على التعلق بالحياة؟! أتعرفون ماذا يشدنا إليها ويخيفنا من الخروج منها؟! إنه شيء واحد: هو صلتنا بمن حولنا، هو حبهم لنا، وحبنا لهم إننا نكره أن نغادرها لأننا نخشى ألم الفرقة ومرارتها! "، كلمات مؤثرة قالها الأديب الكبير يوسف السباعي والتي تظل ذكراه محفورة في أذهان محبيه مهما كثرت سينين فراقه. مشواره الأدبي لعل تنشئة يوسف السباعي كانت لها الأثر في ثقافته، حيث ولد يوسف السباعي في حي الدرب الأحمر وكان من الطبقة المتوسطة فأثرت هذه الحياة البسيطة على كتاباته. وكان يوسف السباعي منذ الصغر مولعًا بالرسم واختارت مدرسة شبرا الثانوية كتاباته ورسوماته لكي تكون مجلة تصدرها المدرسة ونشر فيها أول قصة له بعنوان "فوق الأنواء" عام 1934. وحفظ "يوسف" أشعار عمر الخيام التي ترجمها والده من الإنجليزية واستلهم منه فكره الأدبي الرائع، ومنع الموت والد يوسف السباعي من إكمال قصة "الفيلسوف" إلا أن ابنه أكمل ذلك العمل الأدبي وتم طباعة تلك القصة في 1957م. السباعي يتحدث إلى الموت " بيني وبين الموت خطوة سأخطوها إليه أو سيخطوها إلي.. فما أظن جسدي الواهن بقادر على أن يخطو إليه.. أيها الموت العزيز اقترب.. فقد طالت إليك لهفتي وطال إليك اشتياقي". فكرة الموت كانت مصدرًا رئيسيًا في أعمال يوسف الأدبية فقد تحدث يوسف إلى الموت مرات متعددة في أعماله الأدبية وهذا يتضح من خلال روايتي "نائب عزرائيل" و"البحث عن جسد". خوف زوجته عليه كانت زوجته "دولت طه السباعي" شديدة الخوف عليه من أي شيء فعندما كان يقف في شرفة المنزل ينتابها حالة من الخوف من أن يسقط منها كما أنها كانت ترفض سفره بالطائرة، وفي إحدى المرات سافر بالطائرة دون علمها وبعد عودته علمت بذلك فانهمرت عيناها من الدمع. مؤلفات يوسف السباعي بلغ رصيد يوسف السباعي الأدبي 22 مجموعة قصصية، و16 رواية، و4 مسرحيات، و8 مجموعات من المقالات في النقد والاجتماع ، وكتاب في "أدب الرحلات"، ومن مؤلفاته: البحث عن جسد، بين الأطلال، رد قلبي، طريق العودة، نادية، جفت الدموع، ليل له آخر، أقوى من الزمن، نحن لا نزرع الشوك، ورواية السقا مات. الجوائز التي حصل عليها نال يوسف السباعي العديد من الجوائز والأوسمة نظرًا لأعماله الأدبية الفريدة فقد حصل على جائزة "لينين" للسلام عام 1970، وفاز بجائزة وزارة الثقافة والإرشاد القومي عن أحسن قصة لفيلمي "رد قلبي" و"جميلة الجزائرية" كما فاز بجائزة الدولة التقديرية في الآداب ورفض استلام الجائزة، حيث كان يشغل وزيرًا للثقافة في ذلك الوقت. حياته العسكرية تخرج يوسف السباعي في الكلية الحربية عام 1937 وتتدرج في المناصب إلى أن وصل إلى رتبة عميد وأصبح مدرسًا للتاريخ العسكري بالكلية الحربية عام 1943، واختير مديرًا للمتحف الحربي عام 1949. اغتيال يوسف السباعي أثناء حضوره مؤتمرا آسيويا أفريقيا في قبرص في 18 فبراير 1978، تعرض يوسف السباعي لعملية اغتيال على يد رجلين فلسطينيين بسبب تأييده لمبادرة السادات بعقد سلام مع إسرائيل، وتسبب ذلك الحادث في قطع العلاقات بين مصر وقبرص بعد أن قامت وحدة عسكرية مصرية بالهبوط في مطار لارنكا القبرصي للقبض على المتهمين دون إخبار سلطات قبرص بتلك العملية.