يعد سيد مكاوي، أشهر الملحنين المطربين، الذين نجحوا في الجمع بين موهبتي التلحين والغناء، هذا بجانب أنه أشهر من قدم دور "المسحراتي" خلال شهر رمضان. وفطن مكاوي، أن الشعب هو صاحب الفن الأصيل، لينجح في تجسيد حياة الناس، مستخدمًا عوده في التعبير عن هموم والآم البسطاء. ولد مكاوي، في حي الناصرية بالسيدة زينب 8 مايو 1927، ونتيجة لأنه كان كفيفًا دفعته أسرته إلى المسلك الديني بتحفيظه للقرآن الكريم. ولا شك أن نشأة مكاوي، في حي شعبي، وحب والده للغناء والطرب وامتلاكه أكثر من 3 آلاف أسطوانة، كان لهما تأثير كبير على موروثه الفني، رغم إصابته بالرمد، وهو في الثانية من عمره. دخل مكاوي عالم الشهرة، بعد لحن "إسأل مرة عليّا" لمحمد عبد المطلب، والذي انتشر في جميع أنحاء مصر والوطن العربي. شيخ الملحنين لقبه الجمهور ب "شيخ الملحنين" لأنه قدم ألحان كثيرة لعمالقة الفن وقتها وشارك في جميع الأحداث السياسية التي عاصرها. واهتم مكاوي، بقضايا الدولة والقومية العربية، وشارك في جميع الأحداث السياسية، وقدم خلال العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، أغنية بعنوان "حنحارب حنحارب كل الناس حتحارب". وعقب قصف مدرسة بحر البقر بالشرقية، قدم مكاوي أغنية "الدرس انتهى لموا الكراريس"، وقدم أغنية "احنا العمال اللي اتقتلو" عقب قصف مصنع أبو زعبل. واشترك مكاوي، في الحفل الذي أقيم بأسوان في الستينات احتفالًا ببدء بناء السد العالي، وتحويل مجرى نهر النيل. مشواره في الإذعة اهتم مكاوي، في بدايه مشواره، بالغناء وتم اعتماده مطربًا بالإذاعة المصرية في الخمسينات. وغنى مكاوي، أغاني التراث الشرقي، والموشحات في مواعيد شهرية ثابتة، إلى أن تعاملت معه الإذاعة في التحلين جانب الغناء، وأسندت إليه تلحين أغاني دينية مثل "تعالى الله أولاك المعالي". ساعدت خفة ظل مكاوي، على تقديم أغاني شعبية خفيفة مثل "آخر حلاوة مافيش كدة"، و"ما ياللا يا مسعدة نروح السيدة". الليلة الكبيرة يعتبر أوبريت "الليلة الكبيرة" أشهر أعمال مكاوي على الإطلاق، التي كتبها صلاح جاهين، مصورًا ليلة من ليالي الموالد الشعبية المنتشرة في مدن مصر. المسحراتي بدأت الإذاعة المصرية خلال شهر رمضان على تقديم حلقات "المسحراتي" رائعة الشاعر فؤاد حداد، وكانت تعهد لأكثر من ملحن لتقديم هذه الحلقات، وبزغ نجم مكاوي في تلحين حلقاتها وغنائها ليقدمها بالطبلة. قصة تعاونه مع أم كلثوم يعتبر مكاوي، أخر من لحن لأم كلثوم وقدم لها "يا مسهرني" لأحمد رامي عام 1973، ولعل التعاون الأول بينهما يرجع إلى عازف الكمان أحمد الحفناوي، الذي طلب منها أن تقرأ مقالًا مهمًا كتبه الكاتب والأديب رجاء النقاش، يسألها فيه "لماذا لا تغني حتى الآن لسيد مكاوي؟" أعجبت أم كلثوم بالمقال واقتنعت به، فكانت مفاجأة أسعدت سيد مكاوي حين طلبته أم كلثوم بنفسها لتلتقيه ومن هنا بدأ التعاون. وبدأ مكاوي، سلسلة من الألحان الناجحة لعديد من المطربين والمطربات مثل صباح في أغنية "أنا هنا يا ابن الحلال"، وشادية، وشهرزاد، ونجاة الصغيرة، وفايزة أحمد. توفي مكاوي في 21 أبريل 1997، بعدما أثرى المكتبة الموسيقية بألحان لكبار المطربين والمطربات المصريين والعرب، واختير عضوًا في لجنة الاستماع بالإذاعة المصرية، وحصل على وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى، ووسام صدام للفنون من الدرجة الأولي، كما حصل على شهادات تقدير من جهات فنية عديدة كالإذاعة المصرية، وإذاعة الإسكندرية، وشهادات خاصة بالمناسبات كأعياد الطفولة والمسرح.