تصوير- حسام بكير ودعاء السيد بحركات متناغمة يبدأ إيقاعه الخاص مع حركة قدميه.. تداعب فرشاته الألوان، فتكسر حدود التقليدية وتخرج بلوحة نابضة فى ثوان، يمينًا ويسارًا يجمع بين الرقص والموسيقى يعيش بعالمه الإبداعى يأخذك معه فى رحلة قصيرة لكنها غنية بالإبداع، ينهى فيها لوحات بالأمتار، يأخذك فى ثوان دون أن تشعر تعيش تفاصيل لوحته تبدأ فى تعجب وتحمس، هل سيفعلها؟ هل سينجح فى تنفيذ الشخصية ويتخطى تحديا جديدا بتفاصيل دقيقة. لا تأخذ أكثر من 60 ثانية حتى تجد الإجابة عن تساؤلاتك، التحمس يأخذ منحناه مع بداية ظهور الملامح الأولية برشاقة لوحاته، الفرشاة تلو الأخرى، الألوان تجد مسارها الصحيح لينهى لوحاته فى ال30 ثانية التالية، فاستطاع الفنان الصغير أحمد خضر أن ينجح فى تحدى ذاته وينفذ البورتريه فى زمن يتراوح من دقيقة ونص، حد أدنى، وأربع دقائق حد أقصى، ليبهرك بتفاصيل دقيقة لا تتوقعها. يؤمن أحمد بأن التجربة هى أساس كل شىء، فجرب كرة القدم التى وصل فيها إلى مرحلة الاحتراف ثم انتقل لدراسة الهندسة المعمارية ثم ريادة الأعمال ليجد نفسه فى النهاية عاشقًا فى محراب رسْمه، يبحث عن الخروج عن التقليدية والرسم الذى يأخذ ساعات وأياما، فبعد أن كان كارهًا للرسم والرسامين بات منهم، يغوص بين الفرشاة والألوان لكن لدقائق فقط. ويشارك «التحرير» رحلته وصولًا إلى مرحلة الرسم السريع وحصوله على لقب أسرع رسام فى مصر قائلًا: دايمًا باقول إن ربنا عادل جدا، يبعتلك خيط يعرفك الطريق اللى بعده، فأنا كان عندى خيوط كتير مشيت فيها ما بين التدريس ورياضة ومواهب كتير لأنى بطبيعتى باحب أجرب كل حاجة بس وصلت فى مرحلة حسيت إنى بقيت مشتت هنا قررت إنى أركز على حاجة واحدة بس وهى speed painting وسبت كل حاجة وركزت فى الحاجة الوحيدة اللى حاببها وبدأت أتحدى نفسى كل يوم إنى أخلص فى وقت أقل كل لوحة». ونجح خضر فى إثبات أن التجربة والموهبة يمكنهما أن يتحديا كل الصعاب: «الموضوع بدأ إنى بالصدفة شفت فنان أجنبى بيعمل نفس الفن وقررت أتعلم من خلال اليوتيوب وأنفذه، فشلت كتير، مرة والتانية وكنت منبهر إزاى يقدر يعمل ده، لكن مع تمرين كتير وتواصل مع فنانين أجانب، بدأت أحاول فى البداية الألوان اللى كنت بارسم بيها كانت مكلفة جدا، قررت أنزل أشتغل مع نقاش أعرف الألوان والبوية اللى يتعامل بيها وأجربها وأتعلم الرقص وبدأت بالفعل أرسم بسرعة خطوة مع التانية ونجحت بالفعل». لم يقف أحمد عند حد الرسم السريع مازجًا إياه بالرقص، فبدأ فى قياس قدراته الفنية بمشاركته بمسابقة دولية للمواهب تقام كل عام فى شرم الشيخ لينجح فى أن يكون فى مقدمة الفائزين بحصوله على المركز ال3 بين متسابقين من كل أنحاء العالم، كما نجح فى أن ينشر حبه للرسم السريع والمانديلا والدودلز على مستوى 7 محافظات ودرس ل7 آلاف شخص. معلقًا: أهم حاجة أعلمها حاجة يستفيدوا بيها فى حياتهم مش مجرد كورس. ما زال التحدى مفتوحا فى حياة أحمد، يشغله طابع المستقبل بين الهندسة وريادة الأعمال والرسم، لكنه يؤكد أن هناك شيئا ثابتا واثقا من وجوده هو بقاء الرسم فى حياته، وتنفيذ مكتب ديكور يجمع فيه بين طبيعة عمله كمهندس وشغفه بالفن، حالمًا بأن تكون عروض الرسم السريع مثل الحفلات التى تصل ثقافتها لكل أفراد المجتمع.