قال الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء إن وادي فيران يجمع بين البشر والحجر والشجر ويقع على بعد 60كم شمال غرب دير سانت كاترين طوله 5كم وعرضه ما بين 250 إلى 375م وقد أخذ شهرته من وجوده فى سفح جبل سربال العظيم الذي يبلغ ارتفاعه 2070م فوق مستوى سطح البحر وبه أكبر وأهم مدينة مسيحية مكتشفة بسيناء والتي تحوي آثار عمرها أكثر من 1500عام من القرن الرابع إلى السادس الميلادي شهدت قدوم المسيحيين إليها من أوروبا آمنين مطمئنين على أرض الفيروز في رحلتهم إلى القدس عبر سيناء. وأكد ريحان على أنه قضى رمضان داخل دير البنات بوادي فيران حين كان مرافقا ومشرفا على أعمال بعثة آثار ألمانية برئاسة الدكتور بيتر جروسمان بالمدينة البيزنطية بوادي فيران وكان سكن الدكتور ريحان في حجرة خاصة داخل الدير مقابلة لكنيسة سيدنا موسى الذي بناها راهبان من دير سانت كاترين عام 1970 وبنى حولها دير عام 1979 خصص للراهبات التابعات لدير سانت كاترين ويسمى دير البنات هذا الدير يوحى بروحانيات رمضانية تجعل الانسان أكثر تقربا الى الله عز وجل . وأشار إلى أنه تصادف أن يكون عمله مع البعثة الألمانية لموسمين بوادي فيران خلال شهر رمضان وكان يجد اهتماما بالغا من الراهبات بالدير وفى جو الدير أحس بصفاء نفسى وجو روحاني وعزلة ساعدته على اختيار منتصف الليل حتى الفجر لقراءة القرآن وكان يقرأ القرآن بصوت عال يجلل فى أنحاء الدير وسأل الراهبات ذات مرة هل قراءته للقرآن تسبب إزعاج لهن فقلن أنهن يؤدين صلوات فى هذه الأوقات وينصتن بإعجاب لقرائته. وتابع ريحان أنه في الصباح كان يعمل مع البعثة بمجهود يفوق باقي أفراد البعثة نفسها وكان يتسلق جبل الطاحونة المقابل للمدينة البيزنطية للعمل أعلى الجبل على ارتفاع 886م فوق مستوى سطح البحر وكانت البعثة تقوم بأعمال مسح أثري بوادي المكتّب قرب وادي فيران ويضم الوادي نقوش نبطية ويونانية وعربية وكان الدكتور ريحان يتابع النقوش على الجبل ويكتشفها بهمة لفتت نظر أحد أفراد البعثة الألمانية المرافق له وسأله عن سر الصيام الذي يعطيه كل هذه القوة والنشاط وشرح له قيمة الصيام ومن وقتها قرر أن يتناول وجبة الإفطار معه مجاملة له. ويوضح أن نزهته أثناء نهار رمضان كانت متابعة أعمال كل أفراد البعثة والتعلم منهم وكان رئيس البعثة الدكتور بيتر جروسمان مهندسا وأستاذا فى الآثار وقد تعلم منه الرفع المعمارى بشكل عملى بمجرد مراقبته لعمله مع سؤال لدقائق بين يوم وآخر دون تعطيل العمل وكذلك متابعته لسيدة ضمن أفراد البعثة كانت مهمتها رسم لوحات فنية لوادي فيران وهى السيدة إيلينى باولو وقد سجلت أشجار وادى فيران ومعانقتها للآثار وأصبحت لوحاتها وثائق تسجل طبيعة الوادى وآثاره فى فترات مختلفة.